بقلم أ. جلال الأغا
انطلقت أعمال مؤتمر "هرتسيليا" (مؤتمر الأمن القومي الصهيوني) السابع عشر، تحت عنوان "الفرص والمخاطر التي تواجه إسرائيل في عامها ال 70 ".
والمؤتمر انطلق منذ عام 2000 ، بمبادرة من الضابط السابق في الموساد والمستشار السياسي السابق لنتنياهو "عوزي آراد" ، بجانب اللواء "غيورا آيلان" رئيس -بما يُسمى مجلس الأمن القومي- السابق والذي يُعد بمثابة الواجهة العسكرية والأمنية للمؤتمر وهو أحد صناع القرار المؤثرين في الكيان.
ومن المعلوم أن هذا المؤتمر السنوي يتم التحدث فيه عن مستقبل الكيان وكيفية تثبيته على الأرض المحتلة -فلسطين-، وكيفية تأمين الكيان في محيط مضطرب ومحيط يلفظ هذه الغدة السرطانية (التي تُسمى اسرائيل)، كما يُتابع المؤتمر مدى نجاعة وتطبيق التوصيات من الدورات السابقة للمؤتمر وكيفية تعديل الخطط المستقبلية، كما يحرص المؤتمر على تجميل صورة الكيان أمام العالم.
ويحرص المؤتمر ايضاً على استضافة النخب السياسية والأكاديمية وخبراء امنيين وصناع القرار، كما يستضيف بعض كبار الضيوف الأجانب وبعض الوفود العربية؛ وبالتالي ينصب اهتمامه على رسم سياسات واستراتيجيات الكيان المستقبلية في مختلف المجالات، السياسية والاستراتيجية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية.
فهو بذلك يُعد مؤتمر بالغ الأهمية؛ لأن مخرجاته تكون على طاولة صناع القرار في الكيان وبالتالي يُحدد مستقبل الكيان وطرق حمايته وبقائه.
فهذا المؤتمر يُعد من أخطر الأمور على الأمه، بداية من اسمه المتمثل "هرتسيليا" نسبة إلى مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل، إلى مسمى (الامن القومي الإسرائيلي) وما يحمله من معانى عنصرية تدعوا لقومية غير حقيقة تجمعها مصالح مشتركة، على حساب شعبنا المُقتل والمُهجر.
- الأمر الآخر مشاركة بعض القادة والمسئولين العرب في هذا المؤتمر؛ مشكلين طعنة في خاصرة الامة وخاصر الفلسطينيين والشعوب التي عانت وماتزال تعاني من هذا الكيان، مُجملين صورته أمام العالم ومزعزعين ترابط هذه الامة أمام عدوها الواضح والمتمثل في الكيان.
- هذا الكيان ليحافظ على تماسكه الهش يحاول دائماً إرهاب سكانه بخطر خارجي؛ وللمحافظة على الخطر الخارجي تجده يعتدي على كل المحيط ويبث سمومه في هذه الدول ويثير فيها الحروب ويغذيها، ولتطبيق هذه الأفكار والخطط؛ يستوحيها من توصيات مثل هذه المؤتمرات الخبيثة.
- الأمر الخطير ايضاً من هذه المؤتمرات هي توصياتها والتي تعلن اغلبها ورغم ذلك لا تأخذ على محمل الجد من قادة هذه الامة.
- نوعية المشاركين وتنوعهم وثقلهم؛ يشي بخطورة المخرجات الصهيونية لهذا المؤتمر والتي ستنعكس سلباً على وحدة امتنا، فالعقلية الصهيونية لا تأتي إلا بالخراب والدمار واحاكت المؤامرات.
- المؤتمر يعقد برعاية رسمية من أعلى سلطة في الكيان وبالتالي توصياته ومقترحاته ستكون دليل عمل وخارطة طريق لحكومات الكيان المتعاقبة.
- المؤتمرات والخطابات الصهيونية دائماً تحاول أن تُظهر الكيان بأنه معرض للانقراض وبالتالي هو دائماً في حالة دفاع عن النفس؛ وبالتالي يكون له الحق بارتكاب المجازر وشرعنه عدوان كخطة استباقية لحفظ امنه.
المطوب منا إذاً في مواجه مؤتمر هرتسيليا والذي يُعد "عقل الكيان المفكر" اتخاذ خطوات على قدر المخاطر:
- اجهاض نتائج هذه المؤتمرات الصهيونية من خلال ابراز مخاطرها على الأمة، ومن خلال مقاطعتها وعدم المشاركة فيها.
- عمل مؤتمرات أمن قومي وطنية موحدة وحقيقية على غرار مؤتمر هرتسيليا، فلا تكون مجرد تجمع احتفالي فقط، وعمل أبحاث غير ذات قيمة؛ عبر حشد الأدمغة البحثية والفكرية من مختلف التخصصات والمراكز القيادية.
- اهتمام رسمي وعلى أعلى مستويات بنتائج وتوصيات المؤتمرات الوطنية ورعايتها وبناء استراتيجيات وفق التوصيات الاكاديمية والبحثية.
- دراسة المخاطر التي تحاك ضد الامة وعمل توصيات عن كيفية مواجهتها.