المجاهدين تنظم ورشة دعوية بعنوان "كيف ندعو إلى الله".
غزة - المكتب الإعلامي:
نظمت اللجنة الدعوية لحركة المجاهدين الفلسطينية بالاشتراك مع مركز ابن عباس للدراسات البحوث الإسلامية ومسجد دار المتقين ورشة دعوية بعنوان كيف ندعو إلى الله والتي تهدف الى تعزيز دور التكاملية في الدعوة بين الجماعات الدعوية، والتي شارك فيها ممثلين عن الجماعات الدعوية العاملة في ساحة غزة بالإضافة إلى لفيف من الدعاة.
حيث تحدث الداعية الشيخ/ مؤمن عزيز من اللجنة الدعوية لحركة المجاهدين في محور (أهمية الوعي الإيماني في الدعوة الى الله) وقال ان الداعية لا بد ان تكون وظيفته الاساسية هي الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، وأن أساس الوعي الإيماني ينبع من فهم كتاب الله وسنة نبيه و السير على منهجه.
وشدد عزيز على اهمية الوعي الإيماني في الدعوة الى لله، وأن تحقيق خيرية الامة بين الامم يكون بتخريج دعاة من اصحاب الوعي والفكر، وليسوا دعاة اللسان الذين يعتبرون قوالب فارغة من المضمون الإيماني العميق، مؤكداً أن الوعي الإيماني هو السياج القوي في مواجهة سعى الغرب دوما لاختراق جسد الأمة وإيقاع أبنائها في حبائل الشيطان وتحويلهم إلى جيل مدمر وفاسد وماجن.
وختم حديثه أن الدور الاساسي للدعاة هو الالتزام بتعاليم الله وأخلاقيات الاسلام، وأن تحلي الدعاة بالصبر مرتبط بمدى ارتباط الدعاة بالله عز وجل، ودعا الى التركيز في تفسير كتاب الله على الدور التربوي وفق المنهج القرآني وتعاليمه مما يؤدي الى زيادة في الوعي وتحمل المسؤوليات والقيام بالتكاليف والواجبات.
وتحدث الداعية د.صابر أحمد من جماعة الدعوة والتبليغ في محور (أساليب وطرق الدعوة) وقال ان الدعوة مرتبطة بالاتباع القلبي، وليست استماع من اللسان فقط، حيث أن أساليب الشيطان في دعوته للذين يتبعوه هي نموذج للداعية الناجح فمن كل ألف من البشر الذين يدخلون النار واحد فقط يدخل الجنة بسبب جهد الشيطان الدؤوب.
وبين أحمد أن أساس فهم طرق الدعوة من خلال استهداف الداعية للجميع في دعوته، وأن الدعوة لابد ان تشمل الكل دون تمييز جماعة عن أخرها، وبين أن الدعوة هي منهج الداعية حتى الموت دون كلل أو ملل.
وختم حديثه بالتأكيد على أن القوة الأخلاقية عند الداعية هي مفتاح التأثير في المدعوين، ودعا الى اهمية القدوة الحسنة لدى الداعية لكسب قلوب الجمهور، مؤكداً على ضرورة التركيز على اصلاح قلوب المدعوين، وربطهم بالله عز وجل.
وتحدث الداعية د.وائل الزرد من اللجنة الدعوية لحركة حماس في محور (التجارب الدعوية) وقال الصحبة الصالحة هي عمر ومداد حياة الداعية، وأن سر نجاح الدعوة الصحبى صحبة الدعاة من افنوا عمرهم في سبيل الله عز وجل.
واكد على اهمية قراءة تجارب الدعاة السابقين والاستفادة منها في الدعوة الى الله، حيث أن الدعوة متراكمة تبنى على ما بنى الاوائل، ودعا إلى الاستفادة من تجارب الانبياء في الدعوة، بالاضافة الى استخدام الوسائل المشروعة للدعوة، والا نقف متحجرين عند مواقفنا بل لابد أن نتطور في اساليب الدعوة.
وختم حديثه بتوضيح أهمية استمالة قلوب المدعوين واستخدام القول اللين في الدعوة الى الله، وذكر تجربة دعوية عايشها هو شخصياً مع أخ من السويد، استخدم معه اسلوب اللين في الدعوة متبعاً بذلك أسلوب الدكتور/ ذاكر نايك، مما نتج عنه دخول الاخ في الاسلام، هو وعدد من الاخوة معه بفضل الله عز وجل.
وتحدث الداعية عبد الفتاح حجاج من اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الاسلامي في محور (أولويات الداعية باتجاه الجمهور) وقال أن الداعية هو الطبيب الذي يعالج قلوب الناس، وأن الخطاب الدعوي الذي نوجهه للجمهور لابد ان يكون يجمع ولا يفرق ويزرع المحبة وينزع الكراهية.
وأضاف حجاج أن الداعية بحاجة الى فهم الاسلام واحسان تطبيقه واحسان عرضه، و لابد للداعية أن يكون قدوة ومثال للمسلم للحاضن لجميع أبناء المجتمع.
وختم حديثه أنه يجب ان يكون الداعية له صلة بالجمهور، وان يعيش الواقع الذي يحياه أبناء المجتمع، داعياً الى الابتعاد عن الامور الخلافية والتحدث عن ما يجمع الأمة وليس ما يفرقها.
وفي ختام الورشة تحدث الداعية د.حسن البلبيسي من مركز ابن عباس للدراسات الاسلامية في محور (أثر تنوع الجماعات الدعوية على الفرد المسلم) وقال أن الجماعات الاسلامية على خير، فكل يعمل وفق رؤيته والكل مصيب، وأنه لابد للداعية أن يحمل الهم الدعوي والانتماء للإسلام، وأن الجماعات مع تنوعها متفقة في أساس الدعوة إلى الله، والاجتهاد في ايضاح الحق.
وذكر أن من سلبيات تعدد الجماعات الفوضى العلمية، والفهم الخاطئ لمقاصد الشريعة، بالإضافة الى قلة العلم وجهل بعض من يعملون في الجماعات مما يؤثر على الفرد المسلم ويوصله للغلو، والتنطع، والاستعجال، مع أن الاصل هو التأني في الوصول الى الغاية والنتيجة.
وبين أن من ايجابيات تعدد الجماعات أنها تعكس حالة الوعي لدى الأمة الاسلامية، وأن الجماعات تقف سدا منيعاً أمام من يقف ضد الإسلام، وأنها تعمل على التكاملية بين الجماعات، بالإضافة الى سد ثغور الدعوة المنتشرة حول العالم والقيام بالواجبات الدعوية.
وفي ختام حديثه أوصى بضرورة السعي للعودة للانتماء العام للإسلام والمسلمين، والسعي لإيجاد صيغ لتنمية التقارب بين الجماعات، بالإضافة الى تعديل الخطاب الدعوي ليتقبل المجموع الدعوي دون تناحر، ودعا احترام أدب الاختلاف في القول والعمل من خلال التمحور حول نقد الأفكار مع الحفاظ على سلامة الصدور ونقاء العلاقات الشخصية، وأضاف الى ضرورة التعاون والتنسيق بين الجماعات الدعوية مع الإقرار بحرية الاجتهاد والاختلاف ما دام هناك قدر مشترك من الاتفاق على الأصول العامة ومصادر التشريع الرئيسية.