الشهيد المجاهد أحمد البيطار
عاشق الجنان الشهيد المجاهد/ أحمد أيوب عطا البيطار المخلص المتفاني في سبيل إعلاء راية الحق الجود بالنفس أسمى آيات الجود، الإخلاص والتفاني في سبيل إعلاء راية الإسلام أصدق برهان على صحة الإيمان، وطريق الخلود في جنات الله والفوز برضوانه، لهذا حرص الشهداء على التسابق للشهادة في سبيل الله أكثر من حرصهم على الحياة، فرووا بدماهم الطاهرة ثرى الوطن، وكانت غايتهم إما النصر وإما الشهادة فكتب لهم ربهم بفضله عزة الدنيا وكرامة الآخرة فهم أحياء في العقول والقلوب لهذا فهم الحاضرين بعد غيابهم تأنس بصحبتهم النفوس ويسعد بهم الوجود فهم نجوم التاريخ المتلألئة في سماء البشرية ورمز للعطاء وقدوة الأجيال ومثل الوفاء أفلحوا حين "صدقوا ما عاهدوا الله عليه" فكان منهم الشهيد المجاهد عاشق الجنان" أحمد أيوب عطا البيطار" أبو علي. الميلاد والنشأة... ولد شهيدنا المجاهد أحمد البيطار في الثلاثين من شهر أغسطس عام 1977م في غزة الصبرة، كبر شهيدنا المجاهد وتربى في أحضان أسرة وعائلة ملتزمة مشهود لها بالخير والصلاح، وفي مدينة وحي مشهود لأهلها بالبطولة والفداء، ولقد رباه والده على طاعة الله والالتزام بأخلاق الدين والإسلام القويمة، وأرضعته أمه لبن وحليب الجهاد والكرامة وعشق الشهادة، فكبر وهو يحمل في قلبه الإصرار على أن يجاهد من أجل رفع راية الحق راية الإسلام، ومن أجل تحرير وطنه، ومن أجل الدفاع عن أهله وشعبه من ظلم هذا المحتل الغاصب وبطشه. مسيرته التعليمية... تلقي شهيدنا المجاهد –رحمه الله- تعليمه في مدارس الحيّ، لقد امتاز شهيدنا بنجاحه وتفوقه في دراسته، ثم اضطر للانقطاع عن دراسته بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان يعيشها أهل القطاع. عرف شهيدنا منذ صغره بالخجل والحياء والاحترام الشديد للكبار، وحبه للناس وسرعته في تقديم العون والمساعدة لهم، ولقد كان صاحب خلق طيب وأدب رفيع، الأمر الذي جعله مناط حب وتقدير كل من عرفه، لما وجد فيه من طيبة القلب وصفاء السريرة وطهارة النفس وحسن الأخلاق. أما عن علاقة أحمد بوالديه، في هذا المجال حدث عنه بكل فخر وعزة ورفعة، لأنه والله كان مثالا يحتذي به، يحب لإخوته كل الخير والبركة، وقد كان والده يحبه جداً لكثرة صيامه وقيامه وصلاته وقراءته للقرآن الكريم". تزوج أبو عدي ورزقه الله بثلاث أبناء أكبرهم علي 6 سنوات. لم يكن حال شهيدنا –رحمه الله- كحال باقي الشباب في هذا العصر يجري وراء الدنيا ويلهث خلف فتاتها، يأسره الهوى والغزل ويتغني بالكلام الفاحش البذيء، بل كان –رحمه الله- ناسكا طائعا لربه، شب وكبر وهو يتغني بكلام ربه ويترنم مع ترديد آياته. في صفوف المجاهدين... انضم شهيدنا أحمد البيطار إلى صفوف كتائب المجاهدين وعرف عنه الصدق في النية والإخلاص في العمل، شارك الشهيد المجاهد في عدد من العمليات الجهادية. انطلق شهيدنا –رحمه الله-برفقة إخوانه المجاهدين إلى ساحات القتال والوغى، يواجهون بصدورهم العارية وأسلحتهم المتواضعة قوات العدو الصهيوني المحتل،غير آبهين بما يمتلكه من أسلحة متطورة وفتاكة، لما رسخ في قلوبهم من إيمان بالله وعقيدة صالحة دب الله بها الرعب في قلوب الغاصبين المحتلين، فالمجاهدون يعلمون أنهم سينالون إحدى الحسنين إما نصر وكرامة أو شهادة وجنة. استشهاده... في يوم السبت الموافق 27/12/2008م وبعد أن قرر الكيان الصهيوني الغاصب شن حربه "الغادرة" على قطاع غزة، صدرت تعليمات قيادة الكتائب للرد على جرائم العدو والانتشار على حدود القطاع لصد أي عدوان، وصدرت الأوامر بالتأهب الجيد لمواجهة هذا العدو الغازي. قطع أبو عدي العهد والقسم على نفسه أن لا يعود إلا بالنصر أو الشهادة، ثم انطلق لساحة القتال سلاحه الإيمان بالله والثقة بنصره عز وجل، كيف لا وهو يحفظ قول الله تعالي:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم"، وقوله تعالي: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله". كان شهيدنا أحمد البيطار برفقة أخيه الشهيد (عاهد أبو عاصي) يرابطون في منطقة تل المجاهدين، حيث كانت المعركة تدور رحاها، وإذا بهم يلحظوا وجود دبابة صهيونية على مرمى الهدف فتقدم المجاهدين فجروا العبوة ودمروا الدبابة الصهيونية وقاموا بالاشتباك مع العدو، فقامت الطائرات الصهيونية بقصف المكان الذي يتواجد فيه المجاهدين الأمر الذي أدى إلى استشهاد المجاهدين أحمد البيطار والشهيد عاهد أبو عاصي. ونال أبو عدي ما تمناه دائماً، وعمل له كثيراً... الشهادة في سبيل الله. نحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله أحدا. ...رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته... ...وإنا على دربه الذي قضى فيه شهيدا، درب الجهاد والمقاومة لسائرون بإذن الله...