تاريخ النشر : 2023-02-11
سلسة صفات المجاهدين في القرآن الكريم لتحقيق النصر المبين (1)
بقلم د. محمد أبو مصطفى “رئيس مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي – غزة- فلسطين” (خاص بالمنتدى)
مع الصفة الأولى:
إن المجاهد ينطلق في جهاده من الإيمان بالله وملائكته ورسله، وبالتالي فهو يحمل نفس صفات المؤمنين وأهدافهم الإيمانية، فلأنه مؤمن، فهو مجاهد، ولهذا فإن صفات المؤمنين الواردة في القرآن الكريم، إنما هي صفات المجاهدين، وهم الذين وعدهم الله تبارك وتعالى بالنصر والتمكين كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ ، وقوله تعالى:﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
وصفات المؤمنين في كتاب رب العالمين كالآتي:
الإيمان والتصديق بالأمور الغيبيّة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾.
والمقصود بالغيب هنا هو كل شيء غاب عن جميع المخلوقات، أو غاب عن جميع الحواس، فلا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وقد قسم العلماء الغيب إلى قسمين: الغيب المطلق وهو الذي استأثره الله بعلمه وحده فلا يخبر به أحداً كيوم القيامة، والغيب المقيد وهو ما غائب عن بعض المخلوقات دون بعض، كالغيبيات التي تعلمها الملائكة دون البشر، أو التي علمناها عن طريق أنبياء الله ورسله، فالمؤمن يؤمن ويصدق بجميع الأمور الغيبية سواء التي استأثرها الله بعلمه، أو التي علمناها عن طريق أنبياء الله ورسله، وكذلك الأمور التي ستحدث في الدنيا من أمور المستقبل كأشراط الساعة، أو التي حدثت في الماضي كقصص الأنبياء والمعجزات وما إلى ذلك, لأن الإيمان بالغيب هو ركيزة من ركائز العقيدة وركن من أركان الإيمان.