ارفع راسك وأعلي هامتك فأنت ابن الإسلام العظيم
تاريخ النشر : الأحد , 03 يوليو 2011 - 6:41 صباحاً بتوقيت مدينة القدس
ارفع راسك وأعلي هامتك فأنت ابن الإسلام العظيم
الإسلام ليس محصوراً برجل فيُقتل ، أو مؤسسة فتُغلق ، أو هيئة فتُهدَّم ، أو دولة فتُحارب .. الإسلام نسيم يعمّ الأرجاء ، وشمس لا تحجبها يد عمياء .. ( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
قال تعالى : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إن كُنتُم مُّؤْمِنينَ)
لقد كانت هذه الآية تتنزل وجيش المسلمين قد رجع من غزوة أحد، وقد قتل منهم سبعون ، وجُرح فيها الرسول الكريم( صلى الله عليه وسلم ) .. ومع ذلك يقرر في حقهم أنهم الأعلون، حتى لا تقتلهم الحسرة ، أو يحترقوا بنار المحنة .
إن الأعداء يحاولون عبر إيحاءات منظمة وممارسات إعلامية مدروسة أن يطيحوا بالأمة في دوائر اليأس والإحباط والسلبية .. أما حين تتحرر النفوس من الإحساس بالدونية والضعف والعجز ، فعندها تنطلق الطاقات وتتحرك الإمكانات وإن كانت ضعيفة، فهنا تغيّر وجه التاريخ ، وتنطلق الأمة الجريحة لملاحقة عدوها كما انبعث جيش أُحُد الجريح لمطاردة عدوه في ( حمراء الأسد ) .
على الأمة أن تردّد أناشيد النصر وإن كانت جريحة ، وأن تصرخ بلسان التحدي أمام عدوها وإن كانت سجينة فيقول :
لا تفرحوا بالنصر ... !
فإن قتلتم خالداً فسوف يأتي عَمرو ...
وإن سحقتم وردة فسوف يبقى العِطرُ...
عدونا يا أيها المغرور .. عقارب الساعة إن
توقفت.. لا بد أن تدور .
لا بد من بعث الأمل في الأمة ، وأن يُفتح لها نافذة من النور حتى لا يقتلها الظلام.. فبينما الصحابة ( رضي الله عنهم ) يحفرون الخندق، إذ عرضت لهم صخرة ، فجاءوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبروه ، فقال: ( أنا نازل ) ، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، قال الراوي : وقد لبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً ، فأخذ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) المعول ثم ضرب الصخرة ضربة صدعتها وتطاير منها شرر أضاء هذا الجو الداكن وهو يقول: ( الله أكبر ، أُعطيت مفاتيح الشام ، واللهِ إني لأبصر قصورها الحمراء الساعة ) ، ثم ضربها الثانية فقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، واللهِ إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ) ، ثم ضرب الثالثة وقال : ( الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن ، واللهِ إني لأبصر قصر صنعاء من مكاني الساعة).
ولما بلغه خبر نقض يهود بني قريظة العهد قال: ( أبشروا يا معشر المسلمين بفتحِ اللهِ ونَصره...) أي: إشراقه أمل في ظلمة المحن هذه !
ونحن نقول للمسلمين قاطبة وهم في ظل هذه الأزمات العصيبة : أبشروا وأمّلوا خيراً ؛ فإن مع العسر يسراً ، وإنَّ الأمة - وإنْ آلمها المخاض - قد قربت ولادة جيل النصر فيها ، وإن الليل - وإن اشتد ظلامه - قد آذن الفجر بالبزوغ، فنادِ مع صياح الديك، بل بعدَ أذان بلال ، وردّدْ أنشودة النصر وملحمة الفتح .كيف لا وانتم تثبتون خيريتكم التي حباكم الله إياها وتنتفضون في وجه الظلم والظالمين لتنفضوا غبار الهزيمة والانكسار التي لطالما فرضها عليكم الانهزاميون من أرباب الكراسي والسلطان الزائف حلفاء أمريكا والصهاينة.
ومن علم أن مصابه سيزول هان عليه احتماله، وتسلّى بانتظار زواله ، وانبعثت نفسه بالأمل ، ونشطت على العمل استعجالاً للفرج ، بعكس ما لو انقطع أمله وأصابته حال من اليأس والقنوط، ظنّ معه أن ما هو فيه من أزمة تعتبر نهاية التاريخ، وخاتمة الحياة .
ولنا في شيخ الإسلام ابن تيمية خير مثل وقدوة حين ادخل رحمه الله
السجن .... فماذا كان السجن عنده ؟! هل تأزمت نفسيته وتدهورت حالته ؟! لقد تعامل معها وهو صاحب القلب الموصول بالله بطمأنينة وثبات ، فتحوّل السجن في حقه إلى خلوة يأنس بها ، لقد قال والسجَّان يغلق عليه الباب : ( فضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد : 13، ثم قال : ما يصنع أعدائي بي ، أنا جنتي وبستاني في صدري ، أين رحت فهي معي لا تفارقني ، أنا حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة !!
وكان يقول في محبسه بالقلعة : لو بذلت لهم ملء هذه القلعة ذهباً ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير.
الله أكبر .. لقد رأى شيخ الإسلام في السجن نافذة لم يرها كثير ممن يموت في الهمّ ألف ميتة غير التي كتبها الله عليه .فيا أيها الثائرون في سوريا سيروا على بركة الله فمهما علا بطش الطاغية ومهما كان القتل والحبس والتعذيب من أعوانه فليله سوف يمحيه النور الإسلامي المرتكز على دعائم الدين الحنيف.
وهذا ما يجب أن يكون عليه المجاهد في حربه مع المحتلين والظالمين ، فبرغم حراب الاحتلال وأعوانه وبطشهم بالبلاد والعباد ، وفي زحمة المعركة المتواصلة مع جنود بني صهيون والتي يبلي فيها المجاهدون الأبطال بلاءً حسناً ويبدون الشجاعة ويرتفع منهم الشهيد وينال آخرون وسام جراح المعركة،وفي ظل الحصار الظالم المطبق على غزة الشموخ....وفي ظل تكالب القريب قبل البعيد.,... وفي ظل أصوات من بني جلدتنا تقول بان يهودية دولة المسخ شأن داخلي بحت ..... في خضم ذلك كله، يبتسم المجاهد لأهله ولإخوانه ولإسلامه بلسان يقول : لا تبالوا ..
فأنا بعون الله حاميكم.. وبإذن الله مُسعدكم .. وبفضل الله راعيكم... ويا حيفا ويا يافا ويا عكا وكل فلسطين لا تقلقوا فان آذان بلال سوف يعو ليصدح فيكم من جديد ,فهاهو الفجر تلوح بشائره بالأفق ,والثورات العربية تمتد من المحيط إلى الخليج .....لتمتد بإذن المولى إلى فلسطين لأنها عصب الأمة ومركز الصراع الكوني بين الإيمان والكفر والحق والباطل كما كان يردد فينا أبو حفص رحمه الله.
وان كان الظلام شديد الحلكة فان نور الله القادم سوف يبدده ويكسر جدران الظلم والظلام ليعم نور الله ربوع فلسطين والمعمورة بذل ذليل أو بعز عزيز.
إعداد | أ.ابوبلال المتحدث الرسمي باسم كتائب المجاهدين في فلسطين