أهم الأخبار

اولمرت وأصدقاؤه والمؤامرة...

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
اولمرت وأصدقاؤه والمؤامرة... بقلم/ عبد الحكيم مفيد ليست هذه هي المرة الأولى التي يتورط بها ايهود اولمرت ,رئيس حكومة حاليا, ومرشح للسجن في المستقبل, بحسب الأدلة حتى الآن. بدون منازع يتبوأ أولمرت رئاسة قائمة الفاسدين في السياسة الصهيونية, منذ زمن بعيد أو منذ أن دخل السياسة وهو يمارس الفساد, وفي كل مرة كان "ينجو" أولمرت, بضربة حظ , حسب بعض المراقبين. لكن ليس الحظ هو الذي أنقذ أولمرت كل هذه المرات حتى وصل إلى رئاسة حكومة العدو بالحظ أيضاً. هذه المرة تبدو ليست كاللواتي سبقنها بالنسبة لأولمرت, ولعل أكثر ما لفت انتباهي هذه المرة هو استعمال كلمة "مؤامرة" من قبل بعض المعلقين, وأكثرهم شهرة من بين هؤلاء, هو المحلل السياسي في صحيفة معاريف الصهيونية بن كسبيت. في العادة يبتعد الصهاينة بشكل خاص,عن الحديث عن المؤامرة, بل هم حذرون منها للغاية في الحالة الصهيونية, يستعملونها لغيرهم, لكنهم لا يقدمون على فعل ذلك في حالتهم, وهذه المرة هناك من يشير أو يلمح إلى وجود مؤامرة على أولمرت, مع أنها لم تكن في المرات السابقة أي حين كانت الملفات الأخرى, التي لا مجال لعدها هنا من كثرتها, إذا لماذا المؤامرة في هذه الحالة. المؤامرة التي قد لا يلتفت إليها صارت جزءاً لا يتجزأ من وعي السياسة الصهيونية منذ زمن بعيد, ليس أولمرت هو الأول ولن يكون الأخير, سبقه إلى هناك رئيس الكيان سابقا موشيه كتساف, وما يسمى بوزير الأمن في حينه يتسحاك مردخاي, ووزير حالي في الحكومة الكيان اسمه حاييم رامون, كما تم الحديث علانية عن مقتل رابين بلغة المؤامرة, وكان زعيم الليكود كذلك بنيامين نتنياهو قد تحدث هو الآخر عن مؤامرة بين الإعلام والنخب "القديمة" كما اسماها لإسقاطه من رئاسة الحكومة, ما الذي يدفع هؤلاء لاستعمال مصطلح مؤامرة لتفسير ما حدث ويحث لهم؟. قد تكون الإجابة على السؤال أسهل إذا عرفنا أن الفضيحة المالية, فضيحة الرشاوى, التي يتم الحديث عنها تبدأ منذ أكثر من 15 عاماً, منذ أن رشح ايهود أولمرت نفسه لبلدية القدس, وعندما رشح نفسه فيما بعد لرئاسة الليكود في العام 1998 وعضوية الليكود في العام 2000,وما بعدها طبعاً, لماذا الآن بالذات تفتح كل هذه الجنايات؟ لا يختلف الحال عند يتسحاق مردخاي الذي كان رشح نفسه لرئاسة الحكومة في الكيان عام 1999, لكن حظه أو غباءه لم يسعفه حين قرر تحدي مرشح الليكود في حينه بنيامين نتنياهو, بالبث الحي والمباشر, حين كَذب نتياهو. وجد مردخاي نفسه فيما بعد أمام فضيحة جنسية من النوع الثقيل حين اتهمته نساء انه اعتدى عليهن جنسياً, الملفت للنظر أن الملف هذه المرة كان من الماضي, ولم يتم فتحه بتاتاً من قبل. نفس الأمر كان مع موشيه كتساف, الذي من المؤكد أن حجم التهم التي وجهت إليه اقل بكثير من حجمها الحقيقي, لكنها مرة أخرى كانت من الماضي البعيد, لماذا كشفت الآن بالذات؟, أي في حينه بعد انتظار طويل؟ زعيم شاس سابقاً آرييه درعي كان هو الآخر قد تورط في رشاوى كبيرة, لكنه تم الكشف عنها فيما بعد بشكل متأخر نسبياً. في كل المرات بدون استثناء تم استعمال كلمة مؤامرة من قبل المتهمين, الذين كانوا وصلوا إلى درجة عالية من النجومية السياسية في الكيان التي لم "ترق للبعض" كما كان يقال. لماذا يتم الكشف عن فضائح أولمرت الآن, ليس تلك التي تحقق بشأنها النيابة فحسب, بل أيضا تلك التي كشفتها الصحافة الإسرائيلية في الأسبوع الأخير, ما السر وراء هذا الكشف؟, والآن بالذات؟, مع أن أيهود أولمرت طبعاً ليس شرقياً كما قد يعتقد البعض بشان الآخرين؟ أولمرت ينتمي إلى "نادي رؤساء الحكومة" في الكيان, والملفت للنظر أن غالبيتهم أن لم يكن كلهم لم ينه حياته السياسية أو فترة ولايته بشكل سوي. أكثرهم شهرة هو دافيد بن غوريون الرئيس الأول للحكومة في الكيان, الذي استقال من رئاسة الحكومة وشكل حزباً جديداً لينافس حزب مباي الذي كان هو قائده, فاختفى, لم يكن حظ ليفي اشكول أحسن بكثير فرغم انه كان رئيس الحكومة الذي قاد إسرائيل إلى نصر 1967م, إلا انه لم يحظ "بالجاه" والعز الذي من المفروض ان يحظى به رئيس منتصر, ومات أثناء ولايته للحكومة, خلفه جولدا مئير لم تكن أحسن حظاً, فقد اضطرت للاستقالة من منصبها عام 1974م في أعقاب تقرير لجنة اجرانات حول حرب رمضان 1973 والذي اتهم القيادة العسكرية بالمسؤولية عما حدث, لكن مئير استقالت. اسحق رابيين الذي خلف جولدا كحل وسط في حزب العمل, وجد نفسه مرتين في المركز, الأولى حين قدم استقالته عام 1976 بعد أن كشف عن حساب سري لزوجته في احد البنوك الأمريكية الأمر الذي كان ممنوعا من الصهاينة, أما الثانية فكانت حين قتل في تشرين ثاني 1995, بعد انتخابه كرئيس حكومة عام 1992. مناحيم بيجين زعيم الليكود الذي قاد الانقلاب الكبير عام 1977,وجد نفسه في حالة نفسية سيئة بعد حرب لبنان عام 1982, وقدم استقالته من رئاسة الحكومة وانزوى ,وريثه اسحاق شمير يتواجد اليوم في احد بيوت الآباء بشكل دائم . وتدعي زوجته أنها لا تحصل على المساعدات الكافية من اجل زوجها,الذي يعاني من حالة نفسية وصحية سيئة. ارئيل شارون الذي انتخب عام 2001 يتواجد في حالة موت سريري منذ أكثر من سنتين ونصف, نتياهو لم ينه فترة حكمه التي انتخب لها عام 1996, ايهود براك الذي انتخب بعد نتياهو عام 1999,أنهى فترته بعد سنتين ونصف, الحظ هذه المرة ليس مع اولمرت, هل هناك مؤامرة على اولمرت لإنهاء وتقصير مدة حكمه؟ هكذا يدعي بعض المتواجدين حول اولمرت. بالمناسبة هناك واحد من كل هؤلاء ما زال,هنا, اسمه شمعون بيرس, فشل في كل الانتخابات لكنه على ما يبدو نجح في كل المؤامرات,هذه مادة للتفكير فقط.