أهم الأخبار

مؤتمر بغزة يطالب بحماية حق العودة من التمييع

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
طالب سياسيون ومفكرون فلسطينيون بتضافر الجهود لحماية حق العودة ومواجهة محاولات تمييعه وتعبئة مفاهيم جديدة له من قبل الإدارة الأمريكية وجهات إقليمية ودولية، مشددين على ضرورة نشر الوعي بحق العودة ومفاهيمه على المستوى الفلسطيني والعربي حتى يبقى حقاً ثابتاً إلى الأبد. وقال هؤلاء خلال مشاركتهم في مؤتمر "شهود على النكبة" الذي نظمته اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى 62 للنكبة الأحد في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة: "إن هناك محاولات لتمييع وحرف مفهوم حق العودة ومحاولة تعبئة مفهوم جديد له يتعلق بتعويض اللاجئين الفلسطينيين أو إقامة بيوت لهم على أراضٍ هنا أو هناك". النكبة الحقيقية وعدَ النائب الأول للمجلس التشريعي أحمد بحر أن "الموقف العربي والتنسيق والمفاوضات التي يجريها الطرف الفلسطيني المفاوض هي النكبة الحقيقية للشعب الفلسطيني في هذه الأوقات"، مضيفاً " إن العرب خاضوا أربع حروب ولم تنجز شيئاً للقضية الفلسطينية، بل تراجعت خاصة بعد اتفاقيات التسوية". وقال :" بالرغم من محاولات إسقاط حق العودة إلا أنه حق مقدس فردي وجماعي ولا يسقط بالتقادم"، عادا من يتنازل عنه خائناً وخارج عن الصف، ومشدداً على أن العودة لن تتحقق إلا بالمقاومة ووحدة الصف الفلسطيني. ودعا بحر الكل الفلسطيني إلى القيام بواجبه تجاه القدس وحمايتها ومواجهة قرار الاحتلال العسكري بترحيل الفلسطينيين، مطالباُ بمصالحة تقوم على الثوابت الفلسطينية والمحافظة على المقاومة. من جانبه، قال محمد الهندي ممثلاً عن القوى الوطنية والإسلامية: "إن الاحتلال أصبح يواجه حركات بسيطة لكنها قوية بعدالة قضيتها، بعد أن فقدت الأنظمة العربية إيمانها بها وتسببت بالنكبة للفلسطينيين". وأضاف "الاحتلال عاجز عن إخضاع شعب أعزل ومحاصر، وعدم تحقيقه لأهداف حربه على غزة خير مثال على ذلك، في حين أنه كان يُخضع أنظمة ودول وجيوش في ساعات خاطفة". وأكد الهندي أن "قاعدة الكبار يموتون والصغار ينسون، التي كان يعتمد عليها الاحتلال في احتلال أرض فلسطين تبدلت وأصبحت قنبلة ديمغرافية في ظل تمسك وتوارث الأجيال الفلسطينية لحق العودة عن أجدادهم". وذكر الهندي أن المفاوضات كانت ولا تزال غطاءً لكل المجازر الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، وأنها جاءت بالمزيد من الويلات والحصار والتهويد، مبدياً استغرابه واستهجانه لعودة الفريق المفاوض لها. وشدد على حاجة الفلسطينيين الماسة لترتيب صفهم والتوحد على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت، لمواجهة الاحتلال ومحاولات استيلائه على الأرض. دعوة ومناشدة من جانبه، دعا خالد الخالدي، ممثلاً عن اللجنة الشعبية العليا لإحياء ذكرى النكبة اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والشتات للتمسك بحقهم في أرض فلسطين، وإعلان رفضهم للتنازل عن أي جزء منها، وأن يعدوا من يدعو لذلك مرتد وخائن. وطالب الخالدي الدول العربية أن تقوم بواجبها ومسئولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في أراضيها وتعطيهم حقوقهم في العيش بحياة كريمة إلى حين عودتهم إلى أراضيهم، مضيفاً " من العيب على الدول العربية أن يُرحلوا الفلسطينيين من أراضيهم ويلجئوا إلى دول ومنظمات أجنبية". كما ناشد الهيئات الحقوقية بتوثيق الشهادات القديمة والحاضرة حول جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، من أجل إدانة جنود وقادة الاحتلال ومحاكمتهم، داعياً الدول العربية إلى التوحد نحو قضية القدس كونها للمسلمين كافة وليس للفلسطينيين وحدهم. محاولات استبداله بدوره، قال رئيس التجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة عبد الله الحوراني: "إن حق العودة هو منطلق وجوهر القضية الفلسطينية وأساس الصراع مع الاحتلال"، مشيراً إلى أن مخيمات الشتات هي أول من شهد الثورة الفلسطينية والمقاومة من أجل حق العودة". وأكد الحوراني على وجود محاولات أمريكية وإقليمية لتشويه حق العودة واستبداله بمفاهيم جديدة كالعودة إلى مناطق السلطة أو الضفة أو تسكين اللاجئين هنا وهناك وتوطينهم". وعدَ أن التوعية بحق العودة ومفاهيمها ضعيف للغاية في المدارس والمؤسسات الثقافية وعلى المستوى الفلسطيني والعربي بشكل عام، مضيفاً "أن الحركة الشعبية الفلسطينية غير موحدة أيضاً ولا يوجد أطر تنسيقية بينها، وتفتقر إلى إستراتيجية حول كيفية تحقيق حق العودة". وطالب بنشر مفاهيم حق العودة في المدارس عبر المؤسسات الإعلامية والثقافية، وتحرك كافة القوى والفصائل نحو الشعوب العربية لنشر هذه المفاهيم بينها وتفعيل دورها في التمسك بحق العودة والضغط من أجل الدفاع عنه وحمايته وتحقيقه. وحضر المؤتمر عدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين شهدوا النكبة الفلسطينية عام 1948، والذين أدلوا خلال جلسة لهم بشهاداتهم حول ما جرى قبل النكبة، ونقلوا معاناة الفلسطينيين وعمليات القتل التي ارتكبها جنود الاحتلال والإنجليز بحقهم. وتخلل المؤتمر فقرات لأطفال وشباب جسدوا حياة اللاجئين الفلسطينيين قبل النكبة، ونقلوا تمسكهم بتراثهم عبر العديد من العروض.