تاريخ النشر : 2009-08-16
ستون عامــاً على نكبــة الأمّــة
بقلم / الشيخ خالد حمدان
يُسجّل التاريخ في هذا الأسبوع وفي 15/5 تحديداً مرور ستين عاماً على نكبة شعبنا الفلسطيني الصابر, ولكن في الحقيقة, والأصوب أن يُقال مرور ستين عاماً على نكبة الأمّة العربية والإسلامية.
نعم, هذه هي الحقيقة دون تزييف لحقائق التاريخ... ودون مواربة لواقع الأمّة... ودون مبالغة ... ولا مزايدة!!
صحيح أنّ شعبنا الفلسطيني هو أكثر شعوب الأمّة معاناة لما أصابه ويصيبه من كوارث ومصائب ونكبات متتالية ومستديمة, ما زال يتجرّع مرارتها, ويكتوي بنارها, إلى يومنا هذا, بل إلى اللحظة هذه!!
ولكن الحقيقة تقول أنّ الأمّة كلّها تعاني, وإن اختلفت وتفاوتت المعاناة من شعب إلى آخر. فها هو الشعب العراقي يعاني منذ خمس سنوات كلّ ألوان العذاب, من نزوح, ولجوء, واحتلال, وسلب حقوق, ومصادرة للحريات, وسفك دماء, وإهلاك للحرث والنسل على يد الاحتلال الأمريكي!!.
وكذلك الشعب الصومالي, والشعب السوداني, والشعب الأفغاني... وهكذا.
والذي لا يعاني مباشرة ومواجهة مع الخصوم والاعداء, فإنّه يعاني الأمرّين, ويذوق العذاب من ظلم ذوي القربى, وظلم الأهل والأصحاب في الكفاح والنضال.
هذا عدا أنّنا ما زلنا أمّة ذليلة مهزومة, لا نملك صُنع قرارنا, ولا حتى نملك لقمة عيشنا التي نجنيها من أرضنا ومن نفطنا.
وإذا اجتمعنا في لقاءات أو مؤتمرات على أيّ مستوى, فهي لا تتعدّى أن تكون - كما يُقال - طقوسا ومراسيم "على عينك يا تاجر", لأنّنا لا نحسن أن نلتقي, ولا نحسن أن نجتمع, ولا نحسن أن نتوحّد, والنتيجة أنّنا لا نُحسن اتخاذ قرارات مصيرية أو ذات قيمة على الأقل.
وآخر شاهد على ما أقول مؤتمر القمّة في دمشق, قبل أسبوعين تقريباً, والذي تمنّى الكثير لو أنّه لم يُعقد في مثل هذه الظروف, وبالذات مقارنة مع حلف الناتو وقراراته, والذي عُقد في نفس الأسبوع تقريباً في بوخارست, والذي لم يتغيّب عنه أحد من زعماء دول الحلف.
وباختصار شديد...
أليس في هذا كلّه تأكيد على أنّ الأمّة كلّها منكوبة في كلّ شعوبها على الإطلاق.
والأجدر بالأمّة وهي تتذكّر مرور ستين عاماً على نكبة شعبنا الفلسطيني, أن تخجل... وتحزن... وتعترف أنّها ذكرى نكبة الأمّة, ليس من باب التضامن مع نكبات الشعب الفلسطيني, لا والله..!!
إنّما هذه هي الحقيقة... وهذا هو الواقع الذي ارتضته أمّة العرب والإسلام, يوم أن سلّمت واستسلمت لهذا الواقع, وهي ترى الشعب الفلسطيني يُنكب, وهي لا تتقن إلا فنّ الشجب والاستنكار!!.
ونحن بدورنا لا نتمنّى لأي شعب من الشعوب العربية والإسلامية أن يُنكب كنكبات شعبنا الفلسطيني, ولا يُمسّ بأي أذى, ولكن واقع الحال يجري بغير ما نشتهي ونتمنّى, فالنكبات نزلت وتوالت على شعوب الأمّة شرقاً وغرباً, وشمالاً وجنوباً, وإن لم تستيقظ الأمّة -لا سمح الله ولا قدّر- وتعلنها قولاً وعملاً, لا للنكبات... ولا لمن يقف وراءها من الداخل أو الخارج, فالحبل على الجرّار.!!!!