المكتب الاعلامي/ متابعة :
في زيارة خاصة قام بها صحفي من صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إلى أحد أهم المعسكرات والمواقع العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، يتحدث عن الكم الهائل من أطباق الاتصالات الفضائية والرادارات التي تعمد قيادة جيش الاحتلال إلى استخدامها بهدف توجيه قواتها البرية.
ووفقا للتقرير الذي نشرته الصحيفة مؤخرا، فإن هذه القاعدة العسكرية التي تقع في النقب الغربي تعتبر أبرز وأهم المواقع العسكرية القائمة على المتابعة التكنولوجية، والتي يطلقون عليها اسم "جيش السماء".
وتشير الصحيفة إلى أن الحرب الأخيرة في قطاع غزة صيف 2014 أطلق عليها الحرب الإلكترونية والشبكية الأولى في تاريخ الاحتلال، في ظل التقدم التكنولوجي الذي تجاوز نطاق الغلاف الجوي.
وتوضح الصحيفة، أن هذا النظام عبارة عن أجهزة متنقلة، ففي حادثة اختفاء المستوطن قبل ما يقارب الأسبوع في منطقة الخليل، استنفرت الوحدة الميدانية في الشاباك في لواء الوسط، حيث إنه وصلت معلومات تفيد باختفاء مستوطن لأسباب غير واضحة، بالقرب من الخليل.
وتضيف أنه في خلال دقائق تم نصب خيمة كبيرة بالقرب من مستوطنة "كريات أربع"، وفيها الأجهزة العملاقة والأطباق اللاقطة والشاشات الكبيرة، وخلال أقل من ساعة استلم قائد الوحدة "يريف بن عزرا" وضباط وحدته صورا من القمر الصناعي لسلسلة القرى الفلسطينية التي تحيط بالمنطقة، النتائج كانت مبهرة، حيث الصور واضحة وحادة، وتبين أن الملاحقة الاستخباراتية كانت ممتازة، وبالنسبة للجنود والضباط؛ فإن صور القمر الاصطناعي تعد أمراً مسلماً به.
واشتركت عدة وحدات مثل وحدة الهندسة ووحدة المدرعات ووحدة الجولاني في هذه التفتيشات وعملية التمشيط، والتي جرت في منطقة الخليل بحثا عن "اسرف نيف".
هذا التباهي بالتقدم، لم يجعل الصحيفة تغفل الإخفاقات التي يعاني منها جيش الاحتلال، وتقول إنه في الصيف الماضي كانت هناك نقلة نوعية لدى المقاومة في غزة بموضوع الإعلام والفضائيات والاختراق الإلكتروني الذي سدد ضربة في الخاصرة، حيث إنه تم تعريف تلك الحرب بالحرب "الفضائية الإلكترونية الأولى التي تخوضها إسرائيل".
وتنتقل الصحيفة في تقريرها من الحديث عن القاعدة الاستراتيجية في النقب إلى أقصى الشمال، حيث مركز تواجد القيادة العليا، مروراً بقادة الوحدات في غزة وحتى وحدة البحرية 13، هذه الوحدات التي كانت تنفذ عمليات بعيدة عن الحدود ولا يصلها البث اللاسلكي أو ما يسمى موجات الراديو، أصبحت تستعين بالرادارات المتصلة بالأقمار الاصطناعية في نقل المعلومات والتوجيهات الميدانية.
وتشير الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال قام في الأربع سنوات الأخيرة بزيادة معدل عملياته التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية بنسبة أكثر من 100%، من خلال تأجير مساحات للأقمار الاصطناعية المستخدمة في المصالح التجارية، فكما أنه لكل شي جيد هناك علة، فإن موضوع التواصل عبر الأقمار الاصطناعية وبث الصور الحية له مشاكل تواجهه غير المشاكل المتعلقة بالجيش أو المشاكل المتعلقة بالميزانية.
وهناك تحديان مركزيان يواجهان العمل في مجال الأقمار الاصطناعية، الأول يتعلق بطول المسافة والمجالات التي يتم عبرها التقاط الصور الجوية، أما التحدي الثاني فيدور حول تحديد الذبذبات، وهذا الأمر تديره وزارة الاتصالات الصهيونية حيث تقوم هي بتوزيعها، هذا الأمر يتطلب من القيادة جدولة الأهداف والأولويات، وفقا لتقرير الصحيفة.
وتوضح الصحيفة إلى أن هناك قرارا لدى قسم التجسس في جيش الاحتلال، بتزويد كل قائد حتى وإن كانت رتبته متدنية بلاقط أقمار اصطناعية، كما سبق وزودوا كل كتيبة في الجيش بمنظومة السيطرة ومراقبة الاتصالات.
وتشير إلى أنه وفي أثناء الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014، فإن جزءا من ضباط الجيش كان بحوزته هذه المعدات.
وتدعي الصحيفة أنه خلال الحرب الأخيرة على غزة ساعدت هذه المعدات على استكشاف أرض المعركة، حيث إن الأطباق اللاقطة وضعت على الجيبات العسكرية وناقلات الجند، واستخدمت في نقل المعلومات والصور الحية والأصوات، ومن خصائصها أنها أيضا يمكن للجندي أن يحملها على ظهره، فهي تزن 13 كيلو وتتعامل مع القواعد في نقل المعلومات الاستخباراتية.
وأوضح رئيس قسم التجسس أنه سيتم إدراج هذا المخطط في قائمة المخططات السنوية، وأننا سنشهد تغيرا ملحوظا في الساحة، حيث إنها ستمنح الضابط في ساحة المواجهة الاستقلالية في المراقبة والاستطلاع دون اللزوم للرجوع إلى القيادة في وزارة الجيش.