أهم الأخبار

الأسرى وَجَعٌ متجدّد ... وائل أبو هلال

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

السجن، المُعتقل، الأسير، المحامي، المحكمة، الحُكم، المؤبّد، الإداري، النّقب، عوفر، الإضراب، الكنتين، العزل، ... مفردات تتمدّد في ذاكرة ووجدان الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأجياله؛ فالطفل يرددها منذ ولادته لأنه قد يولد وأبوه أو أمه أو أخوه أو جده معتقل! والشاب لا بدّ أن تكون هذه المعاني إحدى حكاياته اليومية: معاناة أم ملهاة، غضب أم فرح، إذلال أم كرامة؛ وأما العجوز فيتوسّدها في قبره؛ لأنه غالباً ما يفارق الحياة وهو يتلوّى شوقاً لضمة حبيبٍ خلف القضبان، فيكون الموت أسرع إليه من ذلك!

الزمان والمكان عند كلّ فلسطيني يتلوّنان بطيف هذه المفردات!

فالزمان إما حاضر متخمٌ بهذه المفردات وظلالها؛ يقظة ونوماً، صحواً وحلماً، حقيقة ووهماً. والمستقبل لا يعني عنده إلا تاريخ الإفراج المتوقّع أو موعد المحكمة المؤجل، أو "الدهر" الباقي من زمن المؤبّدات. والماضي بعضُ ذكرياتٌ سرقها على حين غفلةٍ من المحتل قبل أن توضع الأصفاد في يد الحبيب، أو يوصد باب زنزانته فيحال بينهما إلى أمدٍ بعيد!

والمكان يُجسّد هذه الظلال في شخوص يتحسّس ويشم آهاتها؛ أو قد يكون الحافلة التي تقلّه "للزيارة" الموعودة بعد سنين من المحاولات، أو الحاجز "المحسوم" الذي يُذلُّ عليه لساعات حتى يدخل أرضه وبيته، وقد يكون بيت ابنه الأسير أو سرير ابنته المعتقلة إدارياً! وقد يكون هو كلّ ما يراه حوله من "الوطن" الأسير خلف الجدار والمعابر والحواجز والجسور!

أو لعله ليس كلّ ذلك! وإنما ما جَمُدت عنده "دنياه" من أسماء: النّقب، مَجِدّو، نفحة، عُوفَر، رامون، عسْقلان، هَداريم، بئر السّبع، جَلبوع، مستشفى الرملة (المسلخ)، هشارون!

نعم؛ ليس هذا مبالغةً أو نحتاً لصور عاطفية خيالية ... بل هي الحقيقة أو أقل! وإلا فماذا يعني أن يكون رُبعُ الشعب الفلسطيني داخل السجون؟ ببساطة يعني أن كلّ عائلة فلسطينية جرّبت اعتقال أحد أفرادها على الأقل مرة واحدة على الأقل! وبالتالي عاشت كلّ تلك المعاناة بتفاصيلها وأكثر!

لعل جولة سريعة على "نُتَفٍ" من هذه التفاصيل تعطي بعض صورة على حجم المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني على مدى ستة عقود:

بعض الإحصائيات العامة:

يقبع داخل السجون الصهيونية لغاية 31/5/2014 ما لا يقل عن خمسة آلاف ومئة أسير (5,271)؛ منهم 11 نائباً، و196 طفلاً، و17 أسيرة. و298 أسيراً من القدس المحتلة، و90 من فلسطينيي 48، و377 أسيراً من قطاع غزة، و476 أسيراً محكومون مدى الحياة، بالإضافة إلى 205 أسرى استشهدوا في الأسر.

الأسرى موزعون على السجون كالتالي: (بالإضافة لمن يقبع في مراكز التحقيق والتوقيف).

السجن  عدد الأسرى

 النقب  1,500

 مجدو  450

 نفحة   500

 عوفر  500

 رامون  600

 عسقلان       60

 هداريم 120

 بئر السبع      240

 جلبوع  400

 مستشفى الرملة (المسلخ)       50 أسيراً مريضاً

 نساء وأطفال سجن هشارون    204

تعريف عام بالمعتقلات الصهيونية:

سجن النقب:

يقع سجن النقب الصحراوي والمعروف باسم "أنصار 3" على بعد 180 كم جنوب مدينة القدس وعلى بعد 10 كم شرق الحدود المصرية، وقد افتتح أول مرة سنة 1988 حيث زاره أكثر من 50 ألف معتقل فلسطيني، ويتكون من ثلاثة أقسام كبيرة؛ وهي:

1. قسم أ (قسم الآبار): وهي كلمة مأخوذة من بئر لأن القسم يشبه البئر ويتكون من 8 أقسام داخلية، ويتسع كلّ قسم لـ 120 أسيراً ويتكوّن كلّ قسم من 6 خيام.

2. قسم ب (قسم الكرافانات): وهو (غرف شبه متنقلة) وقد تمّ بناؤه سنة 2008 بعد حريق السجن والذي استشهد على إثره محمد الأشقر، ويتكون من جانبين؛ الأول: أربعة أقسام (كرافانات). والثاني: يتكون أيضاً من أربعة أقسام (خيام).

3. قسم ج (قسم الغرف): وهو قسم تمّ بناؤه سنة 2007.

ويتسع السجن بكافة أقسامه إلى قرابة 3,500 أسير، وقد كان يُدار من قبل الجيش الصهيوني حتى تشرين الثاني/ نوفمبر من سنة 2006 إلى أن تمّ نقل الإدارة إلى مصلحة السجون الصهيونية المعروفة بـ"الشاباص"، ويوجد حالياً فيه 1,500 أسير.

سجن الرملة:

في سنة 1953 تمّ تخصيص جزء من سرايا الرملة كسجن للفدائيين الفلسطينيين، ثم حوّلت السرايا بكاملها في سنة 1967 إلى سجن مركزي للجنائيين اليهود إضافة إلى الأسرى الفلسطينيين وخصوصاً من منطقة القدس.

وقد أُنشِأ مستشفى داخل السجن تابعة لمديرية السجون بهدف معالجة الأسرى، كما ألحق به معتقل للنساء "نفي تريتسا" خصص للأسيرات الفلسطينيات والجنائيات الإسرائيليات.

ويُعدُّ سجن الرملة سبّاقاً في خوض الإضرابات عن الطعام؛ حيث أعلن الأسرى في مطلع سنة 1968 إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وكان مطلبهم الرئيسي وقف الاعتداء الجسدي ونقلهم من "البركسات" التي كانت عرضة لمياه الأمطار وطفو المجاري المستمر.

وفي منتصف 1968 أعلنوا إضرابهم الثاني عن الطعام، وكان مطلبهم الرئيسي هو الدفاتر والأقلام ووافقت الإدارة على مطلبهم الذي عُدَّ سبقاً لأسرى الرملة في هذا الخصوص.

ويُعدّ سجن الرملة المعبر الرئيسي للحركة بين السجون؛ حيث أنه عادة ما يكون محطة يوضع فيها الأسرى المنقولون من سجن إلى آخر قبل إرسالهم إلى السجون الأخرى. ويوجد حالياً في مستشفى سجن الرملة ما يزيد على خمسين أسيراً مريضاً.

سجن نفحة:

يقبع هذا المعتقَل 100 كم جنوب مدينة بئر السبع و200 كم جنوب مدينة القدس وهو من أشدّ السجون قسوة، وقد استحدث هذا السجن خصيصاً للقيادات الفلسطينية من المعتقلين في مختلف السجون بغرض عزلهم عن بقية السجون الأخرى. ومن أشهر الأحداث التي شهدها هذا السجن الإضراب الطويل عن الطعام الذي نفذه الأسرى الفلسطينيون في 7/7/1980 وأسفر عن استشهاد اثنين منهم، ويوجد فيه حالياً 500 أسير.

سجن عسقلان:

بعد هزيمة 1967 وتصاعد المقاومة الفلسطينية وازدياد عدد المعتقلين، أصدرت قيادة جيش الاحتلال سنة 1970 مرسوماً عسكرياً بافتتاح سجن عسقلان المركزي. وشهد افتتاح المعتقل تنكيلاً بالأسرى؛ حيث كانوا يمرون وسط صفين لدرك السجون من البوابة وصولاً إلى غرف وزنازين السجن، بينما الهراوات تنهال على أجسادهم.

وقد فرضت سلطات السجن العمل الإجباري على الأسرى في ورش عمل ملحقة بالمعتقل، استطاع الأسرى مقاطعة مرافق العمل بشكل كامل عبر سلسلة طويلة من الاحتجاجات سواء على الاحتجاز أم على إجبارهم على العمل، ويوجد فيه حالياً ستين أسيراً.

سجن عوفر:

أُنشِأَ هذا السجن في فترة الانتداب البريطاني على أراضي بيتونيا غرب مدينة رام الله، ويطلق عليه السجناء اسم "جوانتانامو" و"الأحمر" نظراً لسوء الأحوال فيه، حيث يعيش في كل خيمة من خيامه 30 أسيراً يعانون من نقص الطعام والملابس وسوء الرعاية الصحية فضلاً عن انقطاع السجناء تماماً عن العالم الخارجي، ويوجد حالياً فيه 500 أسير.

سجن بئر السبع:

أُنشِأَ في بداية سنة 1970، وحاولت سلطات الاحتلال إجراء جملة من التجارب على الأسرى، من خلال طرح برامج حوارية مع بعض الأدباء الإسرائيليين أمثال ساسون تسوميخ. لكن الأسرى، أفشلوا هذا البرنامج مما دفع مديرية السجون لوقفها. وقد رحل كافة السجناء الأمنيين سنة 1984 إلى باقي السجون والمعتقلات الإسرائيلية وبقي السجن للجنائيين فقط، وبعد سنة 1987 تمّ إنشاء قسم للعزل بهذا السجن، يوجد به حالياً نحو 100 أسير فلسطيني، وباقي أقسام السجن تستخدم للسجناء الجنائيين اليهود والعرب، ويوجد حالياً فيه 240 أسير.

الأسرى حسب نوع الحكم (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

 عدد الأسرى    الحكـــم

 2,960        السجن المؤبد لمرة أو عدة مرات: والسجن المؤبد في القانون الدولي 25 سنة ولكن "إسرائيل" تخالف هذا القانون فمدة المؤبد لديها 99 سنة.

 11      نائباً: اعتقال النواب إجراء مخالف للقانون والعرف الدولي، حيث من المفترض أن يكون لهم حصانة دبلوماسية.

 2,099        بين موقوف ومعتقل إداري، واﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻫﻮ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻦ محاكم عسكرية إسرائيلية، ﻭﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ مدان ﺣﺘﻰ تثبت براءته، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﺍﺋﻊ ﺳﺮﻳﺔ لا يسمح للمتهم ولا محاميه بالاطلاع عليها.

 30    الأسرى القدامى: وكان من المفترض أن يفرج عنهم وفقاً لاتفاقية شرم الشيخ الموقعة في 4/9/1999، والتي نصت على أن "الجانب الصهيوني سيفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 سبتمبر/ أيلول 1993، والذين اعتقلوا قبل 4 مايو/ أيار 1994".

توزيع الأسرى جغرافياً (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

المنطقة عدد الأسرى    النسبة المئوية

قطاع غزة       410 أسيراً     8%

القدس وأراضي  48     250 أسيراً     4.9%

الضفة الغربية   4,400 أسيراً  86.3%

عرب من جنسيات مختلفة       40 أسيراً      0.8%

الحالة الاجتماعية للأسرى (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

  الحالة الاجتماعية     العدد  النسبة المئوية

 أعزب  3,060        60%

 متزوج 2,040        40%

الأسيرات:

منذ سنة 1967 مرّت أكثر من 100 ألف امرأة فلسطينية بتجربة الاعتقال، وخلال انتفاضة الأقصى اختطف الاحتلال ما يزيد عن 900 امرأة فلسطينية.

يقبع حالياً 18 أسيرة فلسطينية في سجن هشارون) أقدمهن الأسيرة لينا الجربوني المعتقلة منذ نيسان/ أبريل 2002)، 8 منهن محكومات بأحكام مختلفة وسط أوضاع اعتقالية مأساوية، ومنع العلاج للمريضات منهن، وفي ظلّ الأجواء والطقس البارد، إضافة إلى الأوضاع النفسية الصعبة التي تتملكهن بسبب الأسر والمعاملة القاسية من قبل إدارة السجن هناك.

الباقيات ما يزلن موقوفات إدارياً وبانتظار إصدار أحكامهن، لكن الاحتلال يقوم بتأجيل محاكماتهن في كلّ مرة.

الأسيرات حسب الحُكم: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

- 4 أسيرات يقبعْن مع أزواجهن في الاعتقال.

- 8 أسيرات محكومات أحكام عالية.

- 10 أسيرات موقوفات بانتظار المحاكمة.

تعاني الأسيرات من ظروف اعتقالية قاسية تخالف المواثيق الدولية؛ ومن أبرز مظاهر هذه القسوة:

1. حرمان الأسيرات من التعليم الثانوي والجامعي.

2. عدم السماح لهن بإدخال الكتب والمجلات أو اقتناء مكتبة خاصة.

3. اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل بشكل متكرر والتفتيش العاري والعبث بأغراضهن الخاصة.

4. استخدام أسلوب العزل الانفرادي كعقاب دائم للأسيرات.

5. حرمان الأهل من إدخال أيّ مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها.

6. عدم وجود طبيب مختص أو طبيبة نسائية في عيادة السجن لتراعي شؤون الأسيرات المريضات.

7. ممارسة أعنف أساليب التعذيب والتضييق والحرمان من الحقوق مما يفاقم من المعاناة وتدمير الحالة النفسية لهن.

8. سوء المعاملة والإهانة واعتداءات بالشتم والضرب من قبل السجّانات خلال النقل أو الخروج للعيادة.

9. منع إرسال الرسائل من الأسيرات إلى ذويهن، ومؤخراً سُمِح فقط باستقبال الرسائل من الأهل ولكنها تصل بعد شهور.

الأطفال الأسرى:

دخل السجون الإسرائيلية 10 آلاف طفل فلسطيني تقريباً منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية سنة 2000، وما يزال الاحتلال يختطف في سجونه ما يزيد عن 196 طفلاً معظمهم دون الـ 18، بينما يعدُّ أيّ شخص دون الـ 18 من العمر طفلاً حدثاً حسب ما تنص عليه المواثيق الدولية. يعرّف الأطفال الفلسطينيون بعمر 16 كبالغين وذلك حسب القوانين العسكرية التي يطبقها جيش الاحتلال في المناطق والأراضي المحتلة. ويتم حرمانهم من المعاملة الخاصة لهم كأطفال، الى أن أُجْبِر العدو على الإقرار بتعريف الأمم المتحدة أخيراً.

على الرغم من ذلك ما زالوا يعانون من:

1. الاحتجاز في غرف صغيرة لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين وبأعداد كبيرة.

2. الابتزاز والضغط عليهم للارتباط مع الاحتلال، وهذا من أخطر الأمور التي تواجه هذه الشريحة.

3. التعذيب الممنهج وبأساليب متنوّعة؛ منها: الاعتداء بالضرب المبرّح، والهز العنيف، وتقييد الأيدي والأرجل وعصب الأعين، واستخدام الصعقات الكهربائية، والشبح، والحرمان من النوم، والضغط النفسي، والسب والشتم.

4. الإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، عدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين.

5. نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات.

6. نقص الملابس، والحرمان من زيارة الأهل والمحامون.

7. الاحتجاز مع البالغين.

8. الاحتجاز مع أطفال جنائيين إسرائيليين.

9. التفتيش العاري، وتفتيش الغرف ومصادرة الممتلكات، وكثرة التنقل، وفرض الغرامات المالية الباهظة ولأتفه الأسباب، والحرمان من التعليم.

الأسرى القدامى:

وهم المعتقلون منذ ما قبل اتفاقية اوسلو، وقد انخفض عددهم من 52 أسيراً ليصل إلى 30 أسيراً بعد الإفراج عن الدفعة الثالثة أواخر سنة 2013، 17 منهم قضوا أكثر من 25 عاماً في السجن، منهم أقدم أسير في العالم!

أقدم أسير في العالم:

كريم يونس فضل يونس؛ اسمٌ يجب أن يُنقش في ذاكرة الفلسطينيين، بل في ذاكرة كلّ حرّ في هذا العالم، عميد الأسرى الفلسطينيين، من قرية عارة في المثلث الشمالي، من مواليد سنة 1958، والمعتقل منذ 6/1/1983، والمحكوم مدى الحياة والمتواجد حالياً في سجن بئر السبع، دخل عامه الـ 31 في سجون الاحتلال.

التجاوزات الصارخة للمواثيق والقوانين الدولية

التعذيب الممنهج:

يمكن القول إن 95% من الأسرى تعرضوا للمعاملة القاسية ولأساليب تعذيب وحشية لانتزاع اعترافات منهم؛ في حين تنص المادة 17 ضمن الباب الثالث من اتفاقية جنيف المتعلق بالأسر على أنه:

"لا يجوز ممارسة أيّ تعذيب بدني أو معنوي أو أيّ إكراه على أسرى الحرب لاستخلاص معلومات منهم من أيّ نوع، ولا يجوز تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الإجابة أو سبهم أو تعريضهم لأي إزعاج أو إجحاف".

وقد أُحْصِيَ استخدام أكثر من سبعين أسلوباً من عمليات التعذيب المحرّم دولياً بموجب اتفاقات جنيف الرابعة؛ ومن أهمها:

1. الهزّ العنيف.

2. الحشر داخل الثلاجة.

3. الضغظ والضرب على الخصيتين.

4. الحرمان من النوم.

5. الخنق عبر تغطية الوجه والرأس بكيس معتم وقذر والضغط على الرقبة ومجرى التنفس.

6. توقيف المعتقلين في العراء صيفاً وشتاءً لساعات طويلة.

7. إجبار المعتقلين على التعري من ملابسهم.

8. التحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب خصوصاً القُصّر منهم.

9. الضرب الشديد بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق.

10. الشبح وتوقيف المعتقلين بأوضاع صعبة، أو إجبارهم على جلوس القرفصاء على رؤوس أصابعهم.

11. تعريض الأسير للصدمة الكهربائية حتى فقدان الوعي.

12. تكبيل اليدين والرجلين على شكل موزة.

13. الحشر في زنزانة مليئة بالأسرى.

14. زجّ الأسير بغرفة خاصة بالعملاء.

15. الضرب فوق القلب.

16. العزل.

العزل الانفرادي:

من أقسى أساليب التعذيب، حيث يوضع الأسير في زنزانة انفرادية صغير الحجم تدعى "الإكسات"، ولا تتعرض للتهوية وأشعة الشمس، وذلك لفترات طويلة، فهناك 14 أسيراً من الأسرى المعزولين منذ أعوام طويلة تصل لعشرات الأعوام، منهم الأسير القائد جمال أبو الهيجاء، وحسن سلامة، وإبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، حتى صفقة شاليط حيث تمّ انهاء العزل حسب المتفق عليه، وهذا يعدُّ مخالفاً للمادة 119 من الاتفاقية والتي تنص على: "عدم جواز عزل أسير أكثر من شهر بغض النظر عن المخالفة التي ارتكبها".

البدعة الصهيونية "المقاتل غير الشرعي":

حيث يبقى الأسير رهن الإعتقال دون تهمة بعد فشل النيابة العسكرية الصهيونية في إدانتهم خلال جولات التعذيب والتحقيق المكثفة.

يبلغ عدد الأسرى الخاضعين لهذا القانون العنصري تسعة، ومعظمهم من أسرى قطاع غزة والمعتقلين خلال العدوان الصهيوني على القطاع.

وقد كان أول أسير يسجن تحت هذا المسمى الدكتور حمدان الصوفي، أستاذ الفقه الإسلامي في الجامعة الإسلامية في غزة.

ويَعُدُّ هذا القانون العنصري كلَّ فرد يقوم بأي فعل معاد للكيان الصهيوني بشكل مباشر أو غير مباشر مقاتلاً غير شرعي! مسقطاً بذلك صفة أسير الحرب عن المعتقل، وبالتالي تجريده من حقوقه وفق المادة 4 من اتفاقية جنيف، وبقية المواد.

الملف السري:

يستخدم الاحتلال هذا البند العنصري المسمى بالملف السري للأسير كذريعة لإبقائه رهن الاعتقال ودون أن يطلع الأسير على فحوى الملف السري، وبالتالي تحويله إلى ما يُسمّى "الإعتقال الإداري".

البوسطة والتنقلات بين السجون:

معاناة الأسرى خلال تنقلاتهم بين السجون الصهيونية مظهر صارخ من مظاهر المعاناة، يمثّل في ضيق الوقت ما بين تبليغ الأسير بموعد نقله وبين ساعة النقل! بالإضافة لتكبيل الأسير من قدميه ويديه ووضعه في عربة النقل مع الجنائيين الصهاينة مما يعرّض حياته للخطر، والتفتيش العاري للأسير قبيل النقل حيث يُجبر على خلع ملابسه كاملة مما يسبب له الإحراج والأذى النفسي البالغ، وكذلك الضرب أثناء التنقل، ومنعه من دخول الحمام لقضاء الحاجة والوضوء والصلاة.

الكبت الإعلامي:

تقوم سلطات السجون الصهيونية بمنع الأسرى من مشاهدة بعض الفضائيات كالجزيرة والأقصى والقدس والعالم، وتُبقي لهم بعض الفضائيات الصهيونية، بغية حجبهم عن مجريات الأحداث من حولهم فيما يتعلق بمختلف أبعاد القضية الفلسطينية.

المنع من الدراسة:

تعتمد إدارة السجون الصهيونية سياسة منع الأسرى من إتمام تعليمهم في إطار همجية وعنصرية هذا الكيان الغاصب، إلا أننا نسجل هنا بافتخار كبير أن العديد من الأسرى حصلوا على الشهادات الجامعية والدكتوراه في تخصصات مختلفة، محولين بذلك السجون إلى معاهد وجامعات على الرغم من المنع لينقلب السحر على الساحر.

مساومة الأسرى المرضى:

من خلال مساومتهم بالعمالة للأجهزة الأمنية مقابل تلقّيهم العلاج، وقد استشهد 53 أسيراً جراء الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال والذي يُعدُّ سياسة صهيونية ممنهجة ضدّ الأسرى.

شهداء الحركة الوطنية الأسيرة: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 205 شهداء؛ موزعين كالتالي:

1. نتيجة الإهمال الطبي: 53 شهيداً.

2. نتيجة التعذيب: 71 شهيداً.

3. القتل العمد بعد الاعتقال: 74 شهيداً.

4. نتيجة إصابتهم بشكل مباشر برصاص حيّ من أسلحة نارية: 7 شهداء.

التوزيع الجغرافي لشهداء الحركة الأسيرة: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

1. 63 شهيداً من سكان قطاع غزة.

2. 115 شهيداً من سكان الضفة الغربية.

3. 16 شهيداً من أبناء القدس وأراضي الـ 48.

4. 11 شهيداً من مناطق أخرى مختلفة.

الأسرى المرضى: (حتى نهاية أيار/ مايو 2014)

- 24 أسيراً يعانون من السرطان.

- 45 أسيراً يعانون من السكر.

-  615 أسيراً مصابون بشظايا.

- 15 أسيراً يعانون من أمراض الفشل الكلوي.

- 16 أسيراً يعانون أمراض نفسية وعصبية.

- 26 أسيراً معاقاً حركياً ونفسياً.

- 30 أسيراً مصابون بأمراض خطيرة.

- 700 أسيراً بحاجة لعملية جراحية.

- 5 أسرى يعانون من مرض ضمور العضلات.

الأسرى الفلسطينيون وعمليات التبادل:

تمّ تسجيل عدة عمليات تبادل في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة تحرّر بموجبها عدد من الأسرى، وتُعدُّ عمليات التبادل الوسيلة الأكثر فعالية في تحرير الأسرى كمّاً ونوعاً، كما تشهد بذلك وقائع هذه العمليات. ومن أهم العمليات:

1. في 1968/7/23، بعد أن اختطف مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة للاحتلال متجهة من روما إلى تل أبيب، بداخلها أكثر من 100 راكب، وتمّت الصفقة حينها عبر الصليب الأحمر الدولي، وأفرج بموجبها عن 37 أسيراً فلسطينياً من ذوي الأحكام العالية.

2. في 1983/11/23، بعد أن اختطف مقاتلون من حركة فتح ستة جنود للاحتلال، أسروهم في منطقة بحمدون اللبنانية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث تمّ الافراج بموجبها عن كافة معتقلي معتقل أنصار في الجنوب اللبناني وبلغ عددهم 4,700 معتقل فلسطيني ولبناني، وعن 65 أسيراً من السجون الإسرائيلية.

3. في 20/5/1985 أجرت "إسرائيل" عملية تبادل مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، والتي سمّيت بـ"عملية الجليل" وأطلقت "إسرائيل" بموجبها سراح 1,155 أسيراً كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، منهم 883 أسيراً كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية، و118 أسيراً كانوا قد خطفوا من معتقل أنصار في الجنوب اللبناني في أثناء تبادل سنة 1983 مع  حركة فتح، و154 معتقلاً كانوا قد نقلوا من معتقل أنصار إلى معتقل عتليت في أثناء الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان مقابل ثلاثة جنود كانوا بقبضة الجبهة الشعبية.

4. في 2006/6/25، نجحت كتائب القسام وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام، بأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد تمكنت حركة حماس في 2/10/2009 من إطلاق سراح 20 أسيرة؛ وذلك مقابل حصول "إسرائيل" على شريط فيديو يظهر فيه جلعاد شاليط حياً.

5. وفي 11/10/2011، أكد خالد مشعل أن حركة حماس أبرمت صفقة تقضي بمبادلة 1000 أسير و27 أسيرة، في صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة منذ خمسة أعوام.

إنجازات الحركة الأسيرة التاريخية:

إضراب الأسرى عن الطعام:

استطاع الأسرى بالإضراب عن الطعام عدة مرات تسجيل إنجازات جديدة تضاف لسجل إنجازات الحركة الوطنية الأسيرة ألا وهي:

1. السماح لذوي الأسرى بزيارتهم وبشكل دوري.

2. تقديم العلاج المناسب لهم بعد إنهائهم الإضراب.

3. إنهاء العزل الانفرادي بحقهم جميعاً.

4. الإفراج عن بعض المعتقلين الإداريين، وكان آخرهم سامر العيساوي الذي سجل أطول إضراب في التاريخ.

ويعدُّ إضراب الأسرى الإداريين الأخير، وتكاتف عدد كبير من الأسرى معهم في إضرابهم، آخر حلقة في هذه السلسلة الطويلة من النضال بالأمعاء الخاوية الذي نأمل من الله أن يكلّل بالنجاح وتحقيق مطالبهم.

التحصيل العلمي:

استطاعت الحركة الأسيرة الفلسطينية عبر تضحيات كبيرة أنْ تحوّل سجون ومعتقلات العدو الصهيوني لمدارس وجامعات، فمئات الأسرى يتقدّمون سنوياً لامتحان الثانوية العامة، والعشرات حصلوا على شهادات جامعية درجة البكالوريوس، والماجستير، والدكتوراه بالمراسلة.

هذا بالإضافة لإنجاز عدد هائل من الملفات العلمية والتاريخية والروايات الأدبية ودواوين الشعر التي تعدّ بمثابة ظاهرة إبداعية تستحق الوقوف عندها والكتابة عنها وتوثيقها.

الإبداع الفنّي والأشغال اليدوية:

استفاد الأسرى من أوقاتهم في التعبير عمّا في أذهانهم على شكل رسومات ولوحات فنية رائعة، أو مجسمات فنية بما يتوفر من إمكانيات، أو الأشغال اليدوية المعبّرة؛ مما يمكن عرضه في المعارض العالمية.

الإنجاب عبر التلقيح الصناعي:

ويعدُّ هذا الأمر من الإنجازات الخارقة تاريخياً على مستوى العالم؛ حيث تمكن عدد من الأسرى خلال السنوات الماضية من تهريب "نطف منوية" لخارج السجون ليتم تلقيحها اصطناعياً، وبالرغم من محدوديتها وفشلها عدة مرات، إلا أنها عكست ما يدور في وجدان الأسرى وزوجاتهم من رغبة جامحة في تحدي السجان وتحقيق حلم الإنجاب، وقد تحققت عدة نجاحات يمكن توثيقها:

عمار الزبن أسير فلسطيني يبلغ من العمر 38 عاماً زرع طفلاً في ظلام السجن، ليبصر مهند النور خارج السجن بين أهله وأسرته، ليشكل عنواناً لمعركة علنية خاض غمارها نيابة عن الأسرى كافة من أجل انتزاع حقهم المشروع بالبقاء والحياة.

وقد تمكن أربعة أسرى من تهريب نطف منوية من داخل سجون الاحتلال، وهم: الأسير أسامة السيلاوي من جنين، والأسير علي نزال من قلقيلية، والأسير رأفت القروي، والأسير عبد الكريم الريماوي من رام الله وجميعهم من الأسرى ذوي الأحكام العالية.

ختاماً... إن كان هؤلاء الأحرار العظماء علّمونا كيف تكون التضحية والفداء من أجل الوطن، فقد علّموا العالم كيف يكون النضال والتحدي لأبشع احتلال عرفه التاريخ لأجل الحياة.

***

 (المعلومات والأرقام والإحصائيات الواردة أعلاه حتى نهاية أيار/ مايو 2014 إما موثقة من قبل مركز دراسات الأسرى، أو مؤسسة الضمير، أو موقع الأستاذ عبد الناصر فروانة، أو مستقاة من حوارات مباشرة مع الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار عبر اتصالاتهم المباشرة مع الأسرى في المعتقلات، علماً -وللأمانة العلمية- فإن إحصاءات الأسرى عموماً تتسم بالتغيير الطفيف يومياً نتيجة للحركة الدائمة: اعتقالاً أو إفراجاً أو نقلاً من سجن لآخر).