بقلم / د.أسعد أبوشريعة
الأمين العام لحركة المجاهدين الفلسطينية.
في تاريخ ١٢/ ٩ / ٢٠٠٥م هرب آخر جندي من قوات العدو الصهيوني من داخل قطاع غزة، وأصبحت غزة محررة وخالية من المغتصبات ومن المغتصبين ومن المواقع العسكرية التي كان يتواجد بها جنود العدو الصهيوني، فتنسم أهل قطاع غزة نسيم الحرية لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى.
ولكن هذه الحرية بقيت منقوصة بسبب إتفاقية أوسلو الموقعة في عام ١٩٩٣م بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني، هذه الإتفاقية التي تشمل اعتراف المنظمة بوجود هذا الكيان المؤقت على ٧٨% من أرض فلسطين المحتلة، وتركت للعدو الصهيوني مساحة للتحكم في حياة الفلسطيني ليعاني من بنودها في كل أماكن تواجده حتى يومنا هذا.
وفي ظلال هذه الذكرى يستوقفني بعض النقاط :
- إن آثار أوسلو وملحقاتها ما زلنا نعاني منها حتى الآن، وما الإنقسام الفلسطيني إلا بسبب أوسلو، وهذا يستوجب العمل على ترتيب النظام السياسي الفلسطيني، عبر جمع الكل الوطني في مجلس وطني توافقي يستفاد فيه من كافة الطاقات، ويعطى شعبنا حقوقه المسلوبة
- إن إنتفاضة الأقصى عكست حالة الوحدة الحقيقية للشعب الفلسطيني فجميع الأطياف الفلسطينية إنخرطت فيها، وهذه لدليل واضح وجلي أن المقاومة توحد وأوسلو تفرق.
- إن سبب الهروب الحقيقي للعدو من قطاع غزة هو عدم تحمله الخسائر في أرواح المغتصبين الصهاينة، فأصبحت كلفة البقاء في غزة عالية، وتشكل حالة استنزاف لمقدراته.
- رغم اندحار العدو عن قطاع غزة إلا أنه ما زال يعاني من أمرين، اقتصاد مقيد بقيود أوسلو، وحرية حركة مقيدة لعدم إمتلاك القطاع ميناء بحري كمعبر مرتبط بالعالم .
- إن تجربة غزة في التحرر التي إعتمدت بشكل أساسي على الله عز وجل ثم على تكتيك إيقاع أكبر الخسائر البشرية في قوات العدو، وإستنزاف العدو لرفع كلفة البقاء، هي تجربة مجربة وناجحة يجب العمل بها في ضفتنا الحبيبة الثائرة.
وفي الختام، حفظ الله شعبنا في كافة أماكن تواجده، وتحية مباركة لأهلنا في القدس والضفة والداخل المحتل والشتات وغزة العزة .