أهم الأخبار

مصحف و بندقية .. عليهما استشهد محمود الحاج .. بقلم د.سالم عطاالله

طباعة تكبير الخط تصغير الخط
 0 Google +0  0

في بداية شهر نوفمبر الحالي و في الثاني منه و في ذكرى وعد بلفور المشئوم و دعت كتائب المجاهدين الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية الشهيد المجاهد / محمود فوزي الحاج الذي فاضت روحه الطاهرة هناك حيث مواطن العزة و الشرف .. هناك حيث يرسم المجاهدون خارطة نصرهم و كرامتهم .. في أحد المواقع المتقدمة شرق غزة و التابع لكتائب المجاهدين استشهد محمود ..., لكن متى و كيف استشهد ؟ 
في الثلث الأخير من الليل قبل أذان الفجر في الوقت الذي يتجلى الله عز شأنه الى السماء الدنيا ليجيب سؤال السائلين .. حيث أمسك الشهيد مصحفاً الذي لم يفارقه و أخذ يرتل القرآن بعد أن استأذن أميره المباشر ,, و أنهى القراءة و فاضت روحه الطاهرة شهيداً بإذن الله تعالى , حاملاً معه خارطة الطريق الصحيح القرآن و البندقية .. في ذكرى الوعد المشئوم الذي ما زلنا نعيش آثاره الأليمة على شعبنا رحل الشهيد محمود و كأنه بذلك يقول لشعبه و أمته لقد جرب المجربون و فاوض المفاوضون و تخاذل المتخاذلون عن نصرة فلسطين و قد سها , يقول لا حل الا عبر القرآن و البندقية ..و لن يزول هذا الوعد الخبيث بحسن النوايا الأمريكية أو بالقرارات الدولية أو بالتفاهات السياسية فالعالم شريك في المؤامرة .. يقول ابن العشرين ربيعاً صغير السن ليعلم الكبار لقد تركت فراشي الدافئ و حنان والدي لأذود عن حياض الأمة كما أجمع علماء الأمة الصادقين بأنه اذا احتل شبر من أرض المسلمين فالجهاد فرض عين على كل مسلم و مسلمة .. لقد اختصر محمود الصراع في الحال الذي لقي ربه عليه ... مصحف و بندقية ... مصحف نسير عليه في اقوالنا و احوالنا و أفعالنا ... و بندقية ندافع بها عن ديننا و أرضنا و عرضنا و أهلنا ...
لقد كان لاستشهاد هذا الشاب المجاهد علامات و بصمات طيبة واضحة نلمسها في حاله الذي استشهد عليه .. في وقت شهادته .. في مكان الشهادة في جنازته في حفل تأبينه . ولا ننسى موقف أهله الصابرين لا سيما والده الفاضل الأستاذ الدكتور / فوزي الحاج الذي ضرب لنا المثل في صبره و الثبات على المصائب و التأكيد على خيار ابنه و افتخاره به فهنيئاً لهذه العائلة هذا الشهيد . و هنيئاً لفلسطين هؤلاء الشباب المجاهد الذين حددوا طريقهم و ثبتوا عليه و هنيئاً لأمتنا بالرغم من الظلام المخيم بكتائب المجاهدين و القسام و السرايا وكل الصادقين ..فبإذن الله ستزول الغمة عن أمتنا بصدق الصادقين و جهاد المجاهدين و نمسح بلفور و سايكس بيكو و غيرها من الوعود بدم الشهداء و تضحيات المجاهدين ...