تاريخ النشر : 2011-11-03
محللون: "الكيان الصهيوني" يخشى الهجوم على غزة
تباينت آراء محللين سياسيين حول إمكانية قيام "الكيان" بعملية عسكرية ضد قطاع غزة، بعد الخسائر التي منيت بها من صواريخ "الجراد" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ، بطريقة جديدة فاجأت القيادة "الصهيونية"، عقب جريمة اغتيال خمسة كوادر من السرايا في رفح نهاية الأسبوع الماضي، على الرغم من التوصل لتهدئة بين المقاومة والكيان بوساطة مصرية. مجمعين على أن "الكيان" بحاجة لحرب لتخرجها من أزمتها الداخلية ولكن قطاع غزة آخر هذه الخيارات لها وأبعدها.
جدير بالذكر أن الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ردا على الجريمة الصهيونية بحق ا، أدت إلى مقتل مستوطن صهيوني وإلحاق خسائر فادحة في الممتلكات وأدت إلى هروب نصف مليون "صهيوني" للملاجئ، كونهم تحت مرمى الصواريخ.. وهو ما أكده مسؤولون صهاينة حيث أكدوا أن نصف " الكيان " أصبحت تحت مرمى صواريخ المقاومة الفلسطينية.
الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل رأى أن الكيان بحاجة إلى حروب وليس موجات تصعيد ولكن أن يصل الأمر لعملية برية واسعة لغزة كما حدث في شتاء 2008-2009، فهو غير وارد، لأن " الكيان " يخشى من ردود فعل قوية عربية وخصوصاً المصرية والأردنية على وجه التحديد.
وأوضح أن " الكيان " يدرك أن قيامها بعدوان على غزة يعني توتر علاقاتها مصر والأردن بكل تأكيد على خلاف ما كان يجري في السابق. وخص بالذكر مصر التي لا تحتمل قيادتها العسكرية أي هبة جماهيرية فيما لو وقعت حرب على غزة.. لافتاً إلى أن الشارع المصري لم يهدأ بعد على مقتل جنوده على الحدود مع "الكيان".
ولفت إلى أن الصهاينة محبطين ، ويتمنون الهجوم على غزة لكنهم غير قادرين للأسباب سالفة الذكر.
وفي ذات السياق أن " الكيان " إذا أرادت اجتياح قطاع غزة فلن يكون لها هدف سوى إنهاء سيطرة حركة حماس على القطاع، وهو ما لا يريده " الكيان " لتعزيز الانقسام الفلسطيني الذي يصب في مصلحتهم وخدمة أجندتهم. مرجحاً اعتماد " الكيان " على موجات تصعيد بين الحين والآخر كما جرى في الفترة الأخيرة.
وأوضح أن "هجوم الكيان " على غزة بدون الاطاحة المقاومة يعني انتصار للأخيرة كما جرى في عملية "الرصاص المصبوب" والتي دخلت فيه القوات "الصهيونية" إلى نصف القطاع
وأوضح الصواف أن أسباب منع " الكيان " شن عملية واسعة هو :"تطور الأوضاع الإقليمية بحيث لن تسمح للكيان بشن عملية واسعة على القطاع, بالإضافة إلى وضعها الداخلي وما ينتج عنه من تدهور الأوضاع الأمنية الداخلية في " الكيان ".
وأضاف, أمريكا العدو الأكبر لـ"فلسطين ولن تسمح لإسرائيل شن عملية واسعة على قطاع غزة لمصالحها فهي تدرك بوجود تغير إقليمي سيؤثر على " الكيان " في حال شنت عملية واسعة على القطاع.
وحول ظهور الراجمات قال :" الكيان " تعلم كل ما يدخل للقطاع ولكن العدوان الصهيوني الأخير كان بهدف استفزاز المقاومة الفلسطينية وإظهار ما لديها من قدرات عسكرية كي تضع آليات الحرب القادمة.
من جانبه أكد الدكتور نشأت الأقطش المحلل السياسي والخبير في الشأن الصهيوني, أن كافة الأمور في " الكيان " يشير إلى أن قادة " الكيان " بحاجة إلى حرب لإعادة صورتها الممزقة بفعل ضربات المقاومة الفلسطينية المتتالية خاصة بعد صفقة "وفاء الأحرار".
أن احتمال وقوع الحرب لا يعلمه سوى " الكيان " ذاتها ولكن نحن نقول أن " الكيان " يريد حرب لعدة أسباب, أهمها, وقف الحركة الشعبية الداخلية التي تنظمها الجماهير "الصهيونية" ضد الحكومة وقادتها وخاصة أن كتابها وصحفييها بدأوا بالحديث عن ضعف " الكيان " العسكري أمام المقاومة الفلسطينية, بالإضافة إلى أنها تسعى لإعادة صورتها الممزق إلى طبيعتها.
وشدد على أن " الكيان " يريد في هذه الأيام ما يدعم الحرب على غزة وذلك من خلال حشد رأي دولي كما فعلت في الحرب الماضية واستطاعت أن تقنع دول عربية بضرورة الحرب على قطاع غزة. أما اليوم فالوضع مختلف نتيجة الصحوة العربية خاصة في مصر.
وإزاء ذلك تبقى التهديدات "الصهيونية" مجرد تصريحات لتهدئة ردود الفعل الداخلية " الصهيونية " ، لأنها تعلم أن إقدامها على اجتياح قطاع غزة سيكلفها ثمناً كبيراً مع العرب، مماثلاً لما حصل مع تركيا عقب الحرب الأخيرة والتي أدت إلى قطع العلاقات بين البلدين.