تاريخ النشر : 2009-08-16
لا تذبحـــوا غــــزة ...
بقلم/ غسان مصطفى الشامي
وَطني عَلمتني أن الحياةَ دروب من الشقاءِ في عاصفةِ الآلام الهوجاء...وطني لا يرتحل الألم من أرضي والمُحتل جاثمٌ فوق صدري..وطني ما عاد لي حنجرةٍ أو لسانٍ ينادي على عربٍ...وطني نَحيا به فوق النجوم وفي سمائه نغرد كالطيور...وطني في قلبه الجريح يحيا الطفل وفي جسده نشق للحياة طريقاً ونبعثُ الأمل في جسد الأمة السقيم..
ما يَحدث في قطاعِ غزة الصامد، مأساة تاريخية بحق هذا الشعب الأعزل، فالوضع الذي يحياه القطاع جراء استمرار الحصار ومواصلة إغلاق المعابر مأساوي جدا، فوفيات الحصار كل يوم بازدياد، والغاز والوقود والكهرباء غير متوفرة في هذا القطاع المحاصر، وماذا بعد..!!؟؟ وإلى متى...؟؟
أنسج لكم حكاية المعاناة والألم اليومي والعذابات لأبناء قطاع غزة، وربما حكايات آلام ومعاناة غزة لا تَجدوها في أي من الحكايات والأساطير العَالمية، فهي واقع حياتي يتجسد في قطاع غزة، فغزة المسرح والعَالم كله يَتفرج على الموت البطيء في غزة، فعلى الرغم من المعاناة والآلام، فشعب غزة كل يوم يُقدم الشَهيد والجريح والأسير على مقاصل الوطنية والفداء، فيما تعجز أمته العربية الخرقاء وبكل خيراتها وثرواتها الوفيرة من بترول وغاز طبيعي أن تحل أزمة هذه البقعة الصغيرة من العالم والتي لا تتجاوز مساحتها أحد الأحياء الصغيرة في إحدى الدول العربية..!!
الحياة في قطاع غزة أصبحت معدومة، فالشلل التام أصاب كافة مناحي الحياة، في الصحة، والزراعة، والاقتصاد الذي يعاني من دمار كبير، والبنية التحية المهددة والتي تعاني من فقدان كامل لمواد البناء منذ أكثر من عام ونصف، فمن يُقصف مَنزله لا يَستطع بناءه نظراً للحصارِ الجائر ومنع إدخال مواد البناء، عوضاً عن توقف مشاريع التطوير في المؤسسات والهيئات الفلسطينية بصورة كلية، فغزة تحيا فقط على مساعدات قليلة وغير مستمرة...لماذا يعامل العالم شعب غزة هكذا..؟؟!! أين حق الإنسان في الحياة الذي تنادي به الشرائع السماوية ودول العالم المُتحضر التي تحمل شعارات زائفة من الحرية والديمقراطية تسير وفقا للنسق الأمريكي الإسرائيلي...هذه هي الحقيقة..لا أحد يستطيع أن يقول لهم لا..!!
لا تذبحوا غزة أبناء جلدتنا...أبناء الإسلام...أبناء العُروبة والأصالة...إخوة خالد وصلاح ألا تستطيعون أن توقدوا شمعة في ظلام غزة الحالك...وانتم بلاد البترول والوقود الوفير...ألا تستطيعون إطعام شعب غزة الجائع...وانتم تنفقون الملايين على الحفلات والمناسبات السعيدة والفضائيات الهوجاء الماجنة..لقد تعبت أنفاسنا وشقت حناجرنا ونحن نستصرخكم...ولا حياة لمن ننادي..!!
في غزة يشتد الوجع والألم الكبير...وهي تُسطر كل يومٍ وكل ساعةٍ أسمى آيات الصُمود اليَومي، وتَصنع ترانيم الحصار، وسيمفونية الصمودِ وتَنشدِ أغاني الألم وتشرب كؤوس العذابات والمآسي اليومية..