تاريخ النشر : 2009-08-19
غزة......لبنان.......العراق...رأس المقاومة هو المطلوب
بقلم /راسم عبيدات
ما حدث ويحدث في غزة من جرائم ومجازر صهيونية، ليس بمعزل عن ما حدث ويحدث في العراق، وما حدث في لبنان خلال عدوان تموز/2006، فالهدف واحد وهو رأس وخيار ونهج المقاومة، ونفس الذين ساندوا ودعموا ووفروا الغطاء للعدوان من عرب الاعتدال على تلك الدول والقوى هم نفسهم، فالعراق جرى العدوان والحصار عليه ومن ثم احتلاله وتدميره ونهب خيراته وثرواته بتواطؤ ومشاركة وتسهيل الكثير من دول النظام العربي الرسمي المنهار، وكذلك في عدوان تموز /2006 الصهيوني على حزب الله اللبناني والمقاومة، جرى بغطاء العديد من دول النظام الرسمي العربي والتي بدلاً من إدانة العدوان على حزب الله والمقاومة وتقديم الدعم والمساندة لها، وفرت الغطاء السياسي للكيان الصهيوني لضرب حزب الله والمقاومة، واعتبرت أن أسر حزب الله للجنديين كحق مشروع لتحرير الأسرى اللبنانيين من سجون العدو هو الذي أعطى الذريعة للكيان الغاصب لشن عدوانها على لبنان، وهي في عجزها وانهيارها وتواطؤها لم تكتفي بذلك، بل وفي إطار التندر والسخرية من المقاومة دعاة وخيارا ونهجا وصفت أقوال قادة حزب الله والمقاومة بتحقيق نصر على كل جبروت الآلة العسكرية الصهيونية بأنه أحلام وردية وشيطانية، واليوم وعندما لم تتوقف دولة الكيان عن خرق التهدئة ليوم واحد والتي لم تحقق أهدافها في وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر، أوصلت قوى المقاومة الفلسطينية وجماهير شعبنا الفلسطيني في القطاع إلى قناعة، أن الهدف من هذه التهدئة هو لجم البندقية والمقاومة الفلسطينية، وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية ومساعدات غذائية، وليس قضية وطن واحتلال، ولذلك جاء القرار الفلسطيني برفض التهدئة والإعلان عن نهايتها، وبدلاً من أن تدعم وتساند دول وأنظمة الاعتدال والنظام الرسمي العربي المقاومة في مطالبها، وجدنا أنها وفرت الغطاء للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، بشكل سافر ووقح،حتى أن وزيرة خارجية العدو"تسيفي ليفني"من قلب أكبر عاصمة عربية أعلنت أنها ستسحق حماس والمقاومة، وعند بدء العدوان على غزة وما رافقه من جرائم ومجازر تحدثت الصحافة العبرية عن أن"إسرائيل"أبلغت العديد من الدول العربية بنيتها شن حرب عدوانية على قطاع غزة، وبما يثبت وبما لا يدع مجالاً للشك أن العديد من دول النظام الرسمي المنهار ليس فقط متواطئة في هذا العدوان، بل ومشاركة فيه.
والشيء المضحك المبكي بل والمثير للسخرية، أن دعاة نهج التفاوض والمبادرات، يدركون جيداً، أن هذا النهج لم يجلب لا حقوقاً ولا سلاماً ولا ولن يسترجع أرضاً، وفقط للتذكير أن هذه القيادة الصهيونية التي ترقص على أشلاء الدم الفلسطيني، والتي ترى أنه هو الضمانة الوحيدة لزيادة شعبيتها وجماهيريتها ومقاعدها في الحكومة والبرلمان العبري، ولهذا فهي تتسابق في من يرتكب جرائم ومذابح أكثر، فوزير حرب العدو الحالي"بارك"،هو الذي قاد بنفسه عملية الفردانة عام 1973 واغتال العديد من قادة المقاومة الفلسطينية كمال العدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار، وهو من المصادقين على الحكم الجائر واللاشرعي بحق القائد الوطني احمد سعدات، وهو نفسه الذي أعطى أوامره بارتكاب المجازر والمذابح بحق شعبنا الأعزل في غزة، وهذه القيادة المجرمة والتي يجب أن تحال إلى المحاكم الدولية بتهم ارتكاب مجازر وجرائم حرب.