أهداف أمريكيا من اقامة قاعدة عسكرية لها في فلسطين المحتلة.
بقلم أ. جلال الأغا:
إقامة قاعدة أمريكية للدفاع الجوي في النقب، وهي عبارة عن منظومة انذار مبكر للصواريخ، ستحسن قدرة الكيان في الدفاع الجوي ضد الهجمات الصاروخية من جبهات عدة، والقاعدة ستخدم مصلحة الجانبين الأمريكي والصهيوني خاصة بعد فشل المشروع الأمريكي في العراق، والهادف الى زيادة الوجود الأمريكي في دول المنطقة، كما تريد أمريكا تعويض الفشل بالتهديد بالقوة في ظل تنامي القوة الصاروخية الإيرانية، والتمدد الروسي الذي بدأ يفرض نفسه في المنطقة. وإقامة القاعدة الأمريكية في معسكر عسكري صهيوني سيجعل منها قاعدة مشتركة وبالتالي جميع الأجهزة والامكانيات ستكون تحت تصرف هيئة الأركان الصهيونية، كما وستعزز من رصد الكيان للأجواء العربية والإقليمية المحيطة مهددةً الأمن القومي لهذه الدول.
مؤشرات إقامة القاعدة لها عدة مدلولات:
1- أمريكيا أصبحت تخشى على حليفتها الاستراتيجية من المستقبل؛ خاصة بعد تراجع وتأكل قوة الردع الصهيونية.
2- الوضع الأمريكي أصبح مرتاحاً من نتيجة التطبيع العربي الصهيوني في المنطقة؛ وبالتالي هذا الوجود لن يُلاقي أي ردة فعل رسمية عربية.
3- يشكك بأنظمة الاعتراض الصهيونية مثل "القبة الحديدية"، و"العصا السحرية"، ومنظومة "حتس" في التصدي للصواريخ خلال الفترة الماضية، وحتى فشلها مع الصواريخ البدائية وصواريخ الجيل الأول الغير متطورة.
4- السعي لإبقاء الكيان في حالة تفوق وهيمنة على الجميع في المحيط.
5- يعتبر رسالة تهديد ردعي للمحيط العربي بان الكيان في حماية امريكيا.
أخيراً إقامة القاعدة لا يمثل أي جديد من ناحية الدعم الأمريكي اللاّمتناهي للكيان؛ ولكن يدلل على متانة العلاقات بين الجانبين الحليفين والمشاركة الحقيقية مع الاحتلال في أي عدوان جديد على الامة، فأمريكيا فتحت مخازنها في الحروب الأخيرة للكيان كما وأرسلت مؤخراً حاملة طائرات لترسو في شمال فلسطين المحتلة، كما أرسلت من قبل أيقونة تاجها من طائرات الشبح. فالكيان يخشى من قوة ردع المقاومة في الشمال، كما يخشى المقاومة التي لم تُردع في الجنوب.