حوار القاهرة هل يفضي إلى وحدة حقيقية
تاريخ النشر : الأحد , 16 أغسطس 2009 - 11:22 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
بقلم/ توفيق محمد
لا شك أن فلسطين اكبر من فتح واكبر من حماس واكبر من كل المنظمات والهيئات والحركات والأحزاب العاملة على الساحة الفلسطينية ، ولا شك أن كل تلك الهيئات أعلاه تسعى لخدمة الوطن من الزاوية التي تعتقد أنها هي الفضلى ، ولا شك أن قسما منها على الصواب وآخر على صواب وآخر اقل صوابا وثالثا مخطئا فاقل خطئا أو أكثر، وكل ذلك محكوم إلى التجربة التي مرت بها القضية الفلسطينية طيلة العقود الستة المنصرمة من عمر القضية ، ولكن الذي لا خلاف عليه هو أن جميع الفصائل الفلسطينية تسعى لتحرير الوطن من المحتل ، منها من يعتبر أن الطريق إلى ذلك عبر أوسلو أو واشنطن أو انابوليس، ومنهم من يعتبر أن الطريق إلى ذلك عبر المقاومة حتى دحر المحتل، وبغض النظر عن التحليلات المختلفة لموقف كل فريق فإنني في هذه العجالة لست ممن يسعى إلى تحليل تلك المواقف واستخراج صوابها من خطئها ، فالتجربة التي خاضها شعبنا الفلسطيني عبر سنوات النضال كفيلة بان توفر الإجابة الأسلم لذلك ، إنما الذي أريده هنا وربما هو كلام اقرب إلى الأمنيات القلبية قريبة المنال والتحقيق متى صدقت النيات واتجهت القلوب نحو بعضها البعض، وتيقنت أن الوطن اكبر منها كلها وان الهدف المرجو لجميعها واحد مهما اختلفت الوسائل ومهما كبرت الأخطاء في الطريق إلى ذلك.
عليه فان الأخبار القادمة إلينا من القاهرة في الأسبوع الأخير حول مسودة الاتفاق الفلسطيني – الفلسطيني والدعوة للحوار الداخلي في التاسع من تشرين ثاني المقبل حسب البنود التي تم التوافق عليها ، إن هذه الأخبار حقيقة أخبار سارة تثلج الصدر وتفرح كل حر شريف.
إن المرحلة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني ليست مرحلة دولة مستقلة وان كانت مظاهر الدولة بادية على مؤسساتها من حيث انتخاب رئيس ووزراء وما إلى ذلك من المظاهر الفضفاضة، ولكن حقيقة الأمر هي أن هذه المظاهر تنقصها ماهيات الدول المستقلة من حيث السيادة والجيش والحدود والسيطرة على الحدود والبلاد واستقلالية القرار بعيدا عن تحكم المحتل، وخلاصة الأمر فان المرحلة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني هي مرحلة التحرر الوطني التي تقتضي ولا شك من كل الفصائل الفلسطينية العاملة على الساحة الالتفاف على برنامج نضالي واحد تكون نهايته الاستقلال الوطني الفلسطيني والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة ودرة القدس الأقصى المبارك غير منقوص المساحة ولا السيادة ، وضمان حق اللاجئين بالعودة إلى أوطانهم التي شردوا منها ثم ضمان تعويضهم على سنوات العذاب والضياع ، التي اقترفتها أيدي المؤسسة "الإسرائيلية".
على كل حال لما كان هذا هدف جميع الفصائل الفلسطينية العاملة على الساحة الفلسطينية فان اقل من الاتفاق على وحدة الوطن الفلسطيني عبر كل البنود الكفيلة بالتوصل إلى ذلك من حيث إعادة بناء الأجهزة الأمنية بناء فلسطينيا وطنيا ومن حيث إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وغير ذلك من البنود المطروحة على طاولة الحوار في القاهرة، أقول إن اقل من الاتفاق على ذلك سيكون مرفوضا، وإننا نسأل الله أن تكون البشائر القادمة من القاهرة بشائر خير تجتمع على حكومة وحدة فلسطينية ترفع الحصار عن أبناء شعبنا في قطاع غزة وتوحد الوطن الفلسطيني الواحد في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلف قيادة فلسطينية محكومة للأولويات الفلسطينية وليس لأولويات المحتل ولا أولويات ما خلف البحار.