معاريف : لاول مرة منذ اندلاع الازمة السورية ..اسرائيل تؤكد انها تنتمي الى التحالف السني
القدس المحتلة معاريف كتب اللواء احتياط اليعيزر (تشايني) مروم :
تواصل الاحداث في سوريا إجراء تغييرات غير مرتقبة في المبنى الجغرافي السياسي في منطقتنا، وتلزم اسرائيل بالعمل وتنفيذ التكيفات اللازمة.
تخرج الازمة في سوريا منذ زمن بعيد عن كونها أزمة سياسية او اقليمية، وهي بلا شك أزمة عالمية تهدد السلام العالمي بأسره. فالتواجد الروسي المكثف في سوريا، والذي ازداد جدا في السنة الاخيرة وتضمن حتى القصف من الجو، التواجد البحري والان ايضا صواريخ اس 300 ذات مدى يصل الى مئات الكيلومترات، والتي تهدد عموم الطيران المدني والعسكري، مع التشديد على اسرائيل والولايات المتحدة، يجسد عمق التغيير والخطر على المنطقة بأسرها.
على مدى كل القتال في العراق وفي سوريا نشأت تحالفات جديدة وقديمة. فعدو عدوي ليس بالضرورة صديقي. هذا واقع ألزم اسرائيل بالمناورة بحكمة بين مراكز القوة في المنطقة. فالعمل الروسي الاخير يخلق حاليا تحالفين واضحين: التحالف الروسي – الشيعي، والذي يضم روسيا، الاسد والعلويين، ايران وحزب الله؛ وبالمقابل، التحالف الغربي – السني، الذي يضم الولايات المتحدة والدول الغربية، الثوار، السعودية، الاردن، دول الخليج واجزاء من العراق. مكان تركيا لا يزال غير واضح، وكذا أيضا مكان الاكراد.
لقد نجحت دولة اسرائيل حتى الان في ان تبقى خارج الحرب في سوريا واتخذت سياسة حكيمة سمحت لها بالحفاظ على المصلحة الاسرائيلية. ورغم التواجد الروسي، حافظ سلاح الجو على حرية العمل وهاجم (حسب مصادر أجنبية) قوافل وسائل قتالية مخصصة لحزب الله. اما السياقات الاخيرة التي وقعت في سوريا، بما فيها اطلاق مضادات الطائرات وادخال منظومة اس 300 فستقيد عمل الجيش الاسرائيلي في الساحة الشمالية وستلزم اسرائيل بان تمتشق من صندوق الادوات قدرات اخرى حين ترغب في أن تعمل مرة اخرى ضد اهداف في هذه الساحة.
التحالفات الجديدة التي تنشأ من شأنها ان تلزم اسرائيل، لاول مرة منذ اندلاع الازمة باتخاذ موقف وتوضح بانها تنتمي الى التحالف الغربي السني. مثل هذه الخطوة ستحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكنها ستفاقم العلاقات مع روسيا. ولهذا الامر ينبغي الاستعداد.
قائد سلاح البحرية الاسبق
معاريف