المكتب الإعلامي - وكالات
عام 2014 كان محفوفًا بالمخاطر وحافلًا بالأحداث والانتهاكات الإسرائيلية التي تصاعدت حدتها بحق مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك ورواده، في المقابل سطر المقدسيون أروع أنواع الصمود والتحدي في مواجهة تلك الانتهاكات، وتشبثوا في مدينتهم ومسجدهم، رافضين كل محاولات إذلالهم وتهجيرهم.
وشهد هذا العام تصعيدًا كبيرًا في وتيرة استهداف الاحتلال للأقصى وإغلاقه أمام المصلين، وفتحه للمستوطنين ولشخصيات سياسية، بالإضافة إلى حملة الاعتقالات والإبعادات عنه، ناهيك عن استشهاد 15مقدسيًا، واعتقال نحو 2100، وهدم 113 منزلًا ومنشأة، وتوزيع مئات أوامر الهدم الإدارية لمنازل ومنشآت أخرى بالمدينة.
وشنت حكومة الاحتلال هجمة استيطانية شرسة في القدس بـ 2014، إذ بلغ عدد الوحدات الاستيطانية التي صدرت عطاءات لبنائها حوالي (15618)، بحسب دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير.
وفي المقابل، شهدت القدس عدة عمليات فدائية فردية، أدت لمقتل وإصابة العشرات من الإسرائيليين، وجاءت كردة فعل طبيعية على ممارسات الاحتلال.
أحداث ساخنة
ويرى رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن 2014 كان عامًا قاسيًا شديدًا حافلًا بالأحداث الساخنة في القدس والأقصى، بسبب الإجراءات العنصرية التي أصدرتها حكومة بنيامين نتنياهو.
و"نتيجة للضغط الذي فرضه الاحتلال على أهالي المدينة- ويتابع الشيخ عكرمة صبري تولد الانفجار والاحتقان، ووقعت العمليات الاستشهادية، وكان أكثر الأعوام عددًا في سقوط الشهداء".
ويضيف أن هذا ما أدى إلى تراجع الاحتلال عن تجاوزاته بالمدينة، واستقالة حكومة نتنياهو وحُل الكنيست، وقد فشل الاحتلال في فرض واقع جديد بالأقصى، ولم يتمكن من تنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني فيه، وفشل أيضًا في تشريع القوانين التي تهدف للسيطرة على المسجد.
وعن توقعاته لعام 2015، لم يُبد صبري تفاؤلًا حيال تغيير الوضع بالمدينة للأفضل خلال العام المقبل، بل توقع أن يكون أشد قسوة من 2014، لأن الملامح تشير إلى عودة نتنياهو واليهود المتطرفين إلى سدة الحكم مرة أخرى.
تصاعد خطير
"2014 عام مُر على القدس والأقصى"، هكذا وصف المختص في شؤون القدس جمال عمرو الأحداث التي مرت بها المدينة خلال هذا العام الذي شهد تصاعدًا خطيرًا في ممارسات الاحتلال، واكتسب منحى خطير وجديد.
ويقول عمرو إن الاحتلال في 2014 شن هجومًا شرسًا على المدينة والأقصى تمثل في الاقتحامات والاعتقالات، وكذلك الاعتداء على النساء، وجريمة حرق الفتى محمد أبو خضير في حدث غير مسبوق.
والأخطر من ذلك، اقتحام شرطة الاحتلال بالأحذية المصلى القبلي وتدمير أثاثه واشتعال النيران في أجزاء منه، لأول مرة منذ احتلال القدس، بالإضافة للسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى، واعتلاء صحن قبة الصخرة، وشرب الخمر.
ويضيف "شهدنا بـ 2014 تدهورًا كبيرًا للغاية في حقوق الإنسان المقدسي، وانتهاكًا للكرامة الإسلامية والعربية في المدينة، وسط صمت وتواطؤ عربي وإسلامي وتخاذل منقطع النظير إزاء ما يجري".
و"شهد أيضًا انحدارًا وانحطاطًا بواقع القدس بشكل غير مسبوق لم نعهده من قبل، وبتنا أمام استباحة شاملة لكل المحرمات بالمدينة". وفق عمرو
وبالرغم من الانتهاكات، إلا أن المقدسيين لم ولن يفرطوا في كرامتهم ومدينتهم مهما حدث، ويشدد عمرو على أن المسجد الأقصى سيقود المرحلة القادمة بكاملها، وسيقود الأمة العربية والإسلامية وسيوحدها في خندق واحد.
وعن توقعاته لعام 2015، يؤكد أن العام المقبل سيشهد مرحلة انتقام شديدة القسوة على القدس والأقصى، ومزيدًا من الإجراءات العقابية، والانتهاكات للأقصى، نظرًا لأن النظام العربي الرسمي فتح المجال لحكومة الاحتلال للفتك بالأقصى والمدينة.
القادم أسوأ
وتعرض الأقصى بـ2014 لانتهاكات غير مسبوقة في حدتها، وكانت هناك محاولات حثيثة من قبل "منظمات الهيكل المزعوم" والاحتلال لتطبيق مخططات عنصرية، على رأسها محاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني فيه. كما يقول مدير مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات سابقًا حكمت نعامنة
ويوضح أن أخطر الانتهاكات بحق الأقصى كان إغلاق جميع أبوابه طيلة يوم كامل، وذلك عقب إطلاق النار على المتطرف "يهودا غليك"، بالإضافة إلى إغلاق مؤسسات راعية للمشاريع الإحيائية بالأقصى، كمؤسسة عمارة الأقصى.
ولكن ما ميز هذا العام، هو أنه رغم تصعيدات الاحتلال غير المسبوقة بحق الأقصى والمصلين، إلا أنه شهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد المشاركين بالمشاريع الإحيائية، وزيادة في أعداد الزوار يوميًا.
وهذا بحسب نعامنة، يشير إلى الالتفاف الفلسطيني حول مسجدهم دون اكتراث لسياسات التضييق التي ينتهجها الاحتلال، وكذلك شاهدنا تكثيفًا في تغطية وسائل الإعلام بعد أن عانت قضية الأقصى من تعتيم مستهجن.
ورغم كثافة الأحداث، إلا أن الفلسطينيين نجحوا في إحباط مخططات الاحتلال بفضل عزيمتهم وإصرارهم على حقهم الخالص في الأقصى، ولكن لا يعني أن الاحتلال سيتوقف عن محاولاته، بل هو ماضٍ فيها، ونتوقع أن تكون أكثر حدة، وفي المقابل سيقابلها الفلسطينيون بعزيمة أشد وإصرار أقوى. يؤكد نعامنة.