أهم الأخبار

معلومة خطيرة .. قوات الاحتلال سرقت عيون الشهيد السويطي لمعرفة من راى خلال 24 ساعة

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
لم تكن صلاة الفجر في هذا اليوم كغيرها من سبعين عاماً اعتاد فيها الحاج إسماعيل السويطي الاستيقاظ باكراً والصلاة في مسجد القرية وتلاوة القرآن بعد ذلك، فقشعريرة الجسد اليوم لم تفارق خلاياه، وانقباض القلب المثقل بأوجاع العمر بقي رفيقه مع أول سجدة.وكما في كل مرة همّ الحاج بالخروج من المسجد يضع يده على قلبه متثاقلاً من انقباضاته المستمرة، ولم يلجأ سوى للتسبيح والاستغفار علها تفارقه وقد أرهقته، ولكنّ زخات الرصاص التي انطلقت في مكان قريب زادت غصة القلب بل الجسد بأكمله. ونقلت مصادرنا المقربة من حركة حماس عن الحاج السويطي قوله: "خرجت من المسجد وأنا متعب بعض الشيء وتفاجأنا بسماع إطلاق نار كثيف في منزل قريب، فعرفت على الفور أن ابني علي هو الهدف، وبقيتُ أدعو الله أن ينصره أو يختاره شهيداً.. والحمد لله".وهي ساعات كأنها عقودٌ مرت على عائلة السويطي بعد أن حاصرت قوات مدججة بأعتى أنواع الأسلحة بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، وباشرت بتطويق منزل الأسير محمود السويطي المحكوم بالمؤبد في زنازين الاحتلال، فلم يشكك أهالي البلدة بأن المستهدف في هذه العملية الغادرة هو المقاوم علي السويطي (42 عاما) الذي أرّق قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ خمسة أعوام مضت. عيناه لم تسلما أرتال الآليات وهدير المجنزرات حولت البلدة فجراً إلى ساحة حرب في مواجهة شخص واحد بسلاحه المتواضع وقلبه المؤمن، واستمر الحال بين قصف للمنزل واشتباكات لعدة ساعات. ويقول شقيقه خالد:" عشرات الجنود شاركوا في هذه العملية، وعندما حاصروا المنزل كانت القوات تتزايد في كل ساعة ويعلو صوت الرصاص والقذائف". وبعد حرب حقيقية خاضها الشهيد ضد جيش دولةٍ بأكمله اختار الله له الشهادة، وتقدم الجنود يحفهم الخوف والجبن المعهود نحو المنزل رغم أنهم هدموا حجارته فوق جسده، ولكن روحه بقيت ترعبهم حتى وصل بهم الذعر الأمني إلى انتزاع عينيه من رأسه عنوةً وتحطيم جمجمته وبتر ساقه. ويضيف خالد:" سرقوا عينيه من أجل فحصهما ومعرفة من رأى خلال الساعات ال24 الماضية، وبعد ذلك انسحبوا كالفئران ورموا جثمانه على الجهة المقابلة للبيت فوجدناه وقد مُثّل بجسده". لحظات فقط حتى حُمل الشهيد على الأكتاف وصرخت الحناجر مطالبة بالانتقام له، وعلا صوت الزغاريد بيته ولم تُجدِ محاولات أطفاله الاثني عشر حبسَ دموعهم.. بل اغرورقت الأعين مودعة والداً غيبه الاحتلال سنوات عدة ثم حرمهم تقبيله حين شوّه ملامحه. اعتقال وملاحقة أما السجل النضالي للشهيد فلم يُسطّر اليوم فقط، بل حفره الشهيد بعمليات عسكرية نوعية كانت أبرزها عملية مفرق إذنا التي تصادف ذكراها السادسة اليوم وقتل فيها جندي اسرائيلي وأصيب آخرون.. في حين شارك في عدة عمليات أرعبت الجيش الأسطورة في مختلف مناطق الخليل.ويذكر شقيقه خالد أن علي تعرض للاعتقال عدة مرات في سجون الاحتلال أمضى خلالها عدة سنوات، وتمكن في إحدى المرات من الهرب من قيود الأسر، ولكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعد فترة.. وتسجل السنوات التي غاب فيها عن عائلته ووالديه وبلدته معاناة لدى عائلته، فتلك لم تتمكن من رؤيته إلا مرة كل بضعة أشهر لدقائق معدودة، كما حرمها الاحتلال من التنقل في كثير من مدن الضفة وضايقها عاكساً فشله في اعتقال أو اغتيال علي. ويقول والده إسماعيل:" علي كان الابن الغائب، كنا نتمنى أن يجلس معنا مرة لفترة طويلة وأن يشبع أطفاله من رؤيته، ولكننا نحتسب عند لله كل هذا الظلم ونتمنى أن يرزقه الجنة وما هو خير من الدنيا بما فيها". الرجل المفضل وعلى الرغم من غيابه المتواصل عن بلدته إلا أن الشهيد كان الشخصية المفضلة لدى معظم أهاليها، فاحترامه للصغير قبل الكبير والتزامه بتعاليم شرع الله وابتسامته التي لم تغادر وجهه يوماً وعطفه على والديه وأشقائه كلها خصال كانت تقرّب القلوب إليه. ويقول شقيقه:" لو سألتم في البلدة عن علي السويطي لعرفتم مقدار المحبة التي يحملها أهاليها له، والعديد من الأطفال يرونه قدوة خلال ألعابهم وتقليدهم له وهو يحمل سلاحه".