تاريخ النشر : 2012-03-19
دراسة اسرائيلية: غزة صغيرة بما يكفي وبمقدور الجيش تدمير البنية التحتية للمقاومة واعادة احتلالها.
غزة – المكتب الإعلامي – نقلا عن وكالات - قالت دراسة إستراتيجية أصدرها معهد بيغن السادات ونشرها على موقعه الالكتروني إن غزة هي صغيرة بما يكفي، بحيث يمكن لإسرائيل أن تدمر معظم البنية التحتية للإرهاب وقيادات المقاومة الفلسطينية، ويتمثل الهدف في استعادة الردع وإلى الإشارة إلى عزم الإسرائيلي لمحاربة ارتفاع قوة الحركات الإسلامية في المنطقة، لافتةً إلى أن العملية العسكرية الآن، تُقلل من المخاطر التي ستتعرض لها في ما إذا كانت ستُوجه الضربة العسكريّة لإيران، لأن القضاء على المقاومة في القطاع لن يسمح لهم بإطلاق الصواريخ على جنوب الدولة العبرية، وبرأي البروفيسور الصهيوني ايتمار عنبار، رئيس المعهد، الظروف السياسية تبدو مناسبة الآن بسبب الانقسام الحاصل ، ولأن العالم العربي مشغول مع القضايا المحلية الملحة، والولايات المتحدة هي في وسط حملة انتخابية، على حد قوله، مشددا على أنّه لا مفر من تنفيذ تهديد رئيس الأركان الصهيوني، بيني غانتس، باحتلال القطاع لأن التأجيل سيزيد كلفة العملية.
وبرأيه يُمكن إخراس الدول التي ستنتقد إسرائيل بالزعم أنه لا توجد دولة تتسامح مع الهجمات العسكرية واسعة النطاق ضد المدنيين من قبل أحد الجيران، ذلك أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فإن الهجمات ضد إسرائيل ستزداد، وعلاوة على ذلك، لا بد من القضاء على قدرة التنظيمات على ضرب المنشآت الإستراتيجية مثل الموانئ ومحطات الطاقة وقواعد جوية، وحتى ديمونا.
وقالت الدراسة أيضا إن الهدف من العملية العسكرية الآن يجب أن يكون هذه المرة بهدف تدمير التنظيمات العسكرية التي تُطلق الصواريخ على إسرائيل، ولفت إلى أنه ومن الواضح أن قوة الردع التي أنشأتها عملية الرصاص المصبوب، بدأ ينفد، إذ أن الهجمات الأخيرة من قطاع غزة تظهر أن عملية الرصاص المصبوب، قبل ثلاث سنوات فقط، كان محدودة للغاية، وبالتالي فإن العمل العسكري يمكن الآن استعادة الردع. وبالإضافة إلى ذلك، ضربة قاصمة للمقاومة والتنظمات الإسلامية الأخرى في قطاع غزة هو رسالة إسرائيلية لمحاربة تنامي قوة الفئات الإسلامية في المنطقة.
وهناك سبب آخر مهم للعملية في غزة الآن وهو أن إسرائيل تدرس هجوما على المواقع النووية الإيرانية، وعليه فإن القضاء على تهديد الصواريخ من القطاع سيخفف الحمل عندما ستُواجه تل أبيب ردّ الفعل الإيراني، ولكن الردع ضد الصواريخ من لبنان وأماكن أخرى من شأنه أن يزيد، ولكن العملية الآن في غزة ستحصل على دعم ومصداقية في المجتمع الدولي، وتؤكد على أن الدولة العبرية حقًا ستقوم بالهجوم لتدمير البرنامج النووي الإيراني. ورأى عنبار أن سوريّة ومصر مشغولتان في أمورهما الداخليّة، والحكومة الإسرائيليّة مستقرة وحاصلة على دعم جماهيري واسع، وبالتالي فإنّ هذه الظروف تُسهل العملية البريّة الواسعة لاجتياح قطاع غزة.
أخيرا، بسبب الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، فإنه من المرجح أن تكون أكثر أمنا لإسرائيل للعمل ضد الهجمات الصاروخية من غزة الآن بدلا من ثمانية أشهر من الآن، أي حتى تشرين الثاني (نوفمبر)، لأنه من المرجح أنْ تقوم أمريكا بعد الانتخابات بكبح جماح إسرائيل لثنيها عن اجتياح قطاع غزة، ولفت البروفيسور عنبار إلى أن هذه الظروف السياسية تشير إلى أنه يمكن التقليل من التكاليف الدبلوماسي على الساحة الدولية، على الرغم من أنه ليس من المستحيل أن عملية غزة قد تحرض دولاً كثيرة بشكل غير متوقع من عواقب سياسية أو دبلوماسية.
وتابع إنه إذا كان الجيش الإسرائيلي يستفيد من هذه الفرصة، يجب أن تنتهي العملية مع انتصار لا لبس فيه، هذه المرة، يجب اتخاذ ممر فيلادلفي (على الحدود المصرية) من أجل محاصرة قطاع غزة، الأمر الذي سيسمح للدولة العبرية منع معظم قوات وقيادتها المقاومة من الهرب، وهذا سيجعل من الواضح أيضا أن هدف إسرائيل ليسقتل المدنيين، بل هزم التنظيمات التي تطلق الصواريخ على إسرائيل، وسيكون الجيش الإسرائيلي قادرا على اعتقال أو قتل غالبية القيادات الفلسطينية المقاتلة الأخرى في قطاع غزة، وكذلك تدمير ترسانتها الحالية والصواريخ والأسلحة المتطورة.
ولكنّ الدراسة استدركت قائلة إن هناك فرصة جيدة بأنّ المقاومة ستكون قادرة على استعادة نفسها خلال عام أو أقل، وفي أي حال، ذلك أنّه يجب الاعتراف بأنّه عاجلا أو آجلا سوف يتم تهريب أسلحة أخرى لتحل محل تلك المدمرة، وسيكون على إسرائيل جز العشب مرة أخرى. وخلصت الدراسة إلى القول إنّه لا يمكن لإسرائيل أبدا كسب الحرب في الطريقة التي يمكن أن تخسر الحرب، وبالتالي على إسرائيل أن تحقق الانتصارات المحددة التي تقدم تحسينات كبيرة في أمنها العسكري والدبلوماسي، والجيش الإسرائيلي يجب أن نفعل ما في وسعه، بما في ذلك معاناة الضحايا اللازمة، للتأكد من أن يحقق تلك الانتصارات، على حد تعبير الدراسة الإسرائيليّة.