تاريخ النشر : 2013-03-20
أيها العميل: عد واحفظ نفسك
المكتب الإعلامي - متابعة امنيةالتخابر مع العدو أو بالمعنى الأكثر وضوحا التعاون مع العدو (الجوسسة) على الشعب لصالح العدو داء ابتليت به الشعوب المحتلة لأن هذا العميل كالدود غير المرئي والذي ينخر في الجسد ظانين أنه جزء من هذا الجسد وليس غريبا عنه، فلا يكتشف في غالب الأحيان إلا بعد أن يستشري ويمعن في التخريب والخراب مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم بحق الوطن قد تصل إلى حد القتل او مشاركة العدو في القتل لمن؟.. لأبناء شعبه وقادته ومجاهديه!. الجهات الامنية المختصة بغزة تقوم في هذه الأيام بحملة ثالثة للحد من هذه الظاهرة في قطاع غزة في محاولة لتخليص المجتمع الفلسطيني من هؤلاء العملاء أو على الأقل الحد من نشاطهم وتواجدهم على الأرض، وهذا العمل هو جزء من الصراع والمواجهة مع العدو لا يقل ضراوة عن أي عمل جهادي مقاوم، بل يصبح في بعض الأحيان أهم بكثير من المقاومة نفسها. تنظيف المجتمع من العملاء والجواسيس مهم لبيئة مقاومة نظيفة كي تعمل في أمن وأمان، واعترافات العملاء تؤكد على دورهم المعطل بل المؤدي إلى الاستهداف المباشر للمقاومة وقياداتها وأدواتها، وكانوا الأدوات التي ضرب بها العدو المقاومة، وقد لعب دورا كبيرا ومهما خدمة الاحتلال على حساب الوطن بعد أن غرقوا في وحل العمالة والأسباب كثيرة لسنا بصدد مناقشتها، وسيبقى العدو يسعى إلى تجنيد العملاء وفي المقابل لن يتوقف عمل الأجهزة الأمنية عن اجتثاث هذه الظاهرة وفق رؤية أمنية ونفسية وإصلاحية. المجتمع ككل بحاجة إلى نوع من التوعية والإرشاد لأن العدو سيواصل إيجاد وسائل وطرق للإسقاط متطورة وجديدة مستخدما كافة الأدوات، وهذا يتطلب اتساع دائرة المعرفة بهذه الأساليب لدى الجمهور الفلسطيني لأن درهم وقاية خير من ألف علاج فإذا حصنت المجتمع وزودته بالمعلومات الضرورية والمناسبة وكشفت أمامه وسائل العدو التقليدية والمتطورة اعتقد أن هذا يشكل جزءا كبيرا من العلاج وتصبح حيل العدو وأساليبه مكشوفة وعندها يصعب عليه إسقاط مزيد من العملاء من داخل المجتمع. ونشر المعرفة والقيام بواجب التبصير والإرشاد مسئولية مشتركة على مؤسسات المجتمع كافة ان تشارك فيها، فالأمر ليس مقتصرا على جهاز أمني ولكن القضية اكبر من ذلك، وعليه فإن مشاركة كافة القطاعات في المجتمع مهم لهذا الأمر من وزارة التعليم والأوقاف والثقافة والمساجد والخطباء والعلماء وقادة المجتمع المدني وعلى رأس كل ذلك وسائل الإعلام، وغيرهم من النشطاء الغيورين على أمن الوطن ومصلحته، والمسألة ليست صعبة بل هي بحاجة إلى إرادة صادقة وجهود متواصلة لأننا في صراع أدمغة مع هذا العدو الذي لن يتوقف لذلك يجب ألا تتوقف حملة التوعية والإرشاد وإن كانت مستويات مختلفة قد تزيد حينا وتخبو حينا آخر ولكن يجب الاستمرار مهم. فتح باب التوبة أمام العملاء مسألة مهمة وقد تأتي ببعض المنافع، ونحن على يقين أن العملاء ليسوا جميعا على درجة واحدة من الخطورة، وان جزءا منهم سقط دون أن يدري أنه أصبح عميلا للعدو ووجد نفسه متورطا وفي لحظة ضعف لم يجد طريقا إلا الاستمرار في العمالة. وفتح باب التوبة قد يجد فيه البعض وسيلة للتخلص على أن يعطى العميل الأمان بألا يكشف أمره وأن تعالج قضيته بشكل امني إنساني إضافة إلى المعالجة النفسية المرضية؛ لأن هؤلاء العملاء بحاجة إلى علاج نفسي كبير، ولأن الإنسان السوي لا يمكن أن يكون متعاونا مع الاحتلال قاتلا لشعبه. وهناك من العملاء من تورط في بعض الأعمال الخطيرة وفي لحظة شعر أن هناك مجال للرجعة عن جرائمه وتوقف في صحوة ضمير. علينا أن نقدر هذه الصحوة فيه والا يكون تعاملنا معه أمنيا بحتا وربما يحتاج أمثال هؤلاء الذين تراجعوا وسلموا أنفسهم أن يعاملوا معاملة مختلفة وان ينالوا العفو العام بعد المعالجة الأمنية والنفسية. وعلى العميل أن يدرك أنه في نهاية المطاف مفضوح ومكشوف أمره وأول من يفضحه هو العدو بعد أن يستنزفه ويغرقه في أوحال عميقة يصعب التراجع بعدها، وعندها يصبح شخصا شاذا منبوذا، والخسارة ليست فيه وحده بل قد يجر معه أهله وأبناءه الذين لا ذنب لهم فيما حدث إلا كونه والدهم أو أخوهم فيصيبهم من المعرة الكثير ويصاب بالضرر المجتمعي بشكل أكبر رغم أن هذا الابن -أو تلك الابنة- لا ذنب له وقد يكون على استقامة ووعي كبيرين ومع الأسف المجتمع بعاداته وتركيبته لا يرحم. أيها العميل إذا كانت نفسك قد هانت عليك الا تفكر ببيتك؟ وأهل بيتك ألا يستحقون منك أن تفكر مليا وتعود مهما كانت النتائج؟، فالعود ارحم من الاستمرار في هذا الطريق. عد أيها العميل إلى حضن مجتمعك وحضن بيتك وستجد الكل في انتظارك فاتحا ذراعيه لك مرحبا بك معالجا لوضعك من جميع النواحي.