المجد الامنى
تكررت مشاهد هروب الجنود الصهاينة أمام الشبان الفلسطينيين الثائرين على الحواجز ونقاط الإحتكاك، مع فارق أن الجندي الصهيوني يكون دائما مدججاً بأنواع السلاح كافة، والشباب الفلسطيني لا يمتلكون إلا الحجر أو السكين على أكثر تقدير.
هذه المشاهد بُثت على الإعلام في أكثر من مناسبة خلال الانتفاضة، وعكست حقيقة الجندي الصهيوني الجبان الذي أحيط بهالة من الرعب والخوف طيلة الفترة السابقة، وقد صوره البعض بأنه أسطورة خارقة لا يمكن هزيمتها.
الشباب في الخليل والقدس، طاردوا هؤلاء الجنود في الشوارع وهم يهربون أمام شجاعة وبسالة الجيل الذي ارتبط في ذهنه مشهد العام الماضي في حيث وضع شباب غزة أقدامهم على رقاب هؤلاء الجنود في موقع "ناحال عوز" وقد نقلت هذه المشاهد بالصوت والصورة.
لشباب الخليل كان السبق والذين سطروا هذه المعاني وبالبث المباشر على وسائل الإعلام حيث هرب أمام أحدهم جندي وقام الشاب بملاحقته وطعنه وبرغم سلاحه فر أمامه هاربا كالفأر.
شاب آخر خلال مواجهات البيرة، فر من أمامه الجندي وهو يصوّب اليه حجراً بشكل محترف أظهر بسالة الشباب الفلسطيني من جهة وكسر أسطورة الجندي الذي لا يقهر ونقلت ذلك وسائل الإعلام الصهيوني.
هذه النماذج لا يشك أحد بأنها مقدمات لهروب هؤلاء الجنود من كل فلسطين وإلى الأبد، فجيش بهذه النفسية، لا يمكن أن يحسم نصرا في معاركه حتى ولو امتلك من الحصون والقوة ما تؤهله لذلك.
المعركة القائمة مع العدو الصهيوني هي معركة على الجيل، جيل فلسطيني جديد تربى على أصوات الصواريخ تتساقط على قلب تل الربيع وشاهد الجنود يفرون أمام بسالة ثلة من الشباب الذي لا يمتلك سلاحا إلا يديه، وجيل صهيوني جديد تربى على مشاهد الهرب والفرار.
بهذا يمكن التنبؤ بمستقبل المواجهة، أو رسم ملامح وسيناريوهات المعركة المقبلة، في ظل حالة الرعب السائدة في أوساط الصهاينة الذين بدءوا يستغربون تماما كما الشباب الفلسطيني، كيف استطاع مجموعة من الجبناء اقامة دولة للصهاينة على أرض فلسطين لو كان هناك فلسطينيون يتمتعون بهذه الروح التي يتمتع بها شباب انتفاضة القدس.