اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، احتفاءً بما يسمى ذكرى "التاسع من آب-خراب الهيكل".
وفتحت شرطة الاحتلال عند الساعة السابعة والنصف صباحًا باب المغاربة، ونشرت وحداتها الخاصة وقوات التدخل السريع في ساحات الأقصى تمهيدًا لتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين الذين تجمعوا عند الباب من الخارج استعدادًا لاقتحام المسجد.
وأغلقت الشرطة صباح اليوم عددًا من أبواب الأقصى، وهي (القطانين، المطهرة، الحديد، والملك فيصل)، ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليها.
وتسود ساحات الأقصى حالة من التوتر الشديد، في ظل الدعوات المكثفة التي أطلقتها منظمات "الهيكل" المزعوم لاقتحام جماعي للمسجد اليوم الأحد، في ذكرى "خراب الهيكل".
وقال الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا لوكالة "صفا" إن 180 مستوطنًا اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى على مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته بحماية شرطية مشددة، إلا أن المصلين تصدوا لهم بهتافات التكبير.
وأضاف أن مستوطنين حاولوا أداء طقوس تلمودية في منطقة باب المغاربة، إلا أن الحراس تصدوا لهم، رغم التضييق المستمر عليهم من قبل قوات الاحتلال.
وأشار إلى أن شرطة الاحتلال أخرجت شابين فلسطينيين من ساحات الأقصى، بحجة التضييق على مسار المستوطنين، لافتًا إلى أن اشتباكات بالأيدي وقعت بين المصلين والمستوطنين عند باب حطة.
وأوضح أن شرطة الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية على البوابات، واحتجزت جميع الهويات الشخصية لكافة الوافدين للأقصى، كما شددت الخناق على حركة حراس الأقصى.
وأفاد أبو عطا بأن شرطة الاحتلال كثفت من تواجدها وانتشارها الأمني حول الأقصى وعند بواباته وفي أزقة البلدة القديمة، ونصبت الحواجز الحديدية عند مداخل البلدة، وخاصة عند بابي العامود والأسباط، مما أعاق حركة السير وتنقل المواطنين إلى البلدة.
وكانت "منظمات الهيكل" حثت عبر فعاليات متنوعة وإعلانات متكررة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الأخرى نشطاء الجماعات والمنظمات اليهودية الناشطة في قضية "الهيكل"، وعموم المجتمع الإسرائيلي للمشاركة الفعالة في اقتحامات المسجد الأقصى صباح اليوم للاحتفاء بما يطلقون عليه ذكرى "خراب الهيكل".
وأعلنت قوات الاحتلال تكثيف تواجدها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدس، وفي البلدة القديمة ومحيط الأقصى خلال يومي السبت والأحد، الأقصى، وتم اغلاق العديد من الطرقات والشوارع لتأمين مسيرات المستوطنين.
وأغلقت تلك القوات مساء السبت منطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان المجاور، لتأمين تدفق المستوطنين إلى البلدة القديمة، واختراق شوارعها وأسواقها، وحاراتها، باتجاه باحة حائط البراق، للمشاركة بالاحتفال بذكرى "خراب الهيكل".
بدورها، حذرت شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من الاقتحامات والاعتداءات على المسجد الأقصى، داعية الى تكثيف شد الرحال إليه للدفاع عن حرمته وقدسيته.