أهم الأخبار

غزة لا زالت محاصرة !!!

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0
بقلم/ طه محمد عندما وصفنا البعض كعرب أننا ظاهرة صوتية, كان محقا في توصيفه هذا من وجوه عدة, لست في معرض الخوض فيها ولا تأكيد الصفة "المخلوعة" علينا في جوانبها المختلفة, غير أني مضطر, في ظل واقعنا العربي والإسلامي الرديء,أن أندّد ببعض من "مخازينا" الكثيرة في هذا الزمن الأمريكي. لمّا دخل الاحتلال الأمريكي إلى العراق, ومهدت له النظم العربية الطريق،فاتحة له أجواءها وأرضها وأشياء أخرى، حينها, نددت الجماهير العربية بالاحتلال, وزمجرت فترة من الوقت, ثم ركنت إلى صمتها "المريب" دهرا, وبقي الاحتلال الأمريكي, وذبح العراق بحد السكين, ومات أكثر من مليون عراقي, ودارت الأيام, وحدث ما يحدث لغزة، من حصار وتجويع ومجازر، ولم نخيب ظن "أمريكيا"، فصرخنا برفع الحصار عن غزة برهة من الزمن، ثم عدنا إلى "مخازينا" وسيرتنا في الصمت والكلام الفارغ، واليوم غزة ما زالت محاصرة، وصمتنا لا زال محاصراً لأننا "ظاهرة صوتية". هل هو جلد للذات، يا ليته يكون, فقد سئمت المجاملات وعفت الحديث القائل "سنفيق يوماً"، وهل المصائب الواقعة على رؤوسنا، لا تكفي حتى تحرك فينا نخوة "المعتصم", كيف سيحترمنا العالم الحر والمسجون والكائن في أقاصي أفريقيا، ونحن نشارك في "نحر"أنفسنا، لماذا حياتنا موسمية التجليات, ولا تخرجنا إلى الشوارع سوى الكوارث المحققة، والتي سرعان ما تخف حتى نعود إلى "الخفة"، أكاد أجزم أن مسلسلاً مثل باب الحارة في جزئه القادم، سيخرج الجموع من عقالها، إذا قرر المسئولون وقفه أو إلغاءه, فنحن ظاهرة صوتية مزودة بكاتم الصوت، تفاصيل حياتنا تافهة إلى حد بعيد، نستهلك في "النميمة" نصف الإنتاج العالمي. هل تذكرون "شاوشيسكو" طاغية رومانيا، هل لا زلتم تحفظون في مخزن ذاكرتكم القصيرة, مشاهد المظاهرات الداعية إلى رحيله، إلا تحدثكم "الغيرة" أن هذا الشعب الروماني ونصفه من"النوّر", استطاع في أيام معدودات من تغيير مجمل المشهد السياسي في بلده, بفعل الإرادة والنفس الطويل. كيف لا أخجل وأنا العربي المسلم، عندما أرى هذه الشعوب تتحرر من الاستعباد، وفي ملتي رجل قال :"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" هو الفاروق عمر بن الخطاب, لماذا أختبئ خلف "صمتي" وقلة حيلتي، وأنا أرى الشعوب "المنبتة" من التاريخ, تعزم أمرها وتؤكد على حقها بالحرية والكرامة, أم نحن فعلاً ظاهرة صوتية لا ينفعها الإنعاش, ولا حتى الصدمات الكهربائية.