أهم الأخبار

عملية “بيت إيل” ضربة للتنسيق الأمني

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

لا تزال عمليات الفلسطينيين في الضفة الغربية تصيب أجهزة الاحتلال بصدمة من خلال نوعيتها ودقتها وتوقيتها، فمن عملية “عتنئيل الأولى فالثانية”، إلى عملية تل أبيب وعمليات أخرى ذرت التراب في أعين مخابرات الاحتلال وسطرت له صفحة جديدة من صفحات الفشل.

اليوم وبعد مرور حوالي أسبوعين على عملية عتنئيل، أقدم ضابط في السلطة الفلسطينية على تنفيذ عملية نوعية جديدة سجلت خرقا كبيرا لنمط العمليات الفدائية التي ينفذها الشبان الفلسطينيون منذ انطلاق الانتفاضة الجارية مطلع أكتوبر من العام الماضي، من حيث طريقة التنفيذ والشخص المنفذ وكان العملية، فأصاب حشدا من جنود الاحتلال المتمركزين على معبر الـ”VIP “قرب مستوطنة “بيت إيل” شمال رام الله وأوقع منهم 3 جنود وصفت جراح اثنين منهم بالبالغة.

كل هذه العناصر للعملية وضعت مخابرات الاحتلال أمام نوع جديد من العمليات أبطالها شبان متمرسون على استخدام السلاح ويتمردون على أوامر قادتهم، وليس هذا فحسب بل يستغلون مكانتهم الاعتبارية لتنفيذ عمليات موجعة لقوات الاحتلال.

 

عملية نوعية جديدة

الخبير والمحلل العسكري في موقع “والا” الإخباري العبري “آفي يسخاروف” قال في تعليقه على العملية: “يبدو أننا اليوم قد أصبحنا أمام نوع جديد من العملية تكمن خطورته كون منفذ العملية ضابط بالسلطة الفلسطينية استخدم سلاحه الشخصي لقتل جنود إسرائيليين، في مكان يتعبر منطقة مسيطر عليها أمنيا كونها تشكل نقطة عبور لحملة بطاقات الـ”VIP” من رجالات السلطة المعتبرين.

وأوضح “خطورة هذه العملية تكمن في كون المعبر لا يمر منه سوى الشخصيات الاعبتارية في السلطة وعلى رأسهم الرئيس عباس، وهذا يعطي انطباعا للأجهزة الأمنية أن نقص المعلومات والحس الأمني لديهم في توقع العمليات يأخذ منحى متطرفا، ويدخل أفرادا من نوعيات جديدة من الفلسطينيين للمواجهة المستمرة منذ 4 شهور”.

وقال المحلل “الحديث يدور عن عملية تختلف في تفاصيلها عن العمليات الأخيرة، والعنصر الجديد فيها أن الشاب ينتمي بالحتمية لحركة فتح وهو لا شك بانها إضافة جديدة لعمليات الفلسطينية على الرغم من أن جميع الأطراف ترجح أنها عملية فردية”.

 

مسافة صفر

المحلل في صحيفة “معاريف” العبرية والناطق العسكري السابق باسم جيش الاحتلال “آفي بنياهو” قال من جهته “إن العمليات الفلسطينية تواصل استهدافها مختلف المدن والمستوطنات ، حتى الأماكن غير المتوقعة منها، فهي تبدأ بعملية مسلحة في تل أبيب ثم تنتقل إلى مستوطنة عوتنيئيل، وأخيرا إلى معبر الـ”VIP ” قرب رام الله.

وأضاف أن هذه العمليات تضرب الإسرائيليين بقسوة وتربك سير حياتهم، وتابع القول “وهكذا يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع، تتعرض شوارعنا للعمليات الفلسطينية، وليست هناك في الأفق نهاية وشيكة لها”.

وأوضح “هذه العملية تعيد للأذهان العمليات التي كانت تستهدف الجنود على خط النار خلال المواجهة الأخيرة في قطاع غزة حيث كان جنودنا يستهدفون من مسافة الصفر بطرق غير متوقعة، فقد استل الجندي في السلطة الفلسطينية أبو عمر سلاحه الشخصي عندما كان أح الجنود يهم بتفتيش مركبته وأطلق النار عليه من مسافة صفر هو وزميليه وأصابهم بجراح قاتلة”.

وأكد أن هذه العملية أصابت الأجهزة الأمنية بصداع مزمن نتيجة انشغالها الان في التفكير بطريقة تعاملها مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي شكلت عملية اليوم ضربة قاسية للتنسيق الأمني القائم بين الطرفين والذي كان منفذ العملية جزء منه.

 

إعلان حالة طوارئ

موقع “0404” العبري نقل تعليقات لعدد من المستوطنين من سكان المستوطنان في الضفة الغربية طالبوا فيها حكومة الاحتلال بإعلان حالة الطوارئ في كل البلاد لمواجهة عمليات الفلسطينيين التي باتت تشكل لهم هاجسا يوميا يمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بحسب الموقع.

ووصف هؤلاء المستوطنين إجراءات جيش الاحتلال التي يظنون أنها قد تبعث الشعور بالأمن لديهم بأنها “إجراءات فارغة” لا تردع حتى الطفل الفلسطيني عن الإقدام على تنفيذ عملية في وضح النهار.

واتهم المستوطنون حكومة الاحتلال بإغفالهم وتهميشهم، قائلين “إن حفنة من الأطفال والشبان المراهقين قادرين على زعزعة أمن مئات المستوطنين، ويتفوقون على إجراءات الجيش الفاشلة، وحكومة “إسرائيل” لا تدري ماذا تفعل، لقد أصبحنا في وضع غير مطاق لا نستطيع الخروج من بيوتنا حتى في سياراتنا، نريد حلا”.