تاريخ النشر : 2009-07-13
أول من عدا بفرسه في سبيل الله:
أول من عدا بفرسه في سبيل الله:
انه المقداد بن عمرو صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأحد السابقين الأولين - و هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعى الكندي، يقال له المقداد بن الأسود و قيل لأته ربى في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه - و قيل انه أصاب دما في كندة فهرب إلى مكة و حالف الأسود.
وهو من المسارعين إلى الإسلام, بل انه من السبعة الذين قال عنهم ابن مسعود رضي الله عنه (أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد) رضي الله عنهم
مشهد من مواقف المقداد لا توازيه الدنيا و ما فيها:
كان هذا المشهد في يوم بدر عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للقافلة ولكن الأمر تحول إلى صدام مسلح مع جبهة الكفر المتمثلة في كفار قريش فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع الصف ويطمئن على وحدة الصف قبل الدخول في هذه المعركة التاريخية.
وعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد الأعلى لجيش المسلمين مجلساً عسكرياً يشاور عامة جيشه وقادته فقام أبو بكر وقال خيراً وقام عمر وقال خيراً وقام المقداد وقال: يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنى إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون, ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون, فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد, لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له به ... أخرجه البخاري
وبلغت تلك الكلمات التي خرجت من القلب الصادق مبلغاً عظيماً في قلوب الصحابة.
قال زعيم الأنصار سعد بن معاذ كلمة خالدة: "يا رسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناكم على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة, فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، انه لصبر في الحروب, صدق في اللقاء, لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله، فسر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال: سيروا وابشروا فان الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأنى انظر إلى مصارع القوم".
المقداد و حرصه على الغزو في سبيل الله:
عن أبى راشد الحبرانى قال: وافيت المقداد فارس رسول الله صلى الله عليه و سلم - بحمص على تابوت من توابيت الصيارفة, قد أفضل عليها عظمه, يريد الغزو, فقلت له: قد اعذر الله إليك، فقال: أبت علينا سورة البحوث (انفروا خفافا و ثقالا).
حبه لرسول الله صلى الله عليه و سلم و كرمه مع أهل بيته:
لقد امتلأ قلبه حباً لرسول الله صلى الله عليه و سلم - كان يخشى عليه اشد من خشيته على نفسه - فلم يكن تسمع في المدينة فزعة إلا و يكون المقداد في لمح البصر واقف على باب رسول الله صلى الله عليه و سلم - راكباً فرسه ممسكاً بسيفه خوفاً من أن يصاب الحبيب بأي مكروه.
وعن كريمة بنت المقداد أن المقداد أوصى للحسن والحسين بستة وثلاثين ألفاً ولأمهات المؤمنين لكل واحدة بسبعة آلاف درهم. رضي الله عنهم أجمعين.
وتوفى المقداد رضي الله عنه - في سنة ثلاث وثلاثين, وصلى عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه - و قبره بالبقيع.
فرضي الله عن المقداد وعن سائر الصحابة أجمعين