تاريخ النشر : 2013-06-29
فشل كيري في سورية فذهب لرام الله
كتبت صحيفة القدس العربي جون كيري وزير الخارجية الامريكي يزور الاراضي الفلسطينية المحتلة للمرة الخامسة، ويجري محادثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من اجل استئناف المفاوضات.عندما تتعثر الجهود الامريكية على جبهات عربية اخرى مثل ملف الازمة السورية مثلا يتجه المسؤولون الامريكيون الى الملف الفلسطيني للايحاء للعرب، او من ظل يهتم منهم بالقضية الفلسطينية، بانهم جادون في ايجاد تسوية سلمية.المستر كيري زار المنطقة العربية عدة مرات قبل ان يتولى منصبه الحالي، والتقى العديد من المسؤولين وغير المسؤولين العرب، على هامش مؤتمرات سياسية شارك فيها كمتحدث او كضيف، مما يعني انه ملم بكل التفاصيل ولهذا لا يحتاج الى جولات استطلاعية للتعرف على الحقائق.المشكلة الرئيسية التي فجرت عملية السلام هي المستوطنات الاسرائيلية التي تنتشر في الارض الفلسطينية مثل النار في الهشيم وتدعم التوسع فيها حكومة هي الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل.في كل مرة يزور فيها مسؤول امريكي كبير الاراضي الفلسطينية المحتلة تتعمد الحكومة الاسرائيلية الاعلان عن خطط جديدة لبناء وحدات سكنية لتوطين المزيد من المستوطنين خاصة في المستوطنات المحيطة بالمدينة المقدسة، بهدف ارسال رسالة واضحة تقول انها لن تقبل اي شروط بوقف الاستيطان.وزير الخارجية الامريكي كيري اختصر الطريق واقتنع بوجهة النظر الاسرائيلية مبكرا، ولم يعد يعير اي اهتمام او اعتراض لمشاريع الاستيطان هذه، وبات يركز على السلام الاقتصادي، اي ضخ اربعة مليارات دولار امريكي على مدى عدة سنوات لتمويل مشاريع استثمارية جديدة.ومن هنا لم يكن من قبيل الصدفة ان تكون هذه المشاريع هي العنوان الرئيسي لمؤتمر دافوس الاقتصادي الذي انعقد في البحر الميت برعاية العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، وضم وفدا كبيرا من رجال الاعمال الفلسطينيين والاسرائيليين باعتبارهم رجال المرحلة المقبلة، واكبر المستفيدين من مشاريع الشراكة الاستثمارية هذه.المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي توقفت منذ شهر تشرين الاول (اكتوبر) عام 2010 بسبب اصرار اسرائيل على استمرار الاستيطان، ولكن هناك مؤشرات عديدة تفيد بان الرئيس محمود عباس بات اكثر ليونة للعودة الى مائدة المفاوضات دون اسقاط صريح لشرط وقف الاستيطان مثلما تروج مصادر اسرائيلية وامريكية.حل الدولتين الذي تنعقد من اجله المفاوضات سقط عمليا بسبب الاستيطان، ففي الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية اكثر من ستمئة الف مستوطن من بينهم 220 الف مستوطن تقريبا في مدينة القدس الشرقية وحدها.الاسرائيليون يؤيدون، او الاغلبية منهم، استئناف المفاوضات طالما انها لا تتوصل الى اي نتائج مثل سابقاتها حسب استطلاعات الرأي الاخيرة، ولكن لا توجد استطلاعات رأي دقيقة تجرى في الجانب الفلسطيني ولو وجدت لجاءت بنتائج رافضة لهذه المفاوضات في ظل استئناف الاستيطان. وعلى اي حال متى كان الرئيس عباس يأخذ رأي الشعب الفلسطيني في هذا الخصوص بعين الاعتبار؟