تاريخ النشر : 2009-07-13
فضل عشر ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم
فضل عشر ذي الحجة
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله نبينا محمد وعلي أله وصحبه أجمعين،،
وبعد...
روي البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام "يعني أيام العشر" قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلـك بشيء).
وروي الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي اله عليه وسلم قال :(ما من أيام أعظم ولا أحب إلي الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)وروي ابن حبان رحمه الله في صحيحة عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي اله عليه وسلم قال:(أفضل الأيام يوم عرفه).
أنواع العمل في هذه العشر:
الأول:أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل، ويدل علي فضله عدة أحاديث منها قوله صلي الله عليه وسلم : (العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) وغيرة من الأحاديـث الصحيحة.
الثاني:صيام هذه الأيام أو ما تيسر منها وبالأخص يوم عرفه ولا شك أن جنس الصيام من أفضل الأعمال وهو مما اصطفاه الله لنفسه، كما في الحديث القسي: (الصوم لي وأنا أجزي به، انه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله، إلا باعد لله بذلك اليوم وجهه عن لنار سبعين خريفا) متفق عليه. "أي مسيرة سبعين عاما"، وروي مسلم رحمه الله عن أبي قتادة عن النبي صلي الله عليه وسلم انه قال:(صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده).
الثالث: التكبير والذكر في هذه الأيام، لقوله تعالي: ( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) وقد فسرت بأنها أيام العشر، وستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن أحمد رحمه الله وفيه: ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) وذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر وعن أبي هريرة رضي الله عنهم انهما كانا يخرجان إلي السوق في العشر، فيكبرون يكبر الناس بتكبيرهم. وروي إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمه الله عليهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد. ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطريق والمساجد وغيرها، لقوله تعالي: (ولتكبروا الله على ما هداكم) ولا يجوز التكبير الجماعي وهو الذي يجتمع فيه جماعه علي التلفظ بصوت واحد، حيث لم ينقل ذلك عن السلف وإنما السنة أن يكبر كل واحد بمفرده، وهذا في جميع الأذكار والأدعية إلا أن يكون جاهلا فله أن يلقن من غيرة حتى يتعلم، ويجوز الذكر بما تيسر من أنواع التكبير والتحميد والتسبيح، وسائر الأدعية المشروعة.
الرابع: التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب، حتى يترتب علي الأعمال المغفرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ) متفق عليه.
الخامس: كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك فإنها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام، فالعمل فيها وان كان مفضولاً فأنه أفضل وأحب إلي الله من العمل في غيرها وان كان فاضلا حتى الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال إلا من عقر جوداه وأهريق دمه.
السادس: يشرع في هذه الأيام التكبير المطلق في جميع الأوقات من ليل أو نهار إلى صلاة العيد ويشرع التكبير المقيد وهو الذي بعد الصلوات المكتوبة التي تصلى في الجماعة، ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة، وللحاج من ظهر يوم النحر، ويستمر إلى صلاة العصر من أخر أيام التشريق.
السابع: تشرع الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق وهو سنة أبينا إبراهيم عليه السلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم (وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما) متفق عليه.
الثامن: روى مسلم رحمه الله وغيره عن أم سلمة رحمها الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره) وفي رواية (فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي). ولعل ذلك تشبهاً بمن يسوق الهدي فقد قال تعالى(ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله)، وهذا النهي ظاهرة انه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه، ولا بأس بغسل الرأس ودلكه ولو سقط منه شيء من الشعر.
التاسع: على المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلي وحضور الخطبة والاستفادة. وعليه معرفة الحكمة من شرعية هذا العيد وانه يوم شكر وعمل وبر فلا يجعله يوم أشر وبطر ولا يجعله موسم معصية وتوسع المحرمات كالأغاني والملاهي والمسكرات ونحوها مما قد يكون سبباً لحبوط الأعمال الصالحة التي عملها في أيام العشر.
العاشر: بعد ما مر بنا ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه الأيام بطاعة الله وذكره وشكره والقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات واستغلال هذه المواسم والتعرض لنفحات الله ليحوز على رضا مولاه.
والله أكبر،، والعزة لله ورسوله والمؤمنين،،
والله أكبر،، والنصر حليف المجاهدين،،