المكتب الإعلامي - متابعة
بعد إضراب متواصل عن الطعام منذ 52 يوما، انتصرت إرادة الصمود والبقاء، وإرادة التحدي متمثلة في الأسير محمد المهر (23 عاما) على صلف المحتل وساديّته، بعيدا عن عدسات الكاميرات وأقلام الصحف والكتّاب.
حيث قالت هيئة الأسرى والمحررين إن الأسير المهر فك إضرابه عن الطعام اليوم الأربعاء بعد 52 يوما من الإضراب.
بعيدا عن الإعلام
ولم تنل معركة محمد مع سجانيه، حقها في التغطية الإعلامية، فكان بعيدا عن الإعلام، لتعمد سلطات الاحتلال ذلك، حيث كان يرقد في مستشفى في طبريا شمال فلسطين المحتلة.
كوثر شقيقة محمد انتقدت بشدة الإهمال الإعلامي له، وضعف الحراك المؤسساتي لمتابعة حالته، سيما وله سجل طبي، يقوي حجة المؤسسات الحقوقية في الدفاع عنه.
وتقول كوثر "كدت أصاب بالانهيار حين شاهدته لأول مرة بعد إضرابه عن الطعام؛ فهو معزول بشكل كامل عن العالم، ولم يسمع أحد بإضرابه إلا بعد أن دخل شهره الثاني، حيث تعمدت سلطات الاحتلال التكتم على إضرابه ونقله من السجن إلى مستشفى "مورما" بطبريا".
كوثر التي أخذت على عاتقها قضية الدفاع عن شقيقها في كافة المحافل بعدما نفضت يدها من تقصير المؤسسات وضعفها تشير إلى أن محمد لا يتكلم ولا يعبر إلا عن موقف واحد: مضرب حتى الشهادة أو الإفراج.
ويستعرض والد محمد جانبا من الحالة الصحية لنجله، مشيرا إلى أن محمد يتعاطى أدوية نفسية منذ صغره، وله ملف طبي كبير لدى مديرية الصحة النفسية في مدينة جنين، ولا يمارس حياته الطبيعية إلا بتعاطيه الأدوية، ولكنه لم يتعاطَ منها شيئا منذ اعتقاله.
ويضيف والده: هناك تحرك ضعيف وخجول لتفعيل قضية إضراب محمد، ونحن طالبنا مرارا وتكرارا بعرضه على لجنة طبية خاصة، تحدد حالته النفسية وتراجع سجله الطبي قبل كل شيء، ويجب على المؤسسات التحرك في هذا الاتجاه بشكل عاجل.
وحمّل سلطات الاحتلال المسئولية عن حياته في ظل عدم تعاطيه للأدوية واستمرار إضرابه عن الطعام، مؤكدا أن العائلة تعيش في حالة توتر دائم.
اعتقال ملتبِس
وقد وجهت نيابة الاحتلال تهمة محاولة طعن جنود صهاينة للشاب المهر، وهو ما تقول العائلة أنه تم في ظروف ملتبسة تتطلب إعادة التحقيق لمعاينتها.
وتقول شقيقته كوثر حول ذلك: "شقيقي اعتقل في 3-11-2015 على بعد 200 متر من معبر الجلمة، وادعت سلطات الاحتلال أنها عثرت على سكين بحوزته"، مشيرة إلى أن محمد لم يعتقل في منطقة الحاجز، وأن جنود الاحتلال هم من أوقفوه على شارع الناصرة وفتشوه، ثم اعتقلوه.
وأردفت: "ادّعوا أنهم عثروا معه على سكين فواكه، وعلى كوع بدائي، ونحن نشكك بكل ذلك، فبداية هو لم يعتقل عند المعبر، ولم يشهر أي شيء بوجه الجنود، هم يقولون أنهم فتشوه ووجدوها، وثالثا هو يمتلك ملف علاج نفسي، وهذا مثبت، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار".
وتقول إن محمد الذي كان يعمل مع والده في بيع الخضار يؤكد أنه لم يقم بأي شيء، ولم يشهر سكينا، ولم يصل منطقة الحاجز، واعتقل على بعد أكثر من 200 متر منه.
تكتّم الاحتلال جريمة
يشار إلى أنه لم يتم الكشف عن إضراب الأسير المهر إلا بعد "43" يوما، وهو ما عدّته الجهات الحقوقية جريمة بحق ذاتها؛ حيث عزلته سلطات الاحتلال في مستشفى طبريا دون أن تبلغ عائلته أو المؤسسات الحقوقية أو محاميه، وهذا منافٍ للقانون.
وتقول المحامية حنان الخطيب، وهي أول من زاره بعد إضرابه إن سلطات الاحتلال لم تبلغ ولم تكشف عن إضرابه، ونقلته إلى مستشفى في طبريا ليكون بعيدا عن الأنظار، مشيرة إلى أن جريمة حقيقية ترتكب بحقه؛ حيث إنه مقيد الأيدي والأرجل وكأنه مشبوح على تخت المستشفى، ويتم استفزازه والاستهتار بحياته على مدار الساعة.