قال تعالى: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ" المائدة: 52
تلقينا في مجمع الخلفاء الراشدين الدعوي في فلسطين بأسى كبير ومشهد يدمي القلب التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية موسعة ،في إعلان مشترك لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني برعاية أمريكية بين المملكة المغربية ممثلة برئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية وبين العدو الصهيوني .
إننا فجعنا بخبر وقوف حزب اسلامي في طابور المطبعين، في خطوة مدانة تمثل طعن للقضية الفلسطينية وخذلان للشعب الفلسطيني، وإهانة للشعب المغربي الذي ظل رافضاً للتطبيع ومناصراً للحق الفلسطيني ومعادياً للكيان الصهيوني المفسد المجرم.
و هذا العمل المدان يوضح أن الصهاينة لا يستهدفون فلسطين وشعبها فحسب بل كل المنطقة باسلامها وهويتها وقيمها، لإضفاء ملامح ما يسمى بتطبيع اسلامي، وتثبيت الصهيونية بدلاً من ذلك وللأسف بأدوات عربية وغربية.
وإزاء هذا الحدث الجلل فإننا في المجمع الدعوي في فلسطين وإذ نسجل إنكارنا للتطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني من قبل حكومة مغربية يترأسها حزب اسلامي وأمام هذا الحدث المؤسف لا يسعنا إلا أن نؤكد على التالي:
1_ نستهجن وندين ونستغرب توقيع رئيس الحكومة المغربية الإعلان المشترك لتطبيع العلاقات مع العدو، ووقوف حزب اسلامي كحزب العدالة والتنمية ويقبل التطبيع ويوقع عليه ونعتبر ذلك خيانة لقضية الأمة وتزوير للتاريخ والشرع وترسيخ للظلم والطغيان.
2. نؤكد على حرمة التطبيع وإقامة العلاقات مع هذا الكيان الغاصب، وهذا حكم اتفق عليه علماء المسلمين بمختلف مؤسساتهم وهيئاتهم العلمية ، قال الله تعالى: ﴿ إنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إخْرَاجِكُمْ أن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الممتحَنة: 8 – 9)
3.المطبِّع مع العدو الصهيوني دولة أو حكومة أو حزبا أو فردا أو جماعة هو طاعن بخنجره لقضية الأمة (#قضية_فلسطين) في قلبها، وخاذل للمجاهدين والمرابطين والقابضين على الجمر في فلسطين.
4. إنّ أولى واجبات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني أمام هذا التّطبيع المخزي هو الاستقالة وإعلان البراءة من الاتّفاق الخيانيّ فليس من المقبول أن تمرّ هذه الاتفاقيّة الخيانيّة بوجود حكومةٍ ينتمي رئيسُها إلى الحقل الإسلاميّ.
5. على العلماء والدعاة في كل الأقطار الإسلامية واجب البيان والتحذير من مغبة الوقوع في التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل لمسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، ومواجهة كل الأصوات المدجنة للشعوب المسلمة، والمفتئتة على الشريعة بتسويغ التطبيع مع العدو المحتل.
والله غالب على امره.
المجمع الدعوي
فلسطين
السبت
11جمادى أول 1442ه
الموافق 26/12/2020