جمعية خيرية... الطعم الذي أطاح بـ "سامي"
"سامي" –اسم مستعار- لشاب في مطلع العشرينات من عمره، ينتظر حكم قد يصل إلى الإعدام بتهمة التخابر ونقل معلومات، كما يقول موقع مختص بامن المقاومة ليحدثنا عن سقوطه في وحل الخيانة، فيقول سامي...
وصلني طلب صداقة على موقع الفيس بوك من شخص لا أعرفه على أرض الواقع يدعى (علاء) ، قبلت الطلب بتلقائية كما اعتدت دائماً. وما هي إلا أيام حتى بدأ في الحديث معي.
عرفني "علاء" بنفسه بأنه صديق شقيقي الذي استشهد قبل 10 سنوات عندما كنت صغيرا، واخذ يعدد مناقب شقيقي الشهيد، وعن علاقتهم القوية رغم أني لم اسمع به من قبل.
ادعى "علاء" انه سافر قبل استشهاد شقيقي بفترة قصيرة إلى احدى الدول للعمل فيها وقد فجع بخبر استشهاد شقيقي واصابه الحزن، وحاول حينها التواصل مع أحد من عائلتي لكنه لم يتمكن، حتى تمكن حالياً من التعرف علي من خلال اقتراحات الصداقة في الفيس بوك، وقد شاهد صورة أخي على صفحتي وعرفني من خلالها !!
طلب "علاء" أن أحدثه عن نفسي وعن أحوال عائلتي وجيراني، وقد ذكر لي اسماء بعض الجيران، مما اضفى نوعاً من الطمأنينة تجاهه، وشرح لي عن عمله الحالي في احدى المؤسسات الخيرية، وعن رغبته في تقديم المساعدة المالية لأبناء شعبه من خلالي لأنه يثق بي كوني شقيق صديقه!!
عرض علي "علاء" أن اعينه في تقديم مساعدات مالية لجيرانه في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، فطلب مني أن احصر له عدد من الشباب المحتاجين ليرسل لي حوالة مالية بمبلغ بسيط واوزعها عليهم كمساعدات وقد أشترط علي أن اميز بين الانتماءات التنظيمية، وأن لا يعرف بمصدر المال أحد!!
بقيت على هذا الحال معه لفترة أربعة اشهر تقريباً، وقد حوّل لي فيها مبلغاً خصص جزاء منه لي كمساعدة وشكرني على تعاوني معه.
طلب مني أخبار أحد الجيران وقد خصه بالاسم وطلب تفاصيل عنه بطريقة خبيثة، فمثلاً سألني في احدى المرات عن هذا الجار سؤالا في خضم الحديث عنه ... "لا اعرف لماذا يصر دائما على اقتناء سيارة من طراز هيونداي باللون الأحمر" فرددت عليه بتلقائية أن هذا غير صحيح فسيارته الحالية تويوتا ولونها أبيض وليست أحمر"، فأخذ يجادلني قليلاً ثم غير الموضوع.
طلب مني "علاء" صورا للحي الذي اسكن فيه فهو مشتاق لأن يراه يريد أن يرى المسجد وبعض منازل الجيران، كما طلب مني أن ارسل له روابط حسابات بعض الجيران على موقع الفيس بوك.
يتابع "سامي" ساورتني بعض الشكوك حينما طلب "علاء" أن اصور منزلا لأحد الأشخاص الذين اعرفهم وله علاقة بالمقاومة الفلسطينية، رفضت ذلك بحكم أنه لا يوجد علاقة بهذا الشخص كذلك خشية أن يراني أي شخص وتثار حولي الشبهات.
حاول "علاء" أن يقلل من مخاوفي ويطمئنني بل واقترح علي بما أفعل للحصول على الصورة، لكني اصررت على الرفض رغم محاولاته. استمرت العلاقة بيننا رغم وجود شعور مريب تجاهه وأنا لا اعرف الكثير عنه سوى اسمه وبعض الصور التي كان ينشرها
يقول "سامي" في احدى المرات اخبرني أنه سيتصل بي أحد الاشخاص على جوالي وسيقدم لي مساعدات مالية وعلي أن أتعاون معه لان فيها مصلحة لي.
وما هي إلا ساعات حتى رن هاتفي النقال وإذا به صوت رجل اعتقد في الـ 30 من عمره، عرفني بنفسه بانه ضابط مخابرات اسرائيلي وأنه على معرفة جيدة بالعلاقة التي بيني وبين "علاء" وانه سعيد بالتعرف علي وعلى الخدمات التي قدمتها، وألمح إلي أنه على معرفه ممتازة بي ويعرف الكثير عني وأخذ يلمح إلى بعض الاحداث الخاصة بي وعلاقتي مع احدى الفتيات من خلال الفيس بوك، ثم عرض علي صراحةً التعاون معه وقال لي: "لا تستعجل بالرد علي الآن فكر وساتصل بك غداً لكن رفضك قد يضيع عليك فرصة كبيرة يحلم بها كثير من الشباب" وألمح إلى أن العمل سيكون كما العمل مع "علاء" ولا يوجد أي خطورة بل أن المال الذي سيرسل سيكون كله من نصيبي.
اعربت عن انزعاجي من الاسلوب الذي اتبعه "علاء" معي ورفضت التعاون معه، لكنه كان هادئ جداً وأخذ يطمأنتي وأن ما سأقوم به سيكون في مصلحة الفلسطينيين أولاً وسيحقن الكثير من دماء الابرياء، ثم انهى الاتصال معي.
وفي عصر اليوم التالي اتصل بي ضابط المخابرات، فرددت عليه بعد صراع طويل مع نفسي ووافقت على التعاون معهم بشروط كان منها أن لا يكون هناك خطر علي وأن يتم سفري في حال تعرضي للخطر.
وبدأت معهم أول أيام الخيانة فبدأت في ارسال معلومات عن مقاومين وأعمال لهم في منطقتي، وقد تم استهداف بعضهم بقصف من الطائرات. إلى أن تم القبض علي وها أنا انتظر حكماً بالإعدام ولم ينفعني "علاء" ولا ضابط المخابرات.
ملاحظات:
- علاء هو أحد العملاء الهاربين منذ عشرات السنين ويعمل كمساعد لضباط التجنيد الصهاينة.
- تم حجب بعض تفاصيل الاعترافات لخصوصيتها.