لأجل الله تبذل الأرواح, ويقدم النفيس وهل هناك جود يضاهي النفس والمال والولد, ولأن الغاية هي الله والثمن هو الجنة؛ رخصت الروح واندثرت كل المغريات في سبيل الوصول, لكن الوصول لابد له من وسيلة فكانت كتائب المجاهدين حاضنة المجاهدين ونور المؤمنين نحو الجنة وهكذا قدمت الكتائب مجاهداً من فرسانها... رجلاً من رجالاتها الأشداء... وبطلاً من أبطالها شهدت له نوازل الحق وميدان الجهاد, فكان شهيدنا يوسف أسد الثأر اخترق كافة تحصينات العدو العسكرية ليرسم أبهى صورة لبطولات المجاهدين في هذه الأرض المباركة منفذ العملية الاستشهادية فيما كان يعرف بمغتصبة نتساريم. انه فارس كتائب المجاهدين الاستشهادي المجاهد/ يوسف عطية أبو شريعة الأسد الثائر الميلاد والنشأة: ولد شهيدنا يوسف في الثاني عشر من يناير للعام ألف وتسعمائة وخمسة وثمانون في حي الصبرة لأسرة متواضعة، عاش يوسف طفولة بريئة كأطفال فلسطين وسط احتلال صهيوني ودمار وخراب وقتل للأطفال والشيوخ والشباب، تربى شهيدنا على حب الإسلام وخدمة دين الله في الأرض، فقد كانت عائلته تغرس فيه حب التضحية والفداء وحب الله، أنهى شهيدنا دراسة المرحلة الابتدائية والإعدادية من مدرسة الفلاح، ثم التحق بمدرسة زهير العلمي الثانوية، لم يكمل يوسف الدراسة لأنه أحب الجهاد في سبيل الله ولم ينل في حياته شهادة دراسية عليا، بل الجميع يشهد أن أبا فلسطين نال شهادة أعلى وأعظم من الشهادة الدنيوية نال الشهادة الكبرى هي الشهادة في سبيل الله. حياته وصفاته: كان بمثابة الطفل المخلص، والشاب الوقور المتزن, بل والقنديل الذي أمد الشباب بالنور في منطقته, فأبو فلسطين كان بمثابة المصلح الذي يجمع القلوب, والنور الذي يهدي العيون, بل والأخ الذي يحنوا إليه خلانه وأصدقائه, ليشق بهذه البدايات الطريق نحو حياة جهادية مليئة بالألم والأمل. عرف عن شهيدنا يوسف التزامه الشديد حيث يشهد الجميع عنه انه كان الصائم القائم حيث عرف عنه التزامه بصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، وذلك رغم صغر سنه. في صفوف المجاهدين: ومع بداية الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى انتفاضة التحرير في نهاية العام 2000 اشتد ساعد أبا فلسطين وقوية عظامه وكأنه وجد ضالته التي فقدت منه فالجميع يشهد على مواقفه التي لا تنسى فشهيدنا كان ورغم صغر سنه يذهب يومياً إلى مواقع المواجهات والاشتباكات مع العدو الصهيوني، ولكن فارسنا لم يكتفي بالاشتباكات الصغيرة وبمواجهة العدو بإطلاق الحجارة ، فقد أصر على الانتقام من بني صهيون فكان من أوائل الين انضموا الى التشكيلات العسكرية الضاربة للعدو التي شكلت في قطاعنا الصامد وكانت لديه رغبة شديدة في المشاركة بكل الأعمال الجهادية ، فقد تمتع أبو فلسطين بقدرة عسكرية فائقة وبهمة عالية موعد مع الشهادة: كان يوسف دائماً يقول لوالدته أن رقمي 22 أو 23 وهي تقول له ما الذي تقصده فكان يقول لها بعد يومين تعرفين كل شيء، في مساء يوم الأحد 22/2/2003 خرج شهيدنا لم يعرف عنه أحد سوى ربه مسارعاً يسابق الشهادة إلا ان لقي ربه في في عمليه استشهادية بطولية في تاريخ 23/2/2003م الوداع: وهكذا ودعت فلسطين فارسا من فرسان الجهاد والمقاومة وأحد أبرز مجاهدي كتائب المجاهدين فداءاً لعروس الأرض فلسطين وتلبية لنداء الحق وإعلاء لراية التوحيد.