المكتب الإعلامي - نابلس
حالة من الخوف والهوس دفعت قوات الاحتلال الصهيوني إلى تنفيذ عملية تفتيش لأنفاق تاريخية أو ما تسمى بقنوات الماء التاريخية أسفل حارات البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
وقد بثت القناة العبرية الثانية تقريراً يتحدث عن حالة الخوف التي يعيشها الاحتلال من المستقبل الذي قد تتحول له الضفة الغربية على وقع انتفاضة القدس التي يتوقع الاحتلال تصاعد وتيرتها، ما دفعه لتنفيذ عملية تفتيش وتفقد لأنفاق تاريخية يعود عمرها لـ 2000 عام، أسفل البلدة القديمة في مدنية نابلس، وكانت تعتبر بمثابة قنوات للمياه.
ويتحدث التقرير عن أن الدافع لدى قوات الاحتلال هو مسعاها لمحاربة المقاومة في الضفة، حيث قامت قوات من لواء جفعاتي باقتحام مجمعات الماء التي تعتبر مصادر المياه الأرضية التاريخية لمدينة نابلس، والتي تقع على عمق 20 مترا تحت سطح الأرض، هذه القنوات يقع عليها حي القصبة القديم في مدينة نابلس، والذي يعتبر حي تاريخي بامتياز.
السؤال الذي يطرح نفسه حسب ما أوردته القناة عبر معد التقرير، ما الذي ينوي الجيش فعله مع هذا التهديد الذي يظهر مع اشتداد وتيرة الأحداث في الضفة الغربية.
الجيش يواجه هذه المرة تحدي التاريخ في ظل خوفه من الوضع الأمني في الضفة، لذلك يسعى إلى محاربة الأنفاق التاريخية في مدينة نابلس.
ووفقا للتقرير فالجيش في اقتحامه قام وفي عتمة الليل بأخذ قياسات هذه القنوات، وفي وقت ما قبل الفجر، اقتحم مدرسة في الحي تقع تحتها هذه القنوات المائية القديمة.
ويقول "شاي بلفور"، قائد منطقة شمال الضفة: "نحاول تتبع أثر نابلس السفلية، هنا يوجد نابلس سفلية، يوجد مجموعة تمر بها كل ليلة، من أجل معرفة هذا الشيء، وكي نعرف نحن ما هي الأهمية العملية لهذا المكان، وعند الحاجة، نعرف ما الواجب عمله.
ويوضح الضابط أنهم ينزلون الى أي مكان تحت حي القصبة (أحد أحياء البلدة القديمة)، ونبحث عن كل القنوات التي تربط قنوات الماء الرومانية والتي يمر عبرها الماء، نحن ننزل كي نبحث عن أماكن الالتقاء. لنعرف عمليا الأماكن التي تشكل شبكات يمكن أن تستخدم من قبل المقاومين في حال التصعيد المحتمل.
ويرافق وحدة جيش الاحتلال بهذه الجولة "زيئيف ارليخ"، وهو عالم تاريخ صهيوني، حيث قال "أنا مهتم، وأريد أن أعرف ما هي هذه المنظومة الأرضية، هل هي معدة كقنوات مجاري أم قنوات لجمع الماء".
ويشير معد التقرير إلى أن هذا العالم المختص بالتاريخ والآثار يعمل في هذا المكان (تحت نابلس القديمة) منذ 40 سنة، وهو مصدر أصلي لهذا المكان يتم اصطحابه في عمليات كهذه.
ويسأل مراسل القناة الثانية "سجان شاي"، من وحدة جفعاتي: هل هذا بحث عن تاريخ أم أنه لدواع أمنية؟، فيجيب بالقول: هذا يتعلق بمن تسأل، نحن ننظر إلى هذا على أنه عمل أمنى، وفي النهاية يوجد هنا تاريخ كبير وكثير جداً.
ووفقا لمحرر الشؤون العبرية في احد وسائل الاعلام المحلية، فإن تقرير القناة العبرية الثانية يتضمن دلالات عدة، من بينها حالة الخوف والهوس لدى الاحتلال من إمكانية تكرار تجربة الأنفاق التي حفرتها المقاومة في قطاع غزة، وشكلت مفاجآت في المواجهات التي خاضتها مع الاحتلال.
أما الدلالة الأخرى، وفقا لمحرر الشؤون العبرية، فهي حالة الخوف من انتفاضة القدس التي دخلت شهرها الخامس على التوالي، واحتمالية تطور الأداء في المواجهة المقبلة وأخذها منحى العمل العسكري، من هنا يحاول الاحتلال الاستعداد لأي احتمالات ممكنة.