بقلم أ. جلال الاغا.
القصة والتي انتشرت بسرعة كبيرة وبشكل ملفت في الايام الاخيرة.
فبرغم أن القصة تُسرد على أنها حدثت فعلاً، لكن لا أرجح ذلك كونها تخالف المنطق والعقل.
على أي حال فقد أراد راوي القصة إيصال رسالة سياسية مفادها أن الكيان الصهيوني لم يفرط بصغير حمار -لم يمتلكه من الاصل- فكيف سيُفَرّط في أرض يعتبرها ملكه وأمله في البقاء.
الراوي بهذه القصة أراد أن يهاجم المفاوضين والمطبعين مع الكيان؛ ويشير إلى أنهم لن ينالوا من المحتل شيئاً كبيراً كان أو صغيرا، ولو افترضنا صدق نية وحرص الراوي على قضايا شعبنا فعلى ما يبدو أنه محق خاصة في حالة المفاوض الفلسطيني الذي لم يمتلك القوة التي يُجبر فيها المحتل على الرضوخ والتنازل والإذعان للحق، كما أتفق مع الراوي في كون هيئات الأمم المتحدة تكيل بمكيال غير عادل خاصة إذا كانت المسألة متعلقة بالكيان الصهيوني أمام الحقوق العربية ؛ حتى ولو امتلك العرب عامة والفلسطينيون بالأخص الحق وكل الأدلة لصالحهم والشواهد معهم.
في اعتقادي أن القصة سواء كانت حقيقية أم غير ذلك فهي تخدم الكيان بالدرجة الأولى ، وإذا كان هو من ساعد في نشرها وتروجيها؛ فهدفه بذلك نشر روح الهزيمة عند الفلسطيني والتسليم بالواقع المرير والتأقلم مع الإحباط والبحث عن بديل عن بلده وحقه وأرضه ، فالاحتلال أراد أن يظهر بأنه صعب المراس ولن يقبل التنازل وأنه يستشرس على ما يملك ويُجّير المؤسسات لصالحة ويغير الحقائق ويثبت الواقع ويقلب الباطل حق والعكس، فلا فائدة من محاربته ومنازعته فالمعركة معه خاسرة وفوزه بها حتمي.
لذلك يجب علينا ادراك أن هناك معركة وعي بيننا وبين العدو الصهيوني يجب ان نديرها جيداً، وأن نزرع في أبنائنا أنه لن يضيع حق ورائه مطالب، ولن تضيع قضية آمن بها صاحبها وأورثها لأبنائه، فما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة والوعي والايمان بنصر الله.
#جلال_الاغا.
#مركز_ايلياء_للدراسات.