المكتب الإعلامي - وكالات
ما زالت قوات الاحتلال تمارس سياسة الاعتقال التعسفي بحق الأطفال الفلسطينيين والتي ارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة وما يصاحبها من ممارسة أبشع أنواع إرهاب الدولة المنظم والتعذيب وإصدار أحكام ظالمة بحقهم وتكبيدهم لغرامات مالية كبيرة وإذلالهم ومعاملتهم كأشخاص بالغين ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي تحمي الأطفال وتمنحهم الحماية وفقا للقانون الدولي والإنساني.
وباتت ظاهرة اعتقال الأطفال أمرا مقلقا للفلسطينيين، خاصة بعد ارتفاع وتيرتها وما يصاحبها من عمليات اقتحام لعشرات الآليات العسكرية ومئات الجنود المدججين بالأسلحة والكلاب البوليسية بهدف اعتقال طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره .
ممارسات الاحتلال الممنهجة بحق الأطفال المستمرة كان آخرها اعتقال الطفل حمزة أبو هاشم (16عاما) وإصدار حكم عليه بالسجن لمدة عشرة شهور وتكليفه بغرامة مالية، ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية التي تنادي بضرورة حماية الأطفال ورعايتهم.
ويقبع 300 طفل فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عاما خلف القضبان في ثلاثة سجون صهيونية هي مجدو وعوفر وهشارون، ولا تزال إدانات المنظمات الحقوقية تكشف سجل انتهاكات المحتل ولا تزال (إسرائيل) تواصل ممارساتها وتفرض عليهم أشد العقوبات الجماعية والفردية وتعرضهم لأقسى أنواع التعذيب والمعاملات اللاإنسانيه، بل ارتفعت منذ منتصف العام الماضي حصيلة ما ترتكبه تجاه الأطفال.
وشهد العام الماضي 400 حالة اعتقال لأطفال دون سن الـ (18 عاماً)، بمتوسط 33 حالة شهرياً، حيث سجلت مدينة القدس أعلى معدلات اعتقال للأطفال مقارنة مع مدن الضفة الغربية، حسب تقرير صدر مؤخراً عن وزارة الأسرى والمحررين.
جرائم حرب
رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدوره فارس أكد أن استمرار اعتقال الأطفال القاصرين بشكل منهجي وملاحقة طفولتهم واستخدام القمع والتعذيب والتنكيل بحقهم هو انتهاك وإهانه للعدالة الإنسانية، مشدداً على أن سلوكيات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة ضد القاصرين على مدار عقود، كلها تحمل معاني جرائم حرب وخارجة عن نصوص القانون الدولي الذي يندد باعتقالهم.
واعتبر فارس في حديثه أن كل ما تصدره المحكمة "الإسرائيلية" من أحكام بحق الأسرى وخاصة الأطفال يتم بشكل متعمد، وهو بمثابة قرارات جائرة وباطلة؛ لأنها لا تستند لأي معيار من معايير القوانين الدولية التي تنادي بضرورة حمايتهم .
وقال "فارس" إن إصدار المحكمة "الإسرائيلية" حكما على الطفل حمزة أبو هاشم (16عاما) بالسجن لمدة عشرة أشهر وفرض غرامة مالية عليه، يدلل على حجم العداء الكبير الذي تكنه للفلسطينيين سواء كانوا كبارا أو صغارا".
وأضاف فارس: " الأسرى الأطفال ظروف اعتقالهم تماثل الأسرى البالغين، حيث تتم بطريقة وحشية وذلك من خلال الاعتداء الجسدي عليهم، واستخدام الاحتلال لشتي وسائل التعذيب كالماء البارد والعصا الكهربائية ضدهم،فضلا عن عدم توفر ظروف الرعاية الصحية والنفسية لهم داخل السجون ".
وطالب فارس جميع المؤسسات الدولية والحقوقية بضرورة الضغط على (إسرائيل) من أجل إنهاء ملف اعتقال الأطفال، وتوفير أبسط الحقوق لهم داخل السجون وإلغاء محكوميات البعض منهم كالطفل الأسير أبو هاشم .
وكان آخر ما جوبهت به (إسرائيل) من إدانات جاء من تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الذي تحدث عن أن سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال لا يزال مستمرا، بينما اعتبرت (إسرائيل) التقرير غير محايد.
كما كشف ممثل الأسرى الأشبال في سجن "هشارون" الأسير أمين زيادة بأن حالات الاعتداء على الأسرى القاصرين أثناء عملية نقلهم إلى السّجون في ازدياد مستمرّ.
وحشية الاحتلال
من جهته، اعتبر منسق أعمال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في الضفة الغربية والناشط الحقوقي سميح محسن استخدام (إسرائيل) وسائل الترهيب المختلفة أثناء اعتقالها للأطفال سواء كان بمداهمة بيوتهم في ساعات الفجر الأولى بشكل عنيف واستخدام الكلاب البوليسة وضربهم بشكل مبرح والتنكيل بهم، يدلل على مدى الوحشية التي تتعامل بها سلطات الاحتلال مع الأطفال.
وقال محسن في حديثه "القانون الذي تحكم به سلطات الاحتلال عفا عليه الزمن وجاء من أجل خدمه أهدافها، فهو من عصر الانتداب البريطاني، لذلك لا تستطيع المؤسسات الحقوقية الدولية إنصاف الفلسطينيين دائما " .
وأشار إلى أن توجيه السلاح ضد الأطفال الذين يشاركون في الاحتجاجات السلمية من أخطر أنواع الانتهاكات، ويعبر عن مدى الاستهداف المباشر لهم والانتهاك الصارخ لحقهم في التعبير عن آرائهم .
سياسة ومنهج
بدورها، محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين هبة مصالحة، قالت، "إن تعذيب الأسرى الأطفال والتنكيل بهم تحولت إلى سياسة ومنهج معتمد من قبل حكومة الاحتلال، وإن أغلب الأسرى الأطفال تعرضوا للضرب المبرح والتنكيل خلال اعتقالهم واستجوابهم.
ونقلت المحامية عن الفتى فادي فواز السلايمة (16 عامًا) من القدس المحتلة، أنه تعرض للضرب في جميع أنحاء جسده، على يد عناصر الاحتلال عند اعتقاله، مستخدمين أيديهم وأرجلهم والبنادق والعصي، ما أدى لإصابته بجروح وكدمات وسقوطه على الأرض حتى لم يعد قادرًا على الوقوف.
ويروي الأسرى الأطفال المحررون تجارب سيئة من التنكيل الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له، مما يترك آثارا ترافق الطفل من أبرزها ما اصطلح عليه "فوبيا الاعتقال".
وتؤكد مؤسسات حقوقية وأخرى تعنى بشؤون الأسرى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس التعذيب بحق الأطفال الأسرى منذ لحظة اعتقالهم، مرورا بعملية التحقيق وانتهاء بالمعاملة السيئة في السجن واحتجازهم مع معتقلين جنائيين إسرائيليين والاعتداء عليهم