شكلّت عملية إطلاق النار المزدوجة في “تل أبيب” مساء الأربعاء، صفعةً قوية للاحتلال ومنظموماته الأمنية، كما حملت رسائل شديدة اللهجة لأطراف عدة أهمها أن الانتفاضة مستمرة.
واعتبر المراقبون أن عملية صلية كارلو قرب مقر وزارة جيش الاحتلال في “تل أبيب” مثّلت ناقوسًا جديدًا وضربة من العيار الثقيل، خاصة لأولئك المراهنين على موت الانتفاضة التي اندلعت تشرين أول الماضي.
ونفذ فدائيان فلسطينيان عملية إطلاق نار في “تل أبيب”، قتل فيها 4 صهاينة وأصيب 16 جراح بعضهم بالغة الخطورة، ليرتفع عدد القتلى الصهاينة منذ بداية الانتفاضة إلى 39، بعشرات العمليات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.
عملية إطلاق النار في “تل أبيب” جاءت بعد فترة من الهدوء النسبي الذي فتح الباب أمام المزاودين على اخماد الانتفاضة الثالثة.
الحالة الفلسطينية شهدت في الفترة الأخيرة “انتكاسة” بسبب المحاولات المتكررة من أطراف عدة متمثلة بالسلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال لوقف الحالة الثورية الفلسطينية التي اندلعت أواخر العام الماضي، مما أضعف موجة العمليات الفدائية، لكنه لم ينجح في قتلها
إن حيرة الاحتلال وارتباكه وتخبطه لن تسعفه إلى اتخاذ قرارات عقابية قد تكون جديدة على الشعب الفلسطيني الذي بات يعرف كل الأساليب العقابية للاحتلال عقب كل موجة فدائية، ولا يهابها
أن المنظومة الائتلافية لن تسمح لليبرمان بالتفرد في قرارات انتقامية.
نهج الفصائل هو عدم التبني مبكرًا، لكن بالرغم من ذلك فان غالب العمليات الفدائية يغلب عليها الفردية، ولا مؤشرات فصائلية واضحة لهذه العملية.
أن عملية “تل أبيب” شكلت ضربة قوية للمؤسسة الأمنية خاصة لويز الحرب الجديد ليبرمان الذي صرح في أكثر من مناسبة بأنه لن يتهاون في القضاء على الإرهاب الفلسطيني وقد أيد العودة إلى سياسة الاغتيالات”.
العملية أظهرت خرقا أمنيا فاضحا، حيث نجحت العملية في إعادة حالة الرعب من جديد إلى الشارع الإسرائيلي بعد فترة من الهدوء النسبي، فالعملية مزدوجة قطع فيها المهاجمان عشرات الكيلومترات حتى وصلا إلى قلب “تل أبيب” وهما يحملان أسلحه نارية ثم بقيا فيها وقتا كافيا لاختيار المكان المناسب،
العملية شكلت رافعه لانتفاضة القدس عبرت عنها الجموع الفلسطينية التي أبدت الفرحة بالعملية واثنت على المنفذين خاصه الفصائل المؤيدة لمثل هذه العمليات، فيما قد تشهد الفترات المقبلة عمليات مشابهة على الاحتلال أن يتوقعها كدلالة أن الانتفاضة انطلقت ولن تموت.