بقلم د. سالم عطاالله "عضو مكتب الأمانة العامة لحركة المجاهدين الفلسطينية"
لم يكن وعد بلفور الذي نعيش آثاره المشئومة الى اليوم مجرد وعد نظري بل كان اعلانا واضحا لمرحلة جديدة يتم فيها زرع هذا الجسم السرطاني في جسد الأمة بعد سنوات من العمل الخبيث لذلك ..
لقد سبق هذا الوعد بعام تقريبا ماعرف بعد باتفاقية سايكس بيكو التي بموجبها تم تقسيم التركة العثمانية بعد انهيار الدولة وهزيمتهم بالحرب ، لقد كان نصيب فلسطين التدويل في هذه الاتفاقية الا أنها بعد ذلك تم تعديلها ليكون الانتداب البريطاني وهم أصحاب هذا الوعد المشئوم ..
لقد تم تغيير واجهة المنطقة برمتها تميهدا لتنفيذ هذا الوعد حتى تم ايجاد أنظمة أعلنت موافقتها لرغبة الانجليز في انشاء وطن قومي "لليهود المساكين" في فلسطين ومنهم من وقع وأقر بذلك سرا وافتضح أمره فيما بعد ..
شواهد التاريخ ومانعيشه اليوم من هرولة هذه الأنظمة الى اظهار علاقاتهم مع الكيان الى العلن هو امتداد لما تم رسمه في الزمن الغابر لانشاء هذا الكيان السرطاني في جسد الأمة وتوفير سبل الحياة من خلال الانظمة المحيطة والتي تطعن بظهر العروبة والاسلام والانسانية معا ..
الوعد المشئوم والتطبيع المعلن اليوم لم يكن لولا القصور الذاتي للأمة التي ركنت لضعفها وتخلت عن صراعها المركزي في فلسطين ، حيث تتوه الأمة وتغرق في مشاكلها وتصنع من بين جنباتها أعداءا وتتخذ من الأعداء أصدقاءا وحلفاءا موثوقين ، المعركة كانت ومازالت تستهدف وعي الأمة وطمس هويتها وسلخها عن عمقها وتاريخها لذلك أمام هذا الواقع الأسود تتجلى أهمية دور النخب الواعية من أبناء الأمة لتدير الدفة و تتغلب على قصورها الذاتي وتصوب البوصلة في وجهة العداء والتي هي واضحة كل الوضوح في فلسطين ومايفعله أبطال غزة بصدورهم العارية جزء مهم من عملية استرداد الوعي في الأمة و أخذ زمام المبادرة في احياء روح الحرية في زمن الخوف والعبيد .