لم تكن الاعتصامات والفعاليات بأنحاء مدينة القدس المحتلة، وما حولها؛ مجرد ردة فعل غاضبة على الأحداث الميدانية الموجودة، كما أنها ليست حالة ثورية عابرة أو حالة شعورية من الغضب، إنما بدأت بفرض وقائع فعليّة على الأرض لتغيير إجراءات الاحتلال المفروضة هناك.
وأدت الاعتصامات في القدس خلال الأيام الأخيرة، بحسب المحامي خالد زبارقة إلى وضع قضية المسجد الأقصى المبارك على الأجندة الإعلامية بكلّ قوّة، كما وحّدت بوصلة الأمة نحو القدس والمسجد الأقصى وأعادت لها مركزها الحقيقي كقضية جامعة للأمّة كلّها.
كما أفشلت الاعتصامات والفعاليات مخططات التغريب عن القيم الإسلامية الأصيلة والتي مارستها الأنظمة المهترئة بحق الشعوب، إضافة إلى أنها عملت على إحياء الأمة بعدما ظن المستعمر أنها استسلمت ورفعت الراية البيضاء.
وعملت على رفعت المعنويات وزادت الثقة بقدرات الجماهير والشعوب في المبادرة، كما فضحت الاحتلال وأدواته في كل العالم، وأهم شئ كشفت دور هذه الأنظمة الوظيفي في خدمة الاحتلال والتآمر على الاقصى.
ومما يحفظ للاعتصامات بالقدس، أنها كشفت الشخصيات والقيادات المترددة التي اختبأت خلف المصطلحات والمفردات، بجانب أنها كشفت المخطط الصهيوني على المسجد الأقصى المبارك، كما عرقلت المخطط الصهيوني على الأقصى أقل شئ لعدة سنوات، خاصة أن الوقت في القدس ثمين جدًا، بحسب زبارقة.
وأنتجت حالة وعي جمعي غير مسبوق بما يخص القضية المركزية للأمة- القدس والمسجد الأقصى المبارك، وجمّعت حشدًا جماهيريًا يعتمد عليه وتوحيد القضية وإعادة البوصلة لأصلها بعيدًا عن الصراعات الحزبية والسياسية.
الجدير ذكره، أن الاعتصامات والمظاهرات أثبتت جدواها بشكل فاعل، ومن غير المنصف ولا الطبيعي أن نعتبرها غير مجدية أو أن النتيجة لم تتحقق وأن الاحتلال مصر على موقفه، فالقدس أثبتت بالواقع والأرض غير ذلك.