تاريخ النشر : 2014-10-03
فضائل يوم عرفة ويوم النحر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد ,إخوة الإيمان: إليكم وقفات سريعة موجزة مع آداب وأَحكام عيد الأضحى المبارك , أولا يُسن الاغتسال والتطيب.ولبس أَحسن الثياب لأن الله يباهي بالمصلين للعيد ملائكته.ثانيا يُسن التكبير و التبكير إلى صلاة العيد يقول تعالى :فاستبقو الخيرات.والعيد من أَعظم الخيرات والقربات قال البخاري(رحمه الله)باب التبكير إلى العيد ثم ساق حديث البراء (ض) قال:خطبنا رسول الله (ص) يوم النحر فقال:إن أَول ما نبدأُبه في يومنا هذا أَن نصلي ثم نرجع فننحر..قال الحافظ:هو دال على أَنه لا ينبغي الإشتغال في صباح يوم العيد بشيء غير التأَهب للصلاة والخروج إليها .ومِنْ لازمِهِ أَن لا يُفعل شيء قبلهاغَيْرُهَا :فاقتضى ذالك التبكير إليها(فتح الباري ج2 ص350 ) ثم بعد الصلاة إخوة الإيمان الرجوع إلى البيت مع تغيير الطريق ليُثاب المرءُ على الصلاة وعلى الذهاب إليها والإياب! ثم يستعد المرء للذبح. بنية الذبح: للحديث المتفق عليه أَن الرسول (ص) قال: من ذبح قبل الصلاة فإنما يَذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة والخطبة فقد أَتم نُسُكَه وأَصاب السنة !ويُسن لمن يُحسن الذبحَ أَ ن يَذ بَحَ أُضحيته بيده ويقول:بسم الله والله أَكبر اللهم هذا منك ولك فتقبله مني ويسمي نفسه أَومن أَنابه تأَسيا بالرسول (ص) لأَنه ذبح بيده كبشين أَملحين أَقرنين وسمى وكبر ووقت الذبح من بعد صلاة العيد إلى نهاية أَيام التشريق لقوله (ص) في الحديث الذي رواه أَحمد وصححه الأَلباني في( السلسلة) أَن الرسول (ص) قال:كل أَيام التشريق ذبح: واعلمو أَيها الإخوة الكرام أَن بَذل المال في شراء الأُضحية خيرمن التصدق بثمنها بل التصدق بالمال لايغني عن الأُضحية ولايصح للإنسان أَن يُرسل أُضحيته إلى بلدآخر.حتى لايفوته الأَكل منها لأَنه واجب و الأُضحية شعيرة من شعائر الله العظيمة. وواجبة بالكتاب والسنة يقول الله تعالى:فصل لربك وانحر. والسنة هي أَن الرسول (ص) ضحى وسمى وكبر ولم يترك الأُضحية من هجرته إلى أَن توفاه الله تعالى فهي سنة إبراهيم الخليل عليه السلام وسنة الرسول محمد (ص) وفضل ذبح الأُضحية عظيم عند الله تعالى بكل شعرة حسنة ! قيل للرسول(ص) ما هذه الأضاحي ؟ قال:سنة أَبيكم إبراهيم قيل :ما لنا فيها ؟ قال:بكل شعرة حسنة قالو :والصوف؟ قال:بكل شعرة من الصوف حسنة بل قد رغب فيها الرسول بقوله (ص) ما عمل بن آدم يوم النحر عملا أَحب إلى الله من إراقة الدم وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأَظلافها وأَشعارها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أَن يقع على الأَرض !فطيبو بها نفسا وذالك كناية عن سرعة قبولها , وليس المقصود منها مجرد اللحم الذي يؤكل ويفرق كما يزعم البعض , بل المقصود من الأضحية ماتتظمنه من تعظيم الله عز وجل بالذبح له وذكر اسمه عليها . وفي سَنة من السنين أصابت الناس مجاعة وقت الأضحية ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بترك الأضحية وصرف ثمنها الى المحتاجين بل أقرهم على ذبحها وذبح هو صلى الله عليه وسلم أيضا لكنه أمرهم عليه السلام بتوزيع اللحم , فقال (ص) : من ضحى فلا يصبحن بعد ثالِثة في بيته شيء من لحم أضحيته . فلما كان العام المقبل قالوا يارسول الله : أنفعل مثل مافعلنا في السنة الماضية ؟ قال: لا . فإن السنة الماضية كان بالناس جَهْــدٌ فأردت أَن تُعينو فيها (رواه البخاري ومسلم) إخوة الإيمان . الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة. وعلامة التقوى . ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب وقال تعالى:لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم … فبادر أخي المسلم الى القيام بهذه الشعيرة العظيمة ولاتكن من المحرومين من ثوابها كالذين يُنفقون الكثير ويذبحون الذبائح طوال العام , ثم إذا أتى العيد تكاسلوا وتهاونو وبدأ كل واحد يعتذر بما يمليه عليه هواه وأَطعمو منها كما أَمر الله: فكلو منها وأَطعمو القانع والمعتر , وكما كان يفعل رسوله (ص) ولا تنسو جيرانكم مسلمين كانو أَو كافرين فإن الله قد أَوصى بهم في كتابه بقوله تعالى: والجارذي القربى والجار الجنب .. الآية . وفي سنن الترمذي عن مجاهد أَن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ذُبحت له شاة في أهله , فلما جاء قال : أهديتم لجارنا اليهودي ؟ أهديتم لجارنا اليهودي ؟ أهديتم لجارنا اليهودي ؟ وفي رواية : قال لأهله : إذا طبختم مرقة فأكثرو ماءها وتعاهدوا جارنا اليهودي فإني سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (والعهد به قريب) مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ! . فلهؤلاء الذين نسكن معهم حقوق الجوار , لقوله تعالى : لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ….(8 : الممتحنة) اللهم وفقنا لإحياء سنة الرسول في الأعياد وغيرها وأعد علينا ياربنا هذا اليوم أعواما عديدة وأزمنة مديدة .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن والحمد لله رب العالمــــيـــن