المكتب الإعلامي-وكالات
يوم 2 يوليو/تموز 2014 يوما فارقا في حياة القدس والمقدسيين، ففيه اختطف عدد من المستوطنين الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير (16 عاما) واقتادوه إلى أحراش قريبة وعذبوه ثم قتلوه ومثلوا بجثته.
وكانت هذه الحادثة بمثابة الشرارة التي أوقدت نار الانتفاضة في القدس المحتلة، غذتها اقتحامات استفزازية لمجموعات من المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى، دفعت الفلسطينيين إلى الدخول في مواجهات معهم ومع التعزيزات الأمنية المرافقة لهم.
وشيئا فشيئا اتسعت المواجهات في القدس لتشمل معظم أحيائها الواقعة داخل الجدار العازل، ثم امتدت إلى الأحياء التي عزلها الجدار خارج القدس وبعض مدن الضفة والداخل الفلسطيني، وتصاعدت إلى سلسلة من عمليات الدهس والطعن والقتل المتبادلة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال ومستوطنيه.
يوم مفصلي
مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري اعتبر بحديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "استشهاد الطفل محمد أبو خضير يوما فاصلا في تاريخ المقدسيين، فما قبل أبو خضير ليس كما بعده، حيث شكل علامة فارقة فجرت احتقانا لم يتوقعه الاحتلال" .
ويضيف: "المتابع للأوضاع بالقدس لم يتفاجأ بما حدث، فالمشهد كان مهيئا للانفجار في أي لحظة، بسبب حالة الاحتقان الشعبي، موضحا أن اغتيال أبو خضير أدى إلى ثورة شعبية، ولم يتبق منطقة في القدس إلا واندلعت بها مواجهات عنيفة ويومية".
وقال الحموري منذ شهر أيلول الماضي، تعيش مدينة القدس هبة جماهيرية، ولكنها لم ترتق لانتفاضة، مستدركا أن حالة الاحتقان لم تنخمد، وفي أي وقت مهيئة للانفجار بشكل واسع يرتقي لمستوى انتفاضة".
وتوقع الحموري أن تلتهب مدينة القدس في العام (2015)، في حديثه عن سيناريوهات العام القادم، وتابع بالقول: "حكومة الاحتلال المقبلة ستكون أشد تطرفا وعنفاً على المقدسيين من الحكومة السابقة وستفرض عقوبات وإجراءات تعسفية على المقدسيين بشكل أكبر".
كما توقع استمرار التضييق على المقدسيين، فالاحتلال يسعى إلى تفجير القنبلة الديموغرافية، بحيث يصبح الوجود العربي في مدينة القدس يمثل أقلية، بحسب الحموري.
ويتفق الكاتب والصحفي راسم عبيدات مع الحموري، بأن استشهاد الفتى أبو خضير، يعتبر نقطة تحول في تاريخ المقدسيين، معتبرا أن توقيت انتفاضتهم منع عملية التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، وجعل الاحتلال يعيد حساباته.
واستعرض عبيدات في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، الشهداء الذين ارتقوا بالقدس في العام (2014) وهم، محمد أبو خضير، محمد جعابيصن، ومحمد سنقرط، وعبد الرحمن الشلودي، وإبراهيم العكاري، ومعتز حجازي، ويوسف الرمذين، وعدي وغسان أبو جمل.
ويرى عبيدات أن عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار في القدس ردود فعل فردية طبيعية، موضحا أن غياب التنظيم وازدياد التنسيق الأمني بين قيادة السلطة وحكومة الاحتلال أطفأ ولو جزءا بسيطا من الهبة الجماهيرية بالقدس والضفة.
وشهد العام 2014، عمليات مقاومة امتازت ببصمات خاصة سواء بمدينة القدس المحتلة التي كانت جزءا من هبة المقدسيين تجاه ما يتعرض له المسجد الأقصى، أو في مدن الضفة أو الداخل المحتل عام48، ففي (12حزيران) - أسرت المقاومة ثلاثة مستوطنين قرب مستوطنة (غوش عتصيون) بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، واتهم الاحتلال الصهيوني بهذه العملية ثلاثة فلسطينيين، قال إنهم ينتمون لحركة حماس، وهم حسام القواسمي، ومروان القواسمي، وعامر أبو عيشة، قبل أن تعتقل حسام وتغتال الاثنين الآخرين بوقت لاحق.
وفي (2 تموز) - خطف مستوطنون صهاينة الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير(16عاما) من أمام منزله في بلدة شعفاط بالقدس المحتلة، قبل قتله بإحراق جسده، وهو ما أشعل فتيل هبة المقدسيين وغضبهم تجاه ممارسات الاحتلال ومستوطنيه.
وفي (7 تموز) - شنت قوات الاحتلال عدوانا واسعا على قطاع غزة، استمر(51) يوما، وأسفر عن استشهاد (2190) فلسطينيا، وإصابة أكثر من (11) ألفا آخرين، فيما سجلت المقاومة الفلسطينية انتصارها التاريخي على الاحتلال من خلال عمليات نوعية ومقاومة شهد لها الجميع، في ظل صمود أهالي قطاع غزة.
أما يوم (4 آب) - فقد كان فاتحة لنوع جديد من عمليات المقاومة بالقدس المحتلة، إذ نفذ محمد الجعابيص ما يطلق عليها عملية "الجرافة" في القدس المحتلة، عندما هاجم حافلة صهيونية بجرافته، ليقتل صهيونيا ويصيب (5) آخرين، ويرتقي شهيدا. وفي (22 تشرين أول) - نفذ الشاب المقدسي عبد الرحمن الشلودي عملية دهس بالقدس نتج عنها قتيل وعدة إصابات، قبل أن يرتقي شهيدا.
فيما مثل يوم (28 تشرين أول) - منحى جديدا للعمليات المقاومة الفردية، والتي تمثلت في إطلاق الشاب المقدسي معتز حجازي النار على الحاخام المتطرف الناشط باقتحام الأقصى يهودا غليك، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، قبل أن تقدم الشرطة الصهيونية على تصفية حجازي في اليوم التالي.
وفي (5 تشرين ثاني) - مقتل صهيونيين وإصابة (12) آخرين، في عملية دهس نفذها المقدسي إبراهيم العكاري في منطقة الشيخ جراح بالقدس، قبل أن يرتقي شهيدا بوقت لاحق.
وفي يوم (10 تشرين ثاني) - أسفرت عملية طعن عن مقتل جندي صهيوني، في عملية نفذها الشاب نور الدين أبو حاشية من مدينة نابلس، قبل أن تعتقله الشرطة الصهيونية. فيما قام الشاب الفلسطيني ماهر الهشلمون يوم (10 تشرين ثاني) بطعن (3) صهاينة في مستوطنة (ألون شوفوت) في الخليل، ما أسفر عن مقتل مستوطنة واعتقال الهشلمون.
وفي يوم (16 تشرين ثاني) - إصابة صهيوني بجراح متوسطه بعد طعنه بآلة حادة على يد فلسطيني، في شارع السلطان سليمان بالقدس، قبل فرار المنفذ.
وتمكن الشابان غسان وعدي أبو جمل في (18 تشرين ثاني)- من قتل أربعة حاخامات وجرح (6) آخرين في هجوم على كنيس يهودي بالسكاكين والبلطات بالقدس المحتلة.قبل أن يرتقيا شهداء.