أهم الأخبار

أما آن للجري وراء السراب أن ينتهي

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

د. سالم عطاالله
نائب الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية.

تابعنا خطاب رئيس السلطة أمام مجلس الأمن بالأمس والذي لم يكن أبداً مناسباً للظروف الحالية أو التحديات الجدية القائمة ، ماذا تبقى بعد أن أعلنت أمريكا (راعية السلام) وفاة مشروع حل الدولتين باعلان ما يسمى صفقة القرن وأن اتفاق اوسلو البغيض لم يعد يُلبي الطموحات الصهيونية التوسعية ؛ هل أصبحت أراضينا مختلف عليها كما صور رئيس السلطة بالأمس؛ هل يتساوى الضحية بالجلاد حينما تحدث عن محاربة الارهاب؛ أي منطق يصر عليه رئيس السلطة في ظل حالة التغول على كل حقوقنا من قبل أمريكا والعالم الذي لا يُحرك ساكناً، إن لم يكن شريكا في تلك المؤامرة اصلاً. 
إن الابقاء على الخطاب المنهزم والمهزوز ولغة الاستجداء والاستعطاف من قبل رئيس السلطة وتجاهله لمصادر قوة شعبنا المجاهد والمقاوم لهو استمرار بحالة التوهان السياسي والوطني التي فرضتها اتفاقية اوسلو على شعبنا والمنطقة؛ فمن المستغرب أن تقوم قيادة السلطة بسحب مشروع قرار ادانة صفقة القرن في مجلس الأمن، فأين المقاومة الدبلوماسية التي صدعت رؤوسنا بها ؟ أبلغ الهوان الى درجة عدم القدرة على سلوك الطرق الدبوماسية والقانونية لمحاسبة المحتل ولو أمام الرأي العام العالمي ؛ فإلى متى سيستمر الرهان على حسن النوايا الأمريكية والمنح الدولية في استعادة الحقوق وهي التي تنحاز دائما لصف الكيان وتتنصل من حقوق شعبنا وبل وتشارك في العدوان على أمتنا.
ليأتي اجتماع عباس باولمرت قاتل الاطفال في حرب ٢٠٠٩ على غزة ليدلل على الضعف والانهزام السياسي امام الاعداء؛ ألا يعد ذلك استخفاف بمشاعر شعبنا وعائلات الشهداء وذويهم ومعاناة الجرحى ومن تدمرت بيوتهم.
يأتي هذا اللقاء الاستفزازي والسريع بينما يتملص الرئيس من لقاء قيادة المقاومة وفصائل غزة ويضع الفيتو على لقائهم مسبقاً بعد أن تعذر عن المجيء لغزة واستبدل ذلك بوفد المنظمة الذي لم يأتي بعد .
وهنا لن نمل في أن نجدد دعوتنا لرئيس السلطة بأن يغادر مربع اوسلو والتحلل من بنوده وقيوده واتخاذ خطوات عملية لوقف التنسيق الأمني الذي جعل الاحتلال بلا كلفة ووفر له أسباب العمل بحرية في الضفة والقدس واعطاه الوقت للصم الفعلي والحقيقي لبنود صفقة القرن.
نؤكد مجدداً أن مواجهة الصفقة يكون بانهاء الانقسام والحوار مع شعبنا وليس استجداء التفاوض مع المحتل المجرم واستمرار الجري وراء السراب الدولي والاصرار على صم الآذان عن خيار الإجماع الفلسطيني في المواجهة الشاملة .