اختفاء "الجنود" والانحياز الدولي للكاتب د. عصام شاور
حتى هذه اللحظة إن الكيان العبري هو الذي يفرض على الجميع رواية أسر تنظيم فلسطيني الجنود الثلاثة دون تقديم أي دليل، ويفرض عقوبته على سكان الضفة الغربية، وخاصة مدينة الخليل، ويطالب المجتمع الدولي والعرب والسلطة الفلسطينية بتقديم العون له، وكأن الجميع خلق من أجل خدمته والحفاظ على أمنه.
قد تكون الأمم المتحدة اعترفت بنا "دولة"، ولكن من المؤكد أنها حتى اللحظة لم تعترف بنا بشرًا أو أصحاب حق، فالمجتمع الذي يتحرك من أجل ثلاثة (إسرائيليين) لا ندري ما قصتهم ويترك آلاف الأسرى الفلسطينيين المعذبين في سجون الاحتلال هو مجتمع منافق، ومنحاز إلى المحتل ضد الضحية، والمجتمع الذي يترك قطاع غزة محاصرًا من قبل الاحتلال والنظام المصري ما يزيد على سبع سنوات هو مجتمع لا يستحق الاحترام، ولا شرف بالانتماء إلى منظومته المسخرة لخدمة المحتل (الإسرائيلي) وقوى الشر في العالم.
رئيس وزراء العدو (الإسرائيلي) طالب السيد الرئيس محمود عباس بالمساعدة على حل لغز المختفين الثلاثة، ولكن في المقابل ما الذي قدمه نتنياهو للرئيس عباس وللسلطة الفلسطينية سوى خيبة الأمل والإحراج والاستيطان والدمار؟!، نتنياهو يهدد بشن حرب على غزة والضفة، وتزعم وسائل إعلام عبرية أن عبد الفتاح السيسي يطلب موافقة دول خليجية لمساندة الكيان العبري في استئصال المقاومة الفلسطينية من غزة.
ختامًا إننا نذكر بأن العنف لا يولد إلا العنف، والشعب الفلسطيني حتى اللحظة "هادئ" ويبدو أن بنيامين نتنياهو سيفتح بابًا لا يمكنه إغلاقه، كما إننا نذكر بأن رواية الأسر ما زالت رواية (إسرائيلية)، وليس من الحكمة التعامل معها فلسطينيًّا كأنها حقيقة، ولا يجوز "الانقسام" بشأنها بين مؤيد ومعارض قبل أن نتبين صدقها.