تاريخ النشر : 2010-06-24
المقدسي زيدان يواجه هدم بيته وحيداً
يصرُّ الحاجّ المقدسيّ زياد زيدان على التشبث ببيته واستعداده للموت تحت أنقاضه في حال أصرت القوات الهصيونية على هدمه، فهو حصيلة تعب وشقاء 40 عاما من العمل المضي في مهنة "العتالة".
منزل زيدان الذي شُيِّد في العام 1995 في حي البستان ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك أخطرته سلطات الاحتلال مؤخراً بالهدم بدعوى إنشائه على أرض "حديقة توراتية".
ويؤوي المنزل المهدد بالهدم الحاج زيدان وعائلته التي بدأت تكبر يوماً بعد يوم، إلا أن فرحته يبدو أنها لن تكتمل بفعل التغول الصهيوني الذي يريد منه التمتع بـ"حديقة توراتية" بعد أن يخرج من بيته إلى الشارع.
ضياع بعد شقاء
ويقول الحاج المكلوم: " كنت أسكن في منزل والدي وبعد عمل طويل تمكنت من شراء المنزل وكان عبارة عن غرفتين وملحق، وقمت ببناء إضافي على سطحه لتوسيعه، حتى يسعنا أنا وأبنائي، والآن البلدية تهددنا بهدم المنزل بالكامل".
وهذا المنزل واحد من بين 22 منزلا ستبدأ بلدية دولة الكيان بعد حصولها على موافقة نهائية من لجنة التنظيم والبناء بهدمها، استعدادا لهدم حي البستان الواقع وسط سلوان بالكامل.
زيدان الذي تسلم أول قرار بالهدم في العام 2005 وتراجعت البلدية حينها فجأة، مصدوم من القرار الجديد الذي أعقب تولي رئيس البلدية الجديد في العام 2009 مهامه، والذي هدد الأهالي بهدم منازلهم من جديد بحجة بناء المنازل على أراض تابعة لـ"حديقة توراتية".
ويقول: "من الغريب أن تتسلم إخطارا يهددك بهدم منزل لبناء متنزه وحدائق يقولون إنها لخدمتنا ولنتمكن من التنزه بها، لا أدري كيف يمكن أن تخدم إنسانا بهدم منزله لبناء متنزه ترفيهي له بعد أن تطرده بالشارع".
وعرض نواب يمينيون صهيونيون الأربعاء خدماتهم لمساعدة المستوطنين اليهود في حي سلوان جنوب البلدة القديمة من القدس المحتلة لإخلاء أهله المقدسيين بشتى الوسائل.
جاء ذلك في رسالة وجهها أحد عشر نائباً من أحزاب اليمين إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش ورئيس بلدية القدس المحتلة نير باركات.
وتعهد النواب في رسالتهم بمساعدة المغتصبون الصهاينة في الحي لإزاحة وتهجير المواطنين المقدسيين، بدعوى سكناهم في مبنى كان يعود لكنيس شيده يهود من اليمن.
ويسكن زيدان وزوجته وأبنائه التسعة في المنزل المهدد، وكما كل عائلات البستان، يرفض زيدان إخلاء المنزل تحت أي قوة وتهديد، ويقول: "لا يوجد لدينا حل سوى المقاومة، حضرنا السلاسل والأقفال وسنوصد أنفسنا ببيوتنا ولا نقبل الخروج منها وإن أرادوا إخراجنا فليقوموا بقتلنا ودفننا فيها، هذا أشرف لنا".
ولا تملك هذه العائلة المقدسية أيّ مكان آخر للجوء إليه في حال قامت البلدية بتنفيذ تهديدها، ويوضح رب الأسرة "لا مكان للجوء إليه، وقضية البستان ليست قضية منازل فقط، وإنما هي الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى وثباتنا في منازلنا يعنى الدفاع عن الأقصى، فهم يسعون لهدمه بعد تعريته من كافة جهاته".
وتساءل "كيف أنَّ قصَّة الحي الذي يسكنه لا تحرِّك الجميع للعمل على وقف تهديدات الاحتلال ضدها"، وقال: "نتحدث إلى الإعلام وشرحنا قصَّتنا والكلّ يعلم ما يجري هنا من ظلم، ولكن على ما يبدو "لا حياة لمن تنادي" فنحن لا نسمع ولا نرى سوى خطابات".