"هآرتس": نتنياهو يتراجع عن طرح مبادرة للسلام الإقليمي
كشفت مصادر صحفية عبرية، النقاب عن "مبادرة سلام إقليمي" طرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، قبل ستة أشهر، تتضمّن المشاركة في قمة إقليمية في مصر.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية الصادرة اليوم الأحد، "إن نتنياهو تراجع عن مبادرته بعد ثلاثة أسابيع من تقديمها إلى هرتسوغ، خشية رد فعل شركائه من اليمين، لاسيما بعد تفجر الخلاف مع حزب البيت اليهودي حول إخلاء النقطة الاستيطانية (عمونة) القريبة من رام الله".
وبحسب الصحيفة؛ فقد تضمّنت المبادرة "إبداء نتنياهو استعداده لتسوية مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مع كبح ملحوظ للبناء في المستوطنات".
وداخليا؛ تشمل المبادرة بنودا تنّص على تمهيد الطريق أمام حل الأزمة السياسية الداخلية التي كان يواجهها نتنياهو، والسماح بضم "حزب العمل" للحكومة لضمان استقرار ائتلافه الحاكم، دون الإعلان عن ذلك رسميا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف نتنياهو من التراجع عن المبادرة يتمثل في إتاحة الفرصة لضم حزب "يسرائيل بيتنا" المتطرف بزعامة أفيغدور ليبرمان، وهو ما تحقق بضم الحزب وتعيين ليبرمان وزيرا للحرب.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو استغل هذه الوثيقة والمفاوضات مع هرتسوغ لصد مبادرة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لعقد قمة دولية بشأن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية.
وسلم نتنياهو الوثيقة إلى هرتسوغ في 13 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد يومين من الاتصالات بينهما، والوثيقة عبارة عن تصريح مشترك للاثنين كان يفترض أن يعلنا عنه خلال قمة تعقد في القاهرة أو شرم الشيخ، بعد ذلك بثلاثة أسابيع، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى العاهل الأردني عبد الله الثاني، على أن يعلن نتنياهو وهرتسوغ فور عودتهما إلى إسرائيل عن إجراء مفاوضات سريعة من أجل إقامة حكومة وحدة
وقالت الصحيفة إن مجموعة من الجهات الدولية كانت ضالعة في هذه العملية، وكانت الوثيقة ومضمونها معروفة وتم إرسالها مسبقا للسيسي وملك الأردن ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي يحتفظ بعلاقات دافئة جدا مع السيسي وكان ضالعا بالاتصالات، وإلى وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.
يشار إلى أن "هآرتس" كشفت قبل أسبوعين عن قمة عقدت في مدينة العقبة الأردنية في آذار/ مارس 2016 وشارك فيها إلى جانب السيسي والملك عبد الله؛ كل من كيري ونتنياهو، حيث رفض الأخير عرضا قدمه الجانب العربي على لسان كيري، وتضمن حل الصراع بناء على حل الدولتين واعترافا عربيا بيهودية دولة الاحتلال وترتيبات أمنية.