أهم الأخبار

هل سيسمح اليهود للمسلمين بالصلاة قرب الهيكل؟

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
  • هل سيسمح اليهود للمسلمين بالصلاة قرب الهيكل؟

د. فايز ابو شمالة

قبل أربع سنوات في 11/10/2010م، بعد عودته من مدينة سرت الليبية، حيث شارك مع محمود عباس في اجتماعات لجنة المتابعة العربية، وشارك في القمتين العربية والعربية الأفريقية؛ كشف الدكتور صائب عريقات الحقائق التالية:

"أن الرئيس عباس أكد للعرب أن (إسرائيل) ألغت فعليًّا اتفاق (أوسلو) وباقي الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وسحبت الولاية الفلسطينية السياسية والقانونية والأمنية والوظيفية للسلطة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية سحبًا تامًّا، وأن أول الخيارات التي تحدث عنها عباس أمام العرب في حال فشل المفاوضات المباشرة المتعثرة بسبب رفض (إسرائيل) وقف الاستيطان هي:

1ـ التوجه إلى الولايات المتحدة؛ كي "تعترف بدولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967م، وفيها شرقي القدس".

 

2ـ أن تقدم فلسطين بصفتها عضوًا مراقبًا في الأمم المتحدة طلبًا إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن؛ للاعتراف بها دولة وعضوًا في الأمم المتحدة.

3ـ طلب الوصاية الدولية من الأمم المتحدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967م.

وبحسب إفادة عريقات إن عباس لم يلوح بالاستقالة، أو بحل السلطة، لكنه قال: "إن (إسرائيل) ألغت اتفاقية (أوسلو) وباقي الاتفاقيات، وسحبت ولاية السلطة على الأراضي الفلسطينية، فما هو داعي بقاء السلطة الفلسطينية؟!".

بعد أربع سنوات من المفاوضات والمناورات والسفر والزيارات واللقاءات والخيارات نعاود طرح سؤال صائب عريقات نفسه: "ما هي دواعي بقاء السلطة الفلسطينية؟"، أو بصيغة أخرى: ما الجديد على الساحة السياسية الفلسطينية بعد أربع سنوات؟، ولمصلحة من نفقت أربع سنوات من التدليس السياسي والبحث عن مزيد من الخيارات؟، وأي قوى شيطانية تتعمد إهدار الزمن الفلسطيني، وتعطي لليهود الصلاحية للتربح من التسويف وتعطيل الفعل الفلسطيني؟

أربع سنوات عبرت عن مهزلة الخيارات، صار خلالها التنسيق الأمني مقدسًا، فتمكن المستوطنون من توسيع سيطرتهم على الأرض الفلسطينية، وزاد عددهم بمئات الآلاف، وبات اقتحام المسجد الأقصى حدثًا يوميًّا، وفي المقابل زاد عدد الشهداء الفلسطينيين، وزاد عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وزاد عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون السلطة، وزاد عدد العمال الفلسطينيين الذين يخدمون المستوطنين اليهود في المستوطنات اليهودية، وزاد عدد الفلسطينيين الراحلين عن أوطانهم، بعد أن زادت نسبة الفساد والفاسدين.

بعد أربع سنوات من تعدد الخيارات الفلسطينية يعلن مجلس المستوطنات اليهودية أنه سيكثف الاستيطان في الضفة الغربية حتى يصير عدد المستوطنين مليون يهودي بعد ثلاث سنوات (سنة 2017م)، ومصادفة تتقدم السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن بمشروع قرار يطالب بإنهاء الاحتلال بعد ثلاث سنوات كذلك (سنة 2017م).

بعد أربع سنوات أخرى ستبتدع قيادتنا التاريخية خيارات فلسطينية جديدة، تعطي اليهود مزيدًا من الوقت لاستكمال هدم المسجد الأقصى، والسيطرة على المزيد من الأراضي، وترحيل من تبقى من فلسطينيين بهدوء وسلام وأمن للإسرائيليين.

بعد أربع سنوات ستتقدم قيادتنا التاريخية إلى مجلس الأمن بمشروع قرار، يسمح فيه اليهود للمسلمين بالصلاة ثلاث مرات يوميًّا قريبًا من جبل الهيكل.