أهم الأخبار

"الموت جوعًا" قاموس جديد يشهده تاريخ الشعب الفلسطيني !

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
المكتب الإعلامي - وكالات بين رئيس حملة الوفاء الأوروبية أمين أبو راشد أن مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا يعتبر المخيم الأكبر وعاصمة الشتات الفلسطيني، منوهًا إلى أنه كان يسكن فيه أكثر من ربع مليون فلسطيني قبل بداية الأزمة السورية.وقال أبو راشد في حوار خاص بـ "فلسطين": "مع اشتداد الأزمة السورية نزح جل الفلسطينيين فيه إلى خارجه، والآن يوجد فيه من عشرين إلى ثلاثين ألف فلسطيني"، موضحًا أنه محاصر من كل الجهات منذ ما يزيد على ستة أشهر ويعاني من نفاد كامل في المواد الغذائية والطبية. أمين أبو راشد وتابع: "وفيه ما يقارب من ثلاثين حالة ارتقت إلى العلا بسبب الجوع والحصار من كل الجهات كون منطقة المخيم تشهد عمليات أمنية"، ملفتًا النظر إلى أنه لا يعمل إلا مستوصف واحد بأقل من 20% من إمكانياته وهو مستشفى فلسطين وأما باقي المستشفيات توقفت منذ فترة طويلة إما لاستهدافها مباشرة أو لاستهداف الكوادر العاملة فيها. "الموت جوعًا" وأشار إلى أنه داخل المخيم الناس تقطعت بهم الأسباب والسبل وهناك من يموت في البيوت لا يعرف مصيرهم إلا بعد أيام من موتهم، "ونحن على أبواب كارثة فلسطينية بكل معنى الكلمة ونتكلم عن قاموس جديد في تاريخ الشعب الفلسطيني وهو الموت جوعًا"، تبعًا لقوله.وأوضح أن الشعب الفلسطيني يقدم طوال عمره دمه دفاعًا عن فلسطين والقبلة الأولى ويعاني من الأسر والاغتيال والقصف لكن المصطلح الجديد "الموت جوعًا" لم يشهده التاريخ، مبينًا أن من يتحمل مسؤولية ما يحدث في مخيم اليرموك ولفلسطينيي سوريا الجانب الفلسطيني والعربي والدولي.وأردف بقوله: "الجانب الفلسطيني لم يرتق حتى الآن لمستوى الحدث فهناك خلاف فلسطيني واضح في ملف المخيمات الفلسطينية وعلى رأسها مخيم اليرموك"، مشيرًا إلى تجاذبات بين موقف منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الأخرى، ووجود مبادرتين متناقضتين حيث لا يجري تنسيق على الأرض على الرغم من أنه لا وقت فعلي لهذه التجاذبات لإنهاء أزمة اليرموك.وأما الموقف العربي – تبعًا لحديث رئيس حملة الوفاء الأوروبية – ففي جل الأزمات الحاصلة في المنطقة العربية أكثر من يدفع فاتورة هذه الأزمات هو الشعب الفلسطيني ودليل ذلك ما حدث في الكويت والعراق والآن يحدث في سوريا. الفلسطيني غير معني بالنزاع وشدد على أن الشعب الفلسطيني الموجود على أرض أي دولة عربية لا علاقة له بالشأن الداخلي لهذه الدولة فهو مجرد ضيف فيها ولاجئ قسري ينتظر العودة إلى وطنه فلسطين، مضيفًا: "الفلسطينيون غير معنيين بأي نزاع أو خلاف على أي أرض عربية، وأية دولة لا تريدنا عليها بفتح ممر آمن لعودتنا إلى فلسطين".وفيما يتعلق بالمنظومة الدولية، علق بقوله: "لم ترتق أيضًا إلى مستوى الحدث على الرغم مما يحدث في سوريا فالجانب الدولي لا يتعامل بعين الإنصاف، والمنظمات الدولية لم تستطع الوصول"، ملفتًا النظر إلى أنه لم يصدر أي صوت قوي للحديث عن حقوق المستضعفين في سوريا بحجج واهية تتعلق بعدم وجود ممرات آمنة فهناك تقاعس كبير للوصول للناس.وتابع رئيس حملة الوفاء الأوروبية: "إذا هم لم يستطيعوا الوصول إلى مخيمات فيها إشكالات أمنية بسيطة بالتالي سيكون صعبًا الوصول إلى مخيم اليرموك صاحب صراع رئيسي في سوريا ودمشق". تحييد الفلسطينيين ضروري وبالحديث عن المبادرات الشبابية سواء في فلسطين أو خارجها، بين أنه حراك طيب ويجب تشجيعه مع المطالبة بتفاعل أكثر مع الفلسطينيين في مخيم اليرموك، مشيرًا إلى عدد من المبادرات الطيبة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والأردن ولبنان، "ولكن نطلب المزيد من التحرك الميداني على الأرض لإحداث حركة ضغط تعمل على إحداث تأثير داخل المخيمات الفلسطينية في سوريا".وفي معرض إجابته عن سؤال: "ما هو المطلوب فعله؟ وممن هو مطلوب؟!" أجاب أبو راشد: "المطلوب تحييد الفلسطينيين في سوريا وعلى رأسهم مخيم اليرموك، ووقف إطلاق النار على كافة المحاور، وإدخال المساعدات دون شرط أو قيد لهم، وتأمين حصانة دولية لهم"، مشددًا على أن هذه الأمور مطلوبة من كل من يستطيع أن يقدم هذه الأمور إليهم بدءًا بالفلسطينيين وانتهاءً بالجانب الدولي.وأضاف: "ما يحدث هو مؤامرة للقضاء على التواجد الفلسطيني في سوريا والمطلوب منه البقاء على هذه الحالة كجزء من مخطط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في المنطقة لإنهاء حق العودة"، مبينًا أنه رغم ذلك سيبقى الفلسطينيون متماسكين ويطالبون بحق العودة وسيبقى الداخل مرتبطاً مع الخارج، والخارج نبضه في فلسطين. تقطعت بالفلسطينيين السبل وأشار إلى أن الأزمة السورية بدأت منذ ما يقارب ثلاث سنوات وهي تدخل الآن عامها الرابع، وفي بدايتها كان للفلسطينيين قناعة بأن الشعب الفلسطيني عليه أن يبقى خارج الشأن السوري وليس له أي علاقة بأي طرف من أطراف النزاع، متابعًا: "ولكن مع الأسف وبعد مضي عام على بداية الأزمة دخل الملف الفلسطيني وبكل قوته على الساحة وأصبحت أغلب المخيمات الفلسطينية محاور للتماس ومناطق للاشتباكات وتحولت إلى أماكن محاصرة من عدة اتجاهات وبدأنا نشهد جوعاً حقيقياً يودي بحياة الناس".وبين أبو راشد أنه حسب الاحصائيات فإن في سوريا يتواجد ما يقارب 600 ألف فلسطيني قبل الأزمة وكانوا يعيشون في أمن وأمان، ومساواة في الحقوق بينهم وبين المواطنين السوريين ويختلف وضعهم عن وضع الفلسطينيين في أي مكان في العالم، مكملاً: "ومع بداية الأزمة استطاع أكثر من 100 ألف فلسطيني أن يخرجوا من سوريا ويفروا من الحرب باتجاه لبنان وبقي أكثر من نصف مليون جلهم موجود في دمشق وريف دمشق".ولفت النظر إلى أن سبب عدم خروج الفلسطينيين من سوريا على الرغم من اشتداد الأزمة نابع من عدة أسباب، منها عدم إمكانية الدخول إلى الأردن لأنها تمنع وتعيد كل فلسطيني وبالنسبة لتركيا فهي بعيدة وطريق الوصول خطرة، وبالنسبة للبنان فهي استقبلتهم كسياح وطلبت منهم أن يغادروا خلال سبعة أيام.وقال رئيس حملة الوفاء الأوروبية: "حتى لبنان لم تعد تسمح للفلسطيني بالدخول إلى أراضيها، فالفلسطينيون تقطعت بهم الأسباب والسبل وبدؤوا ينتقلون من منطقة لمنطقة". قافلة لليرموك قريبًا وبالحديث عن حملة الوفاء الأوروبية، بين أنها حملة تعمل على التنسيق بين المؤسسات العاملة في القضية الفلسطينية والتي تقع في القارة الأوروبية، وهي حملة بدأت نشاطها مع بداية الحصار في قطاع غزة، وتعتبر من أولى الحملات التي وصلت برًا وبحرًا إلى قطاع غزة لفك الحصار عنه والتضامن معه.ولفت النظر أبو راشد إلى أن نشاطها توسع في الضفة الغربية والقدس المحتلة ومع بداية الأزمة السورية كانت الحملة من أولى الحملات التي وصلت إلى لبنان وعملت على إغاثة النازحين الواصلين من سوريا، ومن أولى الحملات التي وصلت إلى مخيم الزعتري في الأردن.لكن– تبعًا لقوله - مع وجود تقارير تشير إلى وجود عدد كبير من الفلسطينيين في سوريا تم العمل على تسيير حملة الوفاء لسوريا دخلت إليها إلى سوريا عن طريق لبنان في شهر مايو من العام الماضي، مشيرًا إلى أنه تم تسيير أربع قوافل برية عن طريق لبنان وواحدة عن طريق الأردن.وبين رئيس حملة الوفاء الأوروبية أن آخر قافلة كانت جوية عبارة عن طائرة مساعدات تم استئجارها من هولندا وتم فتح جسر جوي آمن لها، وهي موجهة للفلسطينيين في الأساس ولكن لم تميز الحملة بينهم وبين السوريين فلا تمييز بين المنكوبين، مؤكدًا أنه سيتم العمل على الوصول إلى الغالبية العظمى من مراكز الإيواء في دمشق وريفها ويجري التحضير لقافلة جديدة خاصة بمخيم اليرموك سترى النور قريبًا خلال الأسابيع القادمة.