تاريخ النشر : 2012-07-05
الرملة
الـــــرملة
تعتبر من أكبر وأقدم مدن فلسطين التاريخية. تقع اليوم في اللواء الأوسط الصهيوني على بعد 38 كم شمال غرب القدس. تأسست سنة 716 م على يدالخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وسميت نسبة إلى الرمال التي كانت تحيطها. حسب السجلات الصهيونية من سنة 2004 بلغ عدد سكان الرملة 64,200 نسمة - ثلثهم من العرب، بسبب تهجير معظمهم منها بعد حرب 1948. تمتد المدينة على مساحة 11,854 دونما (11.9 كم2). وترتفع عن سطح البحر حوالي 108 م .
تقع الرملة على الطريق القديمة بين يافا والقدس ولذلك كانت موقعا استراتيجيا مهما وأصبحت مركزا إداريا للمنطقة بعد تأسيسها بقليل. بين 1949 و1967 كانت طريق الرملة الطريق الوحيدة بين المركز التجاري في تل أبيب والمؤسسات الحكومية الإسرائيلية في القدس. في 1967 بنيت طريق جديدة عبر موقع اللطرون الذي احتلته الصهاينة من الأردن في حرب 1967، وتقلصت أهمية الرملة والطريق العابرة فيها.
تحتوي الرملة على العديد من المواقع الأثرية الهامة، منها : بقايا قصر سليمان بن عبد الملك، والجامع الكبير، وبركة العنزية شمال غرب الرملة بحوالي 1كم، والجامع الأبيض ومئذنته، وقبر الفضل بن العباس، ومقام النبي صالح.
تعرضت المدينة لزلزالين في 1033 و1067. أدى الثاني منهما إلى مقتل 25,000 من سكانها. في 1099 احتلهاالصليبيين. أعاد صلاح الدين الأيوبي فتحها في 1177 ولكنه لم يقدر على التمسك بها. بعد معركة حطين في 1187دخلها المسلمين عليها دون أية مناهضة. شهدت المدينة معارك أخرى بين المسلمين والصليبيين حتى استولى عليهاالمماليك في 1266.
في 1 مارس 1799 وصل نابليون بونابرت مع جيشه إلى الرملة واحتلها لمدة قصيرة دون مقاومة تذكر.
الرملة هي إحدى المدن التي أقيمت في العصر الإسلامي الأموي، والفضل في إقامتها يعود إلى "سليمان بن عبد الملك" الذي أنشأها عام 715هـ وجعلها مقر خلافته. والرملة ذات ميزة تجارية وحربية إذ تعتبر الممر الذي يصل يافا (الساحل) بالقدس (الجبل) وتصل شمال السهل الساحلي بجنوبه.
كان أهل الرملة أول تأسيسها أخلاطاً من العرب والعجم والسامريين ثم أخذت القبائل العربية تنزلها وأخذت الرملة تتقدم في مختلف الميادين حتى غدت من مدن الشام الكبرى ومركزاً لمقاطعة فلسطين ومن أعمالها بيت المقدس وبيت جبرين وغزة وعسقلان وأرسوف ويافا وقيسارية ونابلس وأريحا وعمان. وقد بقيت الرملة عاصمة لفلسطين نحو 400 سنة إلى أن احتلها الفرنجة عام 1099هـ. ودخلت الرملة كغيرها من المدن تحت الحكم العثماني ثم الحكم البريطاني، بعد أن احتلتها القوات البريطانية في 15 نوفمبر 1917.
الرملة في حرب 1948
في بداية فترة الانتداب البريطاني على فلسطين (عام 1922) بلغت مساحة أراضيها 38983 دونماً، وقُدر عدد سكان الرملة 7312 نسمة. وفي عام 1945 قدر عدد السكان 15160 نسمة، وفي عام 1948 - 17586 نسمة.
في خطة تقسيم فلسطين وقعت الرملة على الحدود بين الدولتين المقترح إقامتهما من جانب الدولة العربية. بعد إعلان أحتلال الصهاينة في 14 مايو 1948 تدخلت جيوش الدول العربية في الحرب ودخلت قوات عراقية في مدينة الرملة.
احتل الجيش الصهيوني مدينة اللد القريبة من الرملة في 11 يوليو 1948 واتجه نحو الرملة، إذ قام حوالي 500 من مشاة الجيش الصهيوني بهجوم على المدينة تؤازرهم المصفحات وقد تمكن القوات لعربية، من بينها قوات عراقية، من صدهم وقتل عدد من الجنود الصهيونيين وحرق 4 من مصفحاتهم. وفي 12 يوليو 1948 احتل الجيش الإسرائيلي القرى المحيطة بالرملة وبذلك تم تطويق الرملة وانتهى الأمر باحتلال المدينة.
ثلث سكان المدينة تقريبا هم من عرب 48 ويسكن أغلبيتهم في حارات البلدة القديمة. قبل 1948 كانت أغلبية سكان الرملة من العرب الفلسطينيين، وهجر الكثير منهم قسراً بعد احتلال المدينة من قبل الجيش الصهيوني في يوليو 1948 ضمنحرب 1948. اليوم أغلبية السكان من اليهود. ثلث سكان الرملة حاليا هم من اليهود الروس الذين هاجروا إلى الارضى المحتلة في التسعينات.
في عام 1948 تم الاتفاق مع الصهاينة عند احتلال الرملة بقاء السكان في منازلهم إلا أن القوات الصهيونية اعتقلت حوالي 3000 شاب. هجر المدينة معظم السكان العرب، ولم يبق فيها في 14 يوليو 1948 سوى 400 نسمة. قُدر عدد النازحين من الرملة وأنسالهم المسجلين لدى وكالة الغوث عام 1997 حوالي 69937 نسمة. ومن العوائل التي كانت تسكن مدينة الرملة:عائلة التاجي وعائلة الخيري و عائلة مقبل وعائلة الكردي عائله اماره و الجبالي والشريف وعائلة العاشوري وعائلة الحمايده وعائلة حداد وعائلة السردي وعائلة شرورو وعليان وعبد الرحيم والعوضي والغرباوي وعبدالدايم والنعلاوي والناطور والعزة والحمود وعائلة الزغلي وعائلات وافدة أخرى مثل عائاة العقرباوي من قرى نابلس وعائلة الخانجي من الشام.
بعد التوقيع على اتفاثيات رودس (اتفاقيات الهدنة) في 1949 أصبحت الرملة مدينة صهيونية محتلة وأصبحت السكان الباقين في المدينة مواطنين صهاينة . كذلك أسكنت إسرائيل العديد من المهاجرين اليهود إليها في المدينة، ولكن نسبة السكان العرب فيها ما زالت كبيرة.