انهيار التفاوض: نتيجة سيئة لاسرائيل – اسرائيل اليوم
تاريخ النشر : الجمعة , 10 ديسمبر 2010 - 12:31 مساءً بتوقيت مدينة القدس
إن فشل التفاوض مع الامريكيين، الذين أرادوا تجديد الزخم السياسي، يفترض أن يُقلق كل من يرى رؤية واقعية وضع دولة اسرائيل السياسي الأمني.
يُحلل رئيس مجلس "يشع" داني ديان هذا الفشل. بل انه يراه انجازا، ولهذا قال إن الفشل يشهد بأنه "اذا أصرت اسرائيل على ما لها ولم تستسلم لكل إملاء، فان السماء لا تقع وتحرز أهدافها".
يثيرنا أن نعلم تحديد بنك أهداف ديان. تجديد البناء في المستوطنات، وتجميد التفاوض لانه قد يفضي الى "تنازلات" وجعل فكرة "دولتين للشعبين" فكرة بعيدة مُقصاة. لا يُجهد داني ديان ورفاقه انفسهم في رؤية التحول المقلق في موقف البرازيل والارجنتين واورغواي، التي أعلنت بأنها تعترف بدولة فلسطينية في حدود 1967 مع كل ما يُفهم من ذلك.
لن يعِدنا أحد بأن عدم وجود أمل عالمي عام في اخماد الحريق في الشرق الاوسط، لن يفضي الى اعتراف دول اخرى في العالم، وفي ضمنها أفضل صديقاتنا في اوروبا، بوجود دولة فلسطينية وإن لم يوجد لذلك مستمسك على الارض حتى الآن. يحاول بنيامين نتنياهو ايضا الحفاظ على الأمل وأن يحدد أبعاد الحريق الممكن. إن محاولته انشاء حوار مع تركيا تنبع من رؤية استراتيجية صحيحة لوضعنا في المنطقة. لكنه يعلم انه مع عدم وجود أمل على الصعيد الفلسطيني سيرتفع اللهب حتى مع تركيا.
يستمر المستوطنون، في تمسك يستحق المدح، على شأنهم منطلقين قُدما، دون أن يدركوا أنهم يساعدون بذلك على بناء قاعدة الدولة الفلسطينية التي ستحظى الآن بدعم دول كثيرة في العالم.
لكن السياسة ليست هي زمام داني ديان ولا وزير خارجية دولة اسرائيل لأسفي. المسؤولية هي مسؤولية رئيس الحكومة الذي يجب عليه أن يفضل تقديرات الأمد البعيد على حساب رؤية لآماد قصيرة وتلبية حاجات مباشرة. سيُمكّن الوضع الحالي رئيس الحكومة من البقاء ورأب الصدع بينه وبين اليمين المتطرف. لكن يجب على رئيس الحكومة أن ينظر الى أبعاد أكبر وأن يكون فم دولة اسرائيل وضميرها – وهي دولة ترغب في الحياة تسكن في قلب عالم عربي مهدِّد مُعاد. ويجب على الفلسطينيين ايضا أن يُجروا الآن محاسبة للنفس. هل سيعلنون اقامة دولة وهمية؟ هل سيبحثون عن اعتراف دولي يزيد في كبريائهم لكن لا في تمسكهم المحدد بالارض؟.
إن وقف التفاوض يناقض مصالح اسرائيل، وقد أكد نتنياهو هذا أكثر من مرة. وإن شخصا مثلي، يعتقد أن نتنياهو يريد مسيرة لكنه غير قادر على دفع تسوية قُدما، يؤمن بأن ديناميكية التفاوض، والتهديد الايراني والتأييد الدولي ستعقد الجسور فوق الفروق في النوايا وتفضي الى تسوية. اسأل نفسي أكثر من مرة واسأل رفاقي أين يكمن الشعور الوطني الحقيقي في دولة اسرائيل. أما زلنا نعمل بحسب طريقة الكيرن كييمت قبل نشوء الدولة، أي بطريقة دونم آخر وقطعة ارض صغيرة اخرى، أم أن هذه الطريقة اليوم تُفسد أفضل مصالح اسرائيل؟.
تعلم القيادة الحقيقية أن الأزمان تغيرت. مجال الخيارات يلفه الضباب، وعلينا أن نختار لأنفسنا الطريق الصحيح لنحفظ اسرائيل دولة يهودية ديمقراطية للأجيال القادمة. هذا المسار يمر بالتفاوض.