أهم الأخبار

عمليات المقاومة بالضفة .. آلمت العدو وأربكت حساباته

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

المكتب الإعلامي - وكالات

أكدت جماهير الضفة المحتلة خلال العام المننصرم أن نهج المقاومة لدى الفلسطينيين هو النهج الثابت والراسخ، وغيره من مشاريع التسوية والتنازلات والتطبيع لا مكان لها في اجندتهم، وأن كل من يتساوق مع الاحتلال وأعوانه سيخذل لا محالة وتنكسر شوكته.
 
ونفذت المقاومة خلال العام الماضي عشرات العمليات النوعية من أسر للمغتصبين وطعنهم مروراً بعمليات الدهس وإطلاق النار، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، ما أربك العدو الذي أقر بعدها أنه لايمكن إيقاف عمليات المقاومة، ولا يمكن ردعها بشكل كامل، ومع استقبال العام الجديد تتواصل عمليات المقاومة من رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة.
 
الضفة تشتعل
فقد شهدت الضفة الغربية في حرب العصف المأكول ما بين 1000 و1100 نقطة مواجهة، بمعدل حوالي 20 نقطة مواجهة يوميًا، واستشهد خلال الحرب الأخيرة 22 فلسطينيًا في الضفة، وأصيب المئات، وكان هناك 1050 حالة اعتقال من الضفة (بدون القدس) وحوالي 500 من القدس.
 
كما نفذت 176 هجمة على الأقل بالزجاجات الحارقة، و28 عملية إطلاق نار، وتفجير 16 عبوة وكوع ناسف (كحد أدنى)، بالإضافة لعدة عمليات طعن ودهس، ومحاولتين لم تنجحا لإدخال سيارات مفخخة إلى داخل الكيان الصهيوني.
 
وقبل تلك الفترة، كان مستوطنون متطرفون يقدمون على جريمة لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاـ، بعد خطفهم للطفل محمد أبو خضير في القدس وحرقه حيا.. جريمة خسيسة أوقدت شعلة المقاومة في نفوس وقلوب المقدسيين خاصة وأهالي الضفة الغربية عامة، فكانت عمليات الطعن والدهس، عنوان لمرحلة جديدة من المقاومة الاسطورية.
 
عمليات الثأر للمقدسات
باكورة تلك العمليات كانت "عملية الجرافة"، التي قادها الشهيد محمد الجعابيص، حين اصطدم بحافلة صهيونية في حي الشيخ جراح بالقدس، يوم الاثنين 4-8-2014، فقتل صهيويناً  وأصاب 5 آخرون بجراح، قبل أن يبادر شرطي صهيوني  لقتله.
 
وقفت حكومة الاحتلال يومها مذهولة مما جرى، وحاول بعض قاداتها استيعاب الأمر وتبريره بأنه مجرد حادث سير لا أكثر. لتأتي عملية الدهس في التلة الفرنسية يوم 22/10/2014 على يد الشهيد عبد الرحمن الشلودي "22 عاما" وتضع الكيان المسخ في مأزق وحيرة من أمره.
 
الشاب أصيب بجراح خطيرة بعد إطلاق النار عليه من حراس القطار الخفيف الصهاينة ، حين دهس مجموعة من الأشخاص كانوا بانتظار حافلة  صهيونية ، واطلق شرطي صهيوني  النار عليه وقلته.
 
والشلودي أسير محرر أفرج عنه بتاريخ 22/12/2013 بعد أن أمضى مدة 16 شهرا في سجون الاحتلال، وهو ابن شقيقة الشهيد محي الدين الشريف الذي استشهد عام 1998.
 
الشهيد عكاري
لكن الحادثة النوعية التي رسخت في عقول الفلسطينيين، وقعت يوم 5/11/2014 بتوقيع من الشهيد ابراهيم عكاري، الذي نفذ عملية دهس في حي الشخ جراح.
 
ففي حين كان مجموعة من المغتصبين ينتظرون قدوم حافلة تقلهم، فاجئهم العكاري بسيارته، فتناثروا اشلاء.
 
 لم يكتف بذلك، بل نزل من سيارته وهجم على عدد من المارة بقضيب حديدي كان معه، قبل أن يعاجله أفراد من الشرطة بوابل من الرصاص الكثيف، أدى لارتقاءه على الفور.
 
والشهيد شقيق الأسير المقدسي المحرر المبعد إلى تركيا موسى محمد عكاري، الذي تحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار قبل ثلاث سنوات، بعد أن أمضى 19 عامًا داخل سجون الاحتلال، حيث كان يمضي حكما بالسجن المؤبد.
 
رعب وهوس
بدأت القدس والضفة تغليان، والرعب يدب في قلوب الجنود الصهاينة والمغتصبين ، والشك بكل سيارة عربية تمر من أمام حاجز أو موقف للحافلات كان سيد الموقف.
 
الهوس وصل بالعدو لوضع مكعبات اسمنتية أمام كل موقف انتظار، بل رصدت الصور مغتصبين  وجنودا يقفون خلف المقاعد، بل خلف غرفة الانتظار كليا خشية على حساتهم.
 
عمليتان بفارق ساعات
يوم أسود جديد على الاحتلال ومغتصبيه ، إذ شهد يوم 11-10-2014 عمليتين بفارق زمني قصير. فمع ساعات ظهيرة ذلك اليوم كان البطل نور الدين أبو حاشية من مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس ينفذ هجوما جريئا وسط "تل أبيب"، ينتج عنه قتل جندي  صهيوني بعد أن طعنه بصدره عدة طعنات لم تفلح معها جهود المسعفين في إنقاذ حياته..
 
وفيما كانت دولة الاحتلال ترصد تبعات ذلك الهجوم النوعي، ومع ساعات العشاء كان البطل ماهر الهشلمون يقود سيارته على مفرق مغتصبة  "غوش عتصيون" ويدهس مغتصبة ، قبل أن يخرج مسرعا ويبدأ بطعن عدد من المارة.
 
كلاهما أبو حاشية والهشلمون تعرضا لوابل كثيف من نيران جنود الاحتلال، لكن إرادة الله كانت فوق كل شيء، فإصيبا بجراح خطيرة ومع مرور الوقت تعافيا، ليزداد الأعداء قهرا، ويرى الأسيران الحسرة على وجوه إسريهم، بعدما خرجا سالمين غانمين بعد تنفيذ العمليتين.
 
استهداف "غليك"
لكن العالم وقف على قدم واحد، بعد أن نفذ الشهيد معتز حجازي ابن حركة الجهاد الإسلامي بمدينة القدس عملية أكثر من رائعة واستهدفت مستوطنا حاقدا يقود الهجمات المستمرة على المسجد الأقصى المبارك.
 
فبعد خروج المتطرف "ايهودا غليك" من اجتماع يناقش تكثيف الاقتحمات للأقصى ليلة الثلاثين من اكتوبر، وهمّ بركوب سيارته، إذ اقترب منه شاب يرتدي خوذة، وتمتم له ببضع كلمات، لم يكد "غليك" أن يستوعبها حتى كانت ثلاثة رصاصات تستقر في صدره.
 
عملية عادت بالفلسطينيين إلى عملية اغتيال وزير السياحة الصهيوني  الأسيق "رحبعام زئيفي" عام 2001، التي اعتبرت في حينها نوعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى كونها طالت رمزا من رموز دولة الإرهاب ورمزا من رموز "التهجير" او المعروف بـ"الترانسفير".
 
مهمة حجازي لم تنته بعد، فقد خاض في الليلة ذاتها اشتباكا ضاريا مع قوات النخبة الصهيونية  التي حاصرت منزله، وقتلته بعد أن تحصن على سطح بيته في القدس.
 
صحيح ان "غليك" شفي من إصاباته، لكن العملية أشفت غليل كل عربي وفلسطيني حر، إذ أنها نالت من رجل يعد من أكثر المغتصبين تطرفا على الاطلاق، ومن أشد الدعاة لهدم المسجد الأقصى لإثقامة الهيكل المزعوم.
 
الضفة أيضا كان لها كلماتها، فقد تعرضت دورية عسكرية قرب مغتصبة إيتمار المقامة على أراضي قرية عورتا جنوبي نابلس لاطلاق نار كثيف، ما أدى لإصابة 3 جنود. حينها اتهم  الاحتلال الشهيد "علاء الأقرع" بتنفيذها، لتلاحقه قبل اغتياله بتاريخ 11/8/2014.
 
عملية الكنيس
أقوى تلك العمليات وأشدها إيلاما للعدو، كانت لإبني العمّ غسان وعدي أبو جمل، من مدينة القدس.. وهي التي تعرفت بـ"عملية الكنيس اليهودي في دير ياسين".
 
ففي صبحية يوم 18/11/2014، دخل مسلحان فلسطينيان إلى الكنيس، وأشبعا من فيه من المتطرفين والحاخامات قتلا. ولم يخرجا منه إلا وقد وضعا حدا لحياة خمسة منهم، وأصابوا عشرة آخرين بجراح.
 
المشهد البطولي استمر، فقد خرجا واشتبكا مع قوات الجيش والشرطة الذين لم يجرأ عنصر واحد فيهم دخول الكنيس رغم العتاد العسكري الكبير الذي يملكونه.
 
الشرطة حاصرت المكان وانتظر خروج المنفذين، اللذين تسلحا بالشجاعة قبل البنادق والبلطات، واطلقوا النار على ضابط من مسافة صفر تقريبا وأردوه قتيلا، قبل أن ترتقي أرواحهما الطاهرة إلى بارئها.
 
ولم يكن عام 2014، ليذهب دون توقيع بطولي جديد، هذه المرة يوم 26-12، حينما هجم الشاب موسى العجلوني من سكان البلدة القديمة وتحديدا من باب حطة، على جنديين كانا هناك وطعنهما وتمكن من الفرار.
 
عملية مصورة أذهلت الاحتلال، الذي لاحق الشاب حتى تمكن من اعتقاله في اليوم الأول من العام الجديد في مدينة رام الله.
 
حيرة واعتقالات
ومع الجزم بأن عمليات الدهس والطعن في القدس والضفة الغربية هي رد فعل شعبي عفوي غير منظم على اليمين الصهيوني  الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء في تعدياته على الفلسطينيين وممتلكاتهم، إلا أن الضباط الصهاينة وقادة الجيش وقفوا مشدوهين امامها، ولم يكن بوسعهم سوى إحصاء الهجمات المتتالية ورصد أعداد القتلى والمصابين.
 
الإجراء الوحيد الذي اتخذه الجيش الصهيوني تمثل بتعزيز قواته العاملة في الضفة الغربية، لكن الحكومة الصهيونية  كان لها رأي أخر، تمثل بعقاب المنفذ أو عائلته، وهو ما تمثل باستئناف سياسة هدم المنازل والتشديد على ناقلي الفلسطينيين من غير حملة التصاريح في طريقهم إلى داخل فلسطين المحتلة 1948.
 
وزير الأمن الداخلي الصهيوني  أصدر تعليماته للشرطة الصهيونية بزيادة وتيرة الاعتقالات في صفوف نشطاء الجهاد الإسلامي وحماس في محاولة للحد من انتشار العمليات.
 
مباركة وتأييد
فلسطينيا، انهالت المباركات والتأييد من فصائل المقاومة لتلك العمليات البطولية، التي رأوا فيها "ردود فعل طبيعية على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات".
 

حركة المجاهدين الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة الجهاد الاسلامي، ، والجبهتين الشعبية والديمقراطية وقوى أخرى أكدت أن العمليات تأتي كنوع من الثورة على الوضع الفلسطيني الحالي في الضفة والقدس، وهب مبرر "لإقامة الحجة على كل شباب الشعب الفلسطيني، أن يقدّموا ما بوسعهم للدفاع عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا". وأشارت إلى أن الضغط الذي يمارس على أهل الضفة لم يخلّف إلا جيل صامد ثابت قادر على مواجهة الاحتلال باختراق حواجزه ومواقعه.